التكنولوجيا كوسيط تدريس لذوي صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


شاهدنا تقدم مدهش في تطور برامج الكمبيوتر السوفتوير والهاردوير منذ عقدين مضت، حدد بعض العلماء ثلاث وظائف للكمبيوتر في حجرة الدراسة المعلم واداة أو الاثنين معاً، عندما يعمل الكمبيوتر كمعلم فإنه يحرر التدريس، وهذه العملية يطلق عليها التعلم بمساعدة الكمبيوتر، يتم وصف برامج السوفتوير من خلال وظيفتها الأولية التعلم الخصوصي والممارسة والتدريب والتحفيز والألعاب والأداة وهكذا.

التكنولوجيا كوسيط لتدريس ذوي صعوبات التعلم

برامج السوفتوير التي يتم تطويرها كتعلم خصوصي تقدم للتلاميذ محتوى جدید، وعلى العكس فإن برامج التدريب تقدم التدريبات في مجالات المهارات والمعرفة التي تعرض لها التلاميذ بالفعل، وبرامج التدريب والتعلم الخصوصي قدمت نماذجاً وأمثلة على فوائد الكمبيوتر كوسيط للتدريس، يتم تقديم التغذية الراجعة الفورية، وتقدم التلاميذ بسرعتهم الخاصة، وتم تقديم تعليماً متنوعاً للتلاميذ.

وهناك تحولان رئيسيان في خصائص السوفتوير التعليمي في العقدين الماضيين، أولاً برامج التدريب والتعلم الخصوصي أصبحت أقل شيوعاً، وإن أدوات السوفتوير خصوصاً برامج مجهز الكلمات أصبحت الأكثر شيوعاً، وثانياً إن تصميم السوفتوير التعليمي تحول من النموذج الخطى إلى نموذج الوسائط الزائدة السوفتوير الخطي التقليدي عالي البنية.

والبرنامج يتحكم في نتيجة وتسلسل التدريس، ويرجع إليه كيف ومتى يتقدم المتعلمون وينتقلون من نشاط إلى آخر، على النقيض من ذلك، يذكر بعض العلماء تطبيقات الوسائط الزائدة مختلفة إلى حد ما، فإن هناك اختيارات تعرض على المستخدم حتى يكون له الهيمنة على التفاعلات مع البرنامج، ومن الممكن اختبار كل ما هو متاح أو عدم اختيار أياً منها.

ومن ثم فالأمر موکول للمستخدم للقيام بما يراه اختياراً مناسباً الأمثلة على الوسائط الزائدة موجودة وبسهولة على شبكة الانترنت، ما على المستخدمين إلا الاتصال بالشبكة، وثم الانتقال إلى موقع آخر داخل الموقع أو لموقع آخر؛ وذلك بتنشيط الاتصال الزائد.

التدريس الفعال للتكنولوجيا في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

هل أدوات السوفتوير والبرامج القائمة على الوسائط الزائدة وسائل فعالة لنقل التدريس للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم؟ اهتم معلمو التربية الخاصة لفترة طويلة باستخدام أدوات مجهز الكلمات لهؤلاء التلاميذ، وترجع تلك إلى قدرة هذه التكنولوجيا على مساعدة التلاميذ على التعويض عن مهارات الكتابة الضعيفة، أظهرت نتائج عدد من البحوث أن مجهز الكلمات له تأثير ضئيل، ولكنه إيجابي على كم وكيف الكتابة لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم ،بالإضافة إلى الدقة في عادات الكتابة مثل التهجئة.

أما البحوث في مجال تطبيقات الوسائط الزائدة بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم فقليلة، وربما يرجع ذلك إلى حداثة هذا النوع من تصميم السوفتوير، ومع ذلك هناك عمل قوي تم القيام به في استخدام الوسائط الزائدة لجعل النص أكثر تعاوناً للأفراد الذين لديهم صعوبة في القراءة على سبيل المثال، يصف بعض العلماء برنامجاً قرائياً يقوم على الوسائط الزائدة، والذي يمكن للتلميذ فيه أن يختار كلمة في نص لسماع نطقها.

ويرى صوراً ورسوماً بيانية توضح معنی الكلمة أو يرى تحليلاً بنائياً للكلمة، وأعلن عن نتائج إيجابية مع المواد القرائية التي تقوم على الوسائط الزائدة بالنسبة لتلاميذ الابتدائية والوسطى والعليا ذوي صعوبات التعلم.

التكنولوجيا كدعم تعليمي لذوي صعوبات التعلم

من الأهمية بمكان أن نذكر أن برامج مجهز الكلمة والبرامج التي تستند إلى الوسائط الزائدة هي أدوات سوفتوير، وليست تطبيقات للتعليم بمساعدة الكمبيوتر، فالحاسبات التي تدير أدوات السوفتوير لم تعد تستخدم كوسيط لتلقي التعليم، فبدلاً من عمله كمعلم أصبح الكمبيوتر يعمل کمدعم، فالمساعدة والمساندة متوفران عند الحاجة إليها إلا أنهما لا يقدمان بشكل آلي.

كما هو الحال بالنسبة للتغذية الراجعة الفورية في سوفتوير التدريب والتعلم الخصوصي، على سبيل المثال في معظم مجهزات الكلمة يختار الكتاب إذا ما أرادوا الكشف عن صحة تهجئة الكلمة، وأيضاً في معظم البرامج القرائية للوسائط الزائدة، يطلب القراء سماع الكلمات وهي تنطق جهراً، هذا التمييز بين نظام التكنولوجيا كمعلم خصوصي ونظام التكنولوجيا کمدعم هام للغاية بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم.

فالتكنولوجيا كمعلم توجه تتفق التفاعل بين التلميذ والبرنامج، ما أدوات السوفتوير فلا تفعل ذلك، والمتعلمون الذين لديهم صعوبة في الانتباه للسمات الهامة في مهام التعلم، ربما لا يستطيعون التركيز على السمات الهامة التطبيقات الوسائط الزائدة، وهؤلاء التلاميذ أيضاً ربما يواجهون مشکلات في محاولاتهم لإتمام متتاليات تعليمية غير خطية والانتقال من جزء في البرنامج إلى آخر.

وبالإضافة إلى ذلك فإن مجرد وجود الدعم داخل أدوات السوفتوير والوسائط الزائدة لا يضمن نفعها، في الحقيقة، وهناك دليل على أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لا يستفيدون بشكل ثابت من هذا الدعم على الرغم من قيمته العظيمة.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان.


شارك المقالة: