التفكير الجانبي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


التفكير الجانبي في علم النفس يعني اتباع نهج إبداعي لمشكلة أو تحدي، أي أنه يعبر عن مهارة عظيمة في أن يكون لدينا في العمل والعديد من المواقف المتنوعة والمهمة في حياة كل شخص، والتفكير الجانبي في علم النفس يعني بالضرورة أن يكون الفرد قادرًا على التفكير بشكل خلاق أو خارج المألوف من أجل الوصول لمعرفة سليمة تساعد الفرد بالتخلص من عقبات الحياة.

التفكير الجانبي في علم النفس

يعرّف التفكير الجانبي في علم النفس بأنه حل المشكلات من خلال نهج غير مباشر وإبداعي، عادةً من خلال عرض المشكلة في ضوء جديد وغير معتاد، كان مفهوم التفكير الجانبي موجودًا منذ عقود وله منهجية محددة للغاية، وهذا يعني أنه يمكن للفرد اللجوء لأدوات التفكير الجانبي لحل مشكلاته أو مشاكل عمله بطريقة غير مألوفة وغير تقليدية، الشيء الذي يميز طريقة حل المشكلات هذه عن بقية المجموعة هو أنه يتم تشجيع الفرد على تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى المشكلة، وعندما يفعل ذلك قد يجد أن المشكلة التي كان يحاول حلها ليست هي المشكلة فالمشكلة في الواقع شيء آخر.

عندما ننظر في العقل البشري نجد أنه يتوجب من الفرد أن يقوم بدراسة الخطوات المتسلسلة في مواجهة الصعاب والأزمات التي يتعرض لها، حيث أنه قبل أن يبدأ الفرد في حل مشكلة ما فإنه يحتاج إلى إدراكها أولاً فهو بحاجة إلى تكوين فهم للمشكلة، وإطار مفاهيمي لما يحدث، فهو يبني ذلك بناءً على فهمه الحالي لكيفية عمل الأشياء وقد تأخذ بعض عناصر المشكلة كأمر مسلم به بسبب ذلك.

فإذا كانت الفكرة المسبقة عن المشكلة خاطئة فلا يمكن للفرد حلها، فإن الشيء الآخر الذي يمنعه من حل المشكلة هو التفكير عموديًا أو خطيًا، على سبيل المثال إذا كان الفرد يدير شركة لتكنولوجيا المعلومات وفشل المنتج الذي يعمل عليه في الأداء عندما يزداد عدد الزوار، فإن مجرد توسيع نطاق الأجهزة قد لا يحل المشكلة، وقد يحتاج إلى إيجاد معوقات تشغيلية وتحسينها بدلاً من ذلك.

يظل عمل دي بونو في التفكير الجانبي في علم النفس مؤثرًا بعدة طرق أولاً إنه يتحدانا لتغيير تفكيرنا من أجل اكتساب رؤى جديدة، على الرغم من أن التفكير التقليدي والتفكير الرأسي يمكن أن يكون مفيدًا، إلا أنه من خلال التفكير الجانبي فقط، كما يجادل دي بونو أننا نكتسب رؤى جديدة، أيضًا من خلال توفير عدد من الخطوات المحددة ينتقل الفرد من عالم التجريد إلى عالم الواقع العملي، حيث يمكن اعتبار الخطوات التي يقدمها كأدوات تفكير جانبية، وأخيرًا سواء في العمل أو في المنزل أو في أي مكان آخر يمكن تطبيق التفكير الجانبي لدي بونو لمساعدتنا في إيجاد طرق جديدة لحل المشكلات.

أمثلة على التفكير الجانبي في علم النفس

أسهل طريقة لفهم التفكير الجانبي في علم النفس هي النظر إلى الألغاز التي تتطلب من الأفراد إيجاد طريقة جديدة للنظر في المشكلة، ومن الأمثلة دخول رجل إلى المدينة يوم الإثنين ومكث ثلاث ليال ثم غادر يوم الاثنين كيف يمكن أن يكون؟ إذا بدأنا في التفكير في الأمر، فلن يكون له أي معنى، إنها ست ليالٍ حتى يوم الاثنين القادم، وليس ثلاث ليالٍ، ومع ذلك فإن القارئ الحريص سوف يلاحظ أن الرجل قد ركب في المدينة ولم يقودها؛ نظرًا لأن الطريق إلى المدينة استغرق بعض الوقت فمن الطبيعي أن يغادر يوم الاثنين بعد أن أمضى ثلاث ليالٍ فقط هناك.

الآن ، هذا اللغز لغوي لكنه يتطلب تحولًا مفاهيمي صغيرًا لحلها من خلال التفكير الجانبي في علم النفس، حيث أننا لم نعد نستخدم الخيول بعد الآن لذلك يفترض معظم الناس تلقائيًا أن عملية الركوب إلى المدينة تتم بشكل فوري.

يمكن القول إن ألبرت أينشتاين كان مفكرًا جانبيًا كمثل للتفكير الجانبي في علم النفس، ففي أوائل العشرينات من عمره عمل كاتب براءات اختراع في سويسرا، بين إيداع براءات الاختراع كان أينشتاين وهو حالم يقظ سيئ السمعة، يفكر غالبًا في أشياء مثل كيفية عمل الجاذبية والذرات، وقبل قرون نشر إسحاق نيوتن معادلاته للجاذبية واصفًا إياها بأنها قوة جاذبة، على الرغم من أن عمل نيوتن كان قفزة هائلة إلى الأمام، إلا أنه لم يكتمل، ولم نحقق فهمًا أكمل لطبيعة الجاذبية حتى أينشتاين.

كيف أحدث أينشتاين وهو كاتب براءات اختراع شاب غير معروف ثورة في فهمنا لقوة الجاذبية؟ لقد فعل ذلك من خلال التفكير خارج المألوف أي من خلال التفكير الجاني، وهو تعريف بسيط ولكنه عملي للتفكير الجانبي، حيث اعتبر العديد من الفيزيائيين ببساطة وصف نيوتن للجاذبية كأمر مسلم به، وشعر العلماء أن المشكلة قد تم حلها إلى حد ما حتى أينشتاين.

وبشكل أكثر تحديدًا ومع ذلك يمكن وصف التفكير الجانبي بأنه عملية تمكننا من إعادة هيكلة أنماطنا، وفتح أذهاننا وترك التفكير بطريقة مبتذلة، وتحديد الطرق، بعبارة أخرى تبحث عقولنا باستمرار عن أنماط وعلى الرغم من أن هذه الأنماط تظل مفيدة، إلا أنها قد لا تؤدي دائمًا إلى رؤى جديدة أو هكذا يجادل دي بونو، حيث قارن دي بونو في عمله التفكير الجانبي بالتفكير الرأسي أو كيف نتعامل عادة مع مشكلة ما، كما أشار توم بودون يظل التفكير الرأسي أداة مفيدة، خاصة في مشاكل المنطق الكلاسيكية، ولكن التفكير الرأسي قد يتم التأكيد عليه أكثر من اللازم.

خطوات التفكير الجانبي في علم النفس

لم يتحدث دي بونو ببساطة عن طرق مختلفة في التفكير الجانبي في علم النفس، لقد وضع بالفعل أساسًا لكيفية القيام بذلك تتمثل في سلسلة من الخطوات العملية، وتتمثل الخطوة الأساسية في العصف الذهني، فلقد كتب الكثير عن كيفية العصف الذهني بشكل فعال، سواء أكان الشخص يكتب أفكاره، أو يضع قائمة، أو يرسم صورًا أو مخططات انسيابية، فإن العصف الذهني يظل أداة فعالة.

وتتمثل الخطوة الثانية في التفكير الجانبي في علم النفس في الحصص وذلك من خلال تحديد عددًا محددًا من الأفكار الجديدة التي يرغب الفرد في طرحها، هذا يجبره على التفكير بشكل جانبي، والخطوة الثالثة تتمثل في تحدي الافتراضات ويظل هذا تمرينًا جيدًا في رؤية المشكلة بطريقة جديدة، والخطوة الرابعة تتمثل في المقارنات حيث يمكن أن يساعد الفرد تحديد ما يشبه الشيء في تحديد ما هو ليس كذلك، والخطوة النهائية في التفكير الجانبي في علم النفس تتمثل في توليد البدائل فقد يوفر توليد البدائل فرصًا جديدة لرؤية الأشياء من منظور جديد.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: