التفكير الإيجابي لتحقيق الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


إنّ مفهوم الأشخاص أو العديد منهم للإيجابية، هو بالتخلي عن الحقوق أو التنازلات أو الضعف، ليكون إيجابياً يجب أن يلتزم بالصمت تجاه العديد من المواقف السلبية، ممّا جعل الأشخاص ذو التفكير السلبي يستغلون هذا المفهوم، بدأ العديد من الناس بالتخلي عن إيجابيتهم؛ لكي لا يحبطوا أو يصابوا بخيبة أمل أو يتخلوا عن حقوقهم، في بعض الأحيان يعانون من القلق أو الاكتئاب.

مفهوم التفكير الإيجابي:

هو أن يقوم الفرد بتأكيد ذاته دون التعدي على حرية أو حقوق الآخرين، مع المحافظة على التوازن السليم في إدراك التحديات التي قد تواجهه، كذلك أن ينظر كل منّا لأي أمر بداية لفوائده قبل النظر إلى مساوئه، أيضاً أن نعتمد حسن الظن بالله ثمّ بالذات وبقدراتنا وثمّ بالآخرين، أي أن أكون أنا بخير وأنت بخير، فالإيجابية هي التوازن وأسلوب ومنهجية متكاملة، ليعيش الفرد في صحّة نفسية ويتجنّب التعدي على حقوقه مهما كانت بسيطة، كما أنّ الفرق بين التسامح والاستغلال وبين الطيبة والابتزاز وغيرها من المفردات، التي لها وجهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي.

التفكير الإيجابي لتحقيق الصحة النفسية:

لكي يتمتع كل شخص بالصحة النفسية عليه أن يفكر أولاً بإيجابية؛ لأنّها تسهم في أن يستمتع أكثر في حياته ويقل القلق والتوتر لديه؛ لأنّه سينظر للجانب المضيء، كذلك أن يحدِّد هدفه بأن يكون سعيداً ومرتاحاً، أن يقوم بتفسير المواقف والأحداث حوله بشكل منطقي وإيجابي، عن طريق التركيز على حوار الذات الإيجابي.
لتعزيز التفكير الإيجابي لدى الفرد، يجب أن يمتلك صحّة نفسية ويحاول رفع الأداء المهني لديه، إذ يقوم التفكير الإيجابي بالبحث عن النفع، بالتالي ينتج عنه الأفكار والخطط الفاعلة والعملية، لتؤثر على بيئة العمل ويعززها الفرد بالتفاؤل والمصداقية والثقة والقوة الدافعة، سيطلق القدرات التي تحقق الأهداف، إذ أنَّ التفكير بطريقة إيجابية يجذب إلينا المواقف الإيجابية، العكس يحدث عندما نفكر بطريقة سلبية فإنّنا نجذب إلينا المواقف السلبية، ينعكس ذلك على أسرة الفرد ومحيطه الإجتماعي، فيشعرهم بالأمان والراحة والرِّضى والسعادة.
قد يظُن الفرد أنّ التفكير الإيجابي لوحده قادر على تغيير الحياة إلى شكل أفضل، كذلك أن يحقق أهدافه لأنّه يفكر بإيجابية فقط، بل يجب أن يكتشف قدراته ويهتم بتنمية مهاراته، أيضاً أن يقوم بانتهاج بعض الخطط والاستراتيجيات لإحداث التغيير وتطوير الذات، بما فيها الأفكار والمشاعر والعادات لإحداث التغيير في السلوكيات اليومية وتقييمها بعيداً عن جلد الذات، فالتفكير الإيجابي هو عملية مستمرة وهي إجراءات وليست غاية في حد ذاتها.

المصدر: سلسلة التفكير وانماطه، رزوقيجودة الحياة والصحة النفسية، د. صفاء صلاحالصحة النفسية وتنمية الإنسان، علا عبد الباقي ابراهيم


شارك المقالة: