التفكير المجرد لدى الطلاب في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


التفكير المجرد لدى الطلاب في التدريس التربوي:

التفكير المجرد: هو عبارة عن القدرة الطالب على فهم المفاهيم الحقيقية مثل الحرية أو الضعف، ولكنها غير مرتبطة مباشرة بأشياء وتجارب مادية ملموسة. ويعرف أيضاً التفكير المجرد: على أنّه امتلاك الطالب القدرة على فهم المعطيات والمعلومات من خلال الحواس، وانشاء علاقات مع العالم بشكل أوسع، والفكاهة تعتبر أفضل مثال على هذا النوع من التفكير في العمل، والطلاب الكوميديون خبراء أيضاً في التفكير المجرد، حيث أنهم يقومون بمراقبة العالم من حولهم، ويكتشفون التناقضات والاعتداءات وغيرها، خلال قيامهم على بناء النكات عن طريق اتصالات غير متوقعة.

كيف يستخدم التفكير المجرد في التدريس التربوي؟

يعتبر التفكير المجرد مهارة تفكير عالية المستوى، وتتمثل استخداماته من خلال ما يلي:

  • خلق الأشياء.
  • التكلم المجازي.
  • فهم المفاهيم.
  • تحليل المواقف.
  • نظريات النموذج.
  • وضع الأمور في نصابها.

ما الفرق بين التفكير المجرد والتفكير الملموس؟

في غالبية الأحيان يتم توضيح الفكر المجرد بجانب التفكير الملموس، حيث يرتبط التفكير الملموس بشكل وثيق بالأمر والتجارب التي يستطيع ملاحظتها بصورة مباشرة، وعلى سبيل المثال القيام بتقسيم المشروع إلى مجموعة خطوات زمنية معينة، ومهمة التفكير المجرد هي فهم واستيعاب أسباب أهمية المشروع. يحتاج الطلاب إلى استخدام مزيج من التفكير الملموس والتجريدي ليعمل بشكل جيد في الحياة اليومية.

تطور التفكير المجرد لدى الطلاب:

تتطور مهارات التفكير المجرد مع تقدم الطلاب ​​ونضجهم، حيث قام عالم النفس جان بياجيه بتوضيح الطريقة التي تتم من خلالها تتغير قدرات تفكير الطلاب مع تقدمهم في العمر. ولقد أوضح العالم بياجيه أنه منذ ولادة الطالب وحتى سن الثانية تقريبًا، يفكر صغار السن الرضع والأطفال بصورة ملموسة، حيث أنهم يقومون بعمليات المراقبة والاستكشاف ما يحيط بهم عن طريق اللجوء إلى استعمال الحواس والمهارات الحركية الخاصة بهم.

من عمر الثانية إلى عمر السبع سنين يطور الطالب القدرة على التفكير الرمزي، وهو قد يكون الحجر الأساسي للتفكير المجرد، حيث أنهم يتعلمون أن الرموز والحروف والصور والأصوات تمثل أمور وأشياء حقيقية وواقعية في العالم الحقيقي المحيط بهم.

من عمر السابعة إلى الحادية عشر للطالب يطور التفكير المنطقي لكن يبقى ملموسًا إلى مستوى كبير ومرتبط ذلك بما يتم ملاحظته من قبلهم بشكل مباشر. في عمر الثانية عشرة للطالب تقريبًا وحتى مرحلة البلوغ، يقوم العديد من الطلاب على بناء مناطقهم بشكل ملموس والتوسع في هذا النوع من التفكير.

وتحتوي هذه المرحلة على القدرة والتمكن بشكل متزايد على وضع الطلاب أنفسهم في مكان الغير من أجل استعمال واستعادة التفكير المجرد، وفهم وإدراك كيفية التعاطف والمحبة، حيث أن ذلك يعتبر القدرة على التفكير المجرد. ترتبط العديد من المهام التي يؤديها الطلاب في المدرسة بالتفكير المجرد، وغالبًا ما تكون مهارات الرياضيات مجردة وأنها تعتمد على القدرة على تصور الأرقام والعمليات دون وضع يدي الطالب دائمًا على الأشياء المادية.

يتطلب التاريخ والدراسات الاجتماعية والفلسفة والسياسة القدرة على التفكير بشكل عام في المشكلات الاجتماعية واستخدام الحكم الأخلاقي، يتطلب العلم من الطلاب اقتراح واختبار ومراجعة الفرضيات والنظريات. بصرف النظر عن الجوانب الأكاديمية للمدرسة فإن التنقل في المواقف الاجتماعية المعقدة التي يتم تقديمها خلال يوم دراسي نموذجي يتضمن أيضًا التفكير المجرد.

وفي غالبية الأحيان يكون الطلاب القادرين على التفكير المجرد جيدين في العديد من الأمور، ويتمثل ذلك من خلال ما يلي:

  • حل المشاكل المعقدة.
  • إبداع الفن بكل أنواعه.

تحسين مهارات التفكير المجرد لدى الطلاب:

إذا كان الطالب يرغب في تحسين وتطوير مهارات التفكير المجرد لديه، فهناك بعض الطريق التي يمكن تجربتها.

وتتمثل هذه الطرق من خلال ما يلي:

  • الارتجال: إذا كانت هناك مجموعة مسرحية ارتجالية في منطقة الطالب فعليه التفكير  في حضور ورشة عمل تتيح لك استكشاف هذا الشكل المفتوح من مسرحية الأداء.
  • حل الألغاز: سوف تدرب الألغاز ثلاثية الأبعاد والبصرية والكلمات على التفكير في بدائل غير تلك التي تحدث لك على الفور.
  • بناء نماذج ثلاثية الأبعاد: إنّ الطالب في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والحساب يعزز قدراته على التفكير المجرد من خلال القيام بمشاريع الفنون والحرف اليدوية.
  • اكتشاف الأوهام البصرية: إنّ اللجوء إلى استعمال الفن والصور ذات الأوهام البصرية من أجل القيام على تدريب الطلاب على رؤية الأشياء بعدة طرق، وتعتبر من السمات المميزة للتفكير المجرد.
  • اللعب مع اللغة التصويرية: إنّ القدرة الطالب على كتابة والاستعارات والتشبيهات وأجزاء من التجسيد على تحفيز التفكير المجرد، والتفكير في أمر ملموس والقيام على ربطه بأمر مجرد.

الأمور التي تؤثر على التفكير المجرد لدى الطلاب:

اضطراب طيف التوحد:

يعاني بعض الطلاب من مشكلة اضطراب طيف التوحد، قد يواجه هذا النوع من الطلاب العديد من المشاكل في حل المشكلات ومجموعة من المفاهيم.

انفصام في الشخصية:

بعض أشكال التفكير المجرد ولا سيما تلك المشاركة فيها تفسير المواقف الاجتماعية قد يكون محدودًا بمرض انفصام الشخصية.

إصابات الدماغ الرضية أو العضوية:

تؤثر بعض الإصابات الناتجة عن الحوادث أو مشاكل الولادة على مناطق الدماغ للطالب التي تجعل التفكير المجرد ممكن.

الإعاقات الذهنية:

غالبًا ما يواجه طلاب ذوو الإعاقة الذهنية صعوبات في استخدام مهارات التفكير المجرد وفهمها.

الخرف:

في غالبية الأحيان تكون بعض أجزاء الدماغ هي المسؤولة عن بعض أنواع الخرف، وهي الأجزاء نفسها التي تقوم على عملية التحكم في العديد من مهارات هذا النوع من التفكير.

في بعض الأحيان تتداخل القدرة على التخيل والتنبؤ مع الأداء الصحي:

على سبيل المثال التشويه المعرفي المعروف باسم الكارثة، في حال كان الطالب يتخيل عادة سيناريوهات أسوأ، فقد تزيد من مستوى القلق لديه أو تفاقم أعراض الاكتئاب.

التعميم المفرط هو مثال آخر، إذا واجهت انتكاسة كدليل على أنّ الطالب فاشل، فإنّ قدرته على التعميم تصل إلى نتيجة غير دقيقة وذات نتائج عكسية، وأن هذا النوع من التجريد شائع مع القلق والاكتئاب.

مشاكل التفكير المجرد لدى الطلاب:

إذا كان لدى الطالب أحد هذه الشروط فقد يجد أن التفكير المجرد يمثل مشكلة في بعض الأحيان كما يلي:

  • القلق.
  • الكآبة.
  •  الوسواس القهري.
  • اضطراب يحصل بعد تعرض الطالب للصدمة.

الخبر السار هو أن الباحثين اكتشفوا أنه يمكنك ممارسة مهارات التفكير الملموسة واستخدامها للتحسين أعراض الاكتئاب، وحتى مساعدته على اتخاذ القرار خلال فترات الاكتئاب.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: