التصميم العكسي في خطة الدرس النموذجي

اقرأ في هذا المقال


أن أكثر المعلمين نجاحًا هم أولئك الذين يصنعون رؤية للمستقبل في أذهانهم، حيث إنهم يحددون ما يريدون أن يفعلوه، ومن ثم يتخذون الإجراءات للوصول إلى هذه النتيجة، يمكن تطبيق درس الحياة العام هذا في إعداد الفصل الدراسي حيث يخطط المعلمون لدروسهم بناءً على ما يحتاجون إلى أن يعرفه الطلاب.

التخطيط العكسي

يبدأ تخطيط الدرس التقليدي بمعرفة المعلمين للمعايير وأهداف التعلم، ثم تخطيط أنشطتهم التعليمية بناءً على تلك المعايير، وغالبًا ما يكون التقييم فكرة متأخرة، وإذا تم تنفيذه على الإطلاق فإنه لا يرتبط دائمًا بشكل مباشر بالمعايير أو الأنشطة التي مر بها الطلاب.

ومع ذلك تشير الأبحاث بقوة إلى أن المعلم يحتاج إلى البدء بالنظر إلى المعايير وتطوير أهداف المحتوى والتخطيط لعمليات التقييم أولاً، ويجب أن تقوم التقييمات المخطط لها بتقييم ما إذا كان الطلاب يتقنون المحتوى أم لا، بمجرد التخطيط للتقييمات يمكن حقًا التخطيط للأنشطة التعليمية الأكثر فاعلية، يشار إلى هذا النوع من التخطيط باسم التصميم العكسي، باختصار يبدأ التخطيط العكسي من النهاية الهدف، وينتهي في البداية المهام التالية التي يتعين القيام بها للوصول إلى النهاية.

يقترح التصميم العكسي أن نحدد أولاً النتائج المتوقعة، ومن ثم القيام على تحديد مؤشرات النجاح والتخطيط في النهاية للأنشطة، إن ما يسعى إليه التصميم المقلوب للفصول الدراسية هو تغيير الطريقة التي يبني بها المعلم العملية التعليمية، في ظل هذا النهج يجب على المعلم أن يضع في الاعتبار ما المتوقع من الطلاب، وتحديد الدليل على الإنجاز، والأنشطة التي سوف يقوم بها المعلم من أجل القيام على تحقيق ذلك، يتيح للمعلم هذا النوع من التصميم أن يستكشف بعمق أكبر معنى الأفكار الرئيسية، مثل تعريف الأسئلة الأساسية ووضع مهام نقل التعلم.

كما يسمح التصميم العكسي بإعادة التفكير في دور المعلم التدريسي، والانتقال من نهج قائم على تغطية المناهج الدراسية إلى نهج يعتمد على تعزيز التعلم القائم على التفكير التربوي، والذي يولد نتائج جيدة جدًا للطلاب، غالبًا ما يركز التصميم العكسي على المحتوى لأن النتائج متخلفة، أن التخطيط العكسي أكثر سلوكية بطبيعته، ويأتي في الأساس لتغيير في طريقة هيكلة العملية التعليمية، ليس فقط لأنه يغير ترتيب مخطط تخطيط التدريس التقليدي ولكن أيضًا لأن هذا النهج التربوي يريد إعطاء أهمية أكبر للطلاب لفهم ما تعلموه والاحتفاظ به والقدرة على تطبيقه أكاديميًا وشخصيًا.

حقق التصميم العكسي مجموعة متنوعة من النتائج الجيدة جدًا في كل من مراحل التعليم في المدرسة والجامعة، حيث يسمح هذا النوع من التخطيط بالحصول على وضوح أكبر لما يريد أن يقوم المعلم على تدريسه ونوع النشاط الذي يجب أن يطوره من أجله، بالإضافة إلى ذلك أصبحت التقييمات أكثر اتساقًا وتعكس نتائج الطلاب ذلك، يمكن أن يكون البحث عن طرق جديدة من أجل القيام على تخطيط وتقوية الأنشطة التعليمية آلية رائعة من أجل القيام على تعزيز تحسين المدرسة، لهذا السبب ينبغي على المعلمين البحث عن آليات جديدة لتعزيز التعلم الرائع كل يوم.

التصميم العكسي في تخطيط الدرس النموذجي

هناك مجموعة متنوعة من الخطوات الأساسية للتصميم العكسي من أجل القيام على تخطيط الدروس النموذجية، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

أهداف التعلم الفعال

سواء كان المعلم يستخدم المعايير الأساسية المشتركة، لدى المعلم بلا شك معايير محتوى محددة للغاية يكون مسؤولاً عن تدريسها، تتمثل الخطوة الأولى في التصميم العكسي في إلقاء نظرة على تلك المعايير وإنشاء هدف تعليمي أكثر تركيزًا على الطالب، هذا هو أحد الاختلافات الجوهرية بين التخطيط التقليدي والتخطيط العكسي، يركز التخطيط التقليدي على الجانب التدريسي للمعايير، في المقابل يركز التخطيط العكسي على تعلم الطلاب.

يجب أن يكون هدف التعلم المتمحور حول الطالب محددًا وقابل للقياس وموضحًا بوضوح، يتكون الهدف المكتوب جيدًا من مجموعة من الأجزاء، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • السلوك، ما يتمكن المتعلم من القيام به، يتضمن هذا الجزء من الهدف دائمًا فعلًا.
  • الشرط، الطريقة التي سوف يؤدي المتعلم السلوك بها، قد يكون هذا الشرط أداة أو مرجعًا أو مساعدة أو سياقًا سيتمكن الطلاب من استخدامه أو لن يتمكنوا من استخدامه.
  • المعيار، يجب على المتعلم أداء جيد من أجل إثبات إتقان المحتوى، ويشير هذا إلى درجة الدقة، أو عدد الإجابات الصحيحة، أو ربما الحد الزمني الذي يفرضه المعلم.

التقييمات

الخطوة الثانية في التصميم العكسي هي تخطيط المعلم لتقييمه، بمجرد تحديد هدف تعليمي كيف سوف يحدد المعلم ما إذا كان الطلاب قد استوفوا المعيار، زمن المهم أن يلاحظ أن التقييم لا ينبغي أن يقتصر على اختبار واحد في نهاية الوحدة، وأن التقييم الفعال مستمر ويبدأ قبل تقديم محتوى جديد، هناك مجموعة متنوعة من أنواع من التقييمات يجب مراعاتها والتخطيط لها، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • يجب إجراء التقييمات التشخيصية أو التقييمات المسبقة للتحقق من المعرفة السابقة الطلاب من أجل القيام على تحديد ما إذا كانوا مستعدين للتعرض للمحتوى الجديد.
  • بعد ذلك خلال الدرس من الضروري إجراء العديد من التقييمات التكوينية، وهذا يسمى أيضًا باسم فحوصات الفهم، تخدم هذه الفحوصات عدة أغراض بما في ذلك التحقق من تقدم الطلاب وتحديد أي مفاهيم خاطئة ومنحهم ملاحظات فورية.
  • يمكن أن يؤكد التقييم النهائي أو النهائي بعد ذلك مستوى إتقان المحتوى الذي حصل عليه كل طالب.

استراتيجيات وأنشطة التعلم

بمجرد كتابة هدف تعليمي يركز على الطالب، وتحديد كيفية تقييم الطلاب، يكون المعلم على استعداد من أجل القيام على تخطيط الاستراتيجيات والأنشطة التعليمية التي سوف يقوم على تنفيذها، أن الاستراتيجيات التعليمية هي الطرق التي يقوم المعلم من خلالها على تقديم بها محتوى جديدًا للطلاب، يمكن أن يكون هذا من خلال التعليمات المباشرة أو العرض التوضيحي أو التعلم التعاوني على سبيل المثال لا الحصر، الأنشطة التعليمية هي الطرق التي سوف يتفاعل بها الطلاب بالفعل مع المحتوى، يمكن أن تكون الأنشطة سلبية مثل الاستماع إلى محاضرة أو مشاهدة مقطع فيديو، أو نشطة مثل استخدام الوسائل المتلاعبة في الرياضيات أو إجراء مناقشات جماعية صغيرة.

تحديد النتائج النهائية المطلوبة

هذه الخطوة هي ما سوف يقوم المعلم على فعله أولاً، والقيام على تحديد ما يريد تحقيقه، من المهم أن يكون هذا التعريف كميًا.

تحديد الدليل الذي يوضح التقدم معايير النجاح

ينبغي على المعلم أن يقرر كيفية القيام على عملية التقييم في حال كانت الأهداف قد تم تحقيقها بشكل ملموس ودقيق.

التخطيط لأساليب التعلم والأنشطة

وأخيراً يقوم المعلم على تحديد كيفية تحقيق التقدم الضروري.

المصدر: تقنيات التعليم وتطبيقاتها في المناهج، للاستاذ الدكتور محمود جابر الشبلي، د ابراهيم جابر المصري، د حشمت رزق أسعد، د منال أحمد الدسوقي.تقنييات التعلم الحديث وتحديات العولمه، الدكتور إبراهيم جابر.نموذج اشور للتصميم التعليمي، للكاتب عبد الجبار حسين الظفري.التخطيط التربوي. الاستاذ الدكتور محمد متولي غنيمه.


شارك المقالة: