التوافق الهرمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الفكرة الأساسية في التوافق الهرمي في علم النفس هي أن الشخص الذي يتصرف بإرادته الحرة يتصرف من خلال الرغبات التي تتداخل مع عناصر أكثر شمولاً في نفسه، وفقًا لوجهة النظر هذه عندما يتصرف الفاعل بحرية تنبع أفعاله منها بدلا من شيء جانبي خارجي.

التوافق الهرمي في علم النفس

على خلفية رفض علماء النفس لمبدأ الاحتمالات البديلة تم تطوير نظرية توافقية لا تروق للسيطرة التنظيمية بأي شكل من الأشكال، يمكن بدلاً من ذلك النظر إلى نظرية الشبكة الهرمية على أنها تطور لمحاولات التوافقية الكلاسيكية لفهم الحرية من حيث قدرة الوكيل غير المقيدة على الحصول على ما يريد، حيث يشرح التوافق الهرمي في علم النفس الفعل الإرادي بحرية من حيث الأفعال التي تنبع من الرغبات التي تنسجم بشكل مناسب مع العناصر المرتبة هرميًا في سيكولوجية الشخص.

يميز التوافق الهرمي في علم النفس بين الرغبات من الدرجة الأولى والرغبات من الدرجة الثانية، هذا بمثابة أساس الرواية الهرمية للحرية، فالرغبات السابقة لها أفعال كائناتها مثل تناول شريحة من كعكة الجبن أو مشاهدة فيلم، يكون لديهم أغراضهم ورغباتهم من الدرجة الأولى مثل الرغبة في الحصول على الدافع لممارسة الرياضة يوميًا.

من بين الرغبات الأولية التي يمتلكها الشخص من خلال التوافق الهرمي في علم النفس، هناك بعض الرغبات التي لا تدفعها إلى العمل مثل رغبة الفرد غير الراضية في أن يقول لرئيسه في العمل أو في جماعته الخاصة ما يعرف أنه لا يجب عليه ذلك، ومع ذلك فإن الرغبات الأولية الأخرى تدفع الشخص إلى العمل مثل رغبة الفرد في متابعة طلب رئيسه، تحدد التوافق الهرمي في علم النفس إرادة الوكيل برغبته الفعالة من الدرجة الأولى، تلك التي تحرك الشخص كما يقول التوافق الهرمي في علم النفس أن كل الطريق يتمثل إلى العمل.

تميز التوافق الهرمي في علم النفس أيضًا بين أنواع مختلفة من الرغبات من الدرجة الثانية، بعضها مجرد رغبات في أن يكون لدا الفرد رغبات من الدرجة الأولى، ولكن ليس أن تلك الرغبات من الدرجة الأولى ستشكل إرادته، يستخدم التوافق الهرمي في علم النفس مثال المعالج النفسي الذي يرغب في تجربة الرغبة في بعض السلوكيات لفهم المريض بشكل أفضل، حيث أن المعالج لا يرغب في أن تكون هذه الرغبة فعالة في قيادته إلى العمل إنه يريد أن يعرف معنى الشعور بالرغبة في تناول الدواء.

من ناحية أخرى فإن الرغبات الثانوية الأخرى التي يمتلكها الشخص هي رغبات فعالة ورغبات من الدرجة الأولى في التوافق الهرمي في علم النفس، ورغبات من شأنها أن تشكل إرادة الفرد، وبالتالي ستكون فعالة في تحريكه طوال الطريق إلى العمل، على سبيل المثال قد ترغب أخصائية التغذية التي تشعر بالإحباط باستمرار بسبب الرغبة الشديدة في تناول السكر لديها رغبة أكثر فاعلية في الصحة، والتي ستكون أكثر فاعلية في توجيه عاداتها الغذائية أكثر مما هي عليه في كثير من الأحيان.

هذه الرغبات من الدرجة الثانية تسمي التوافق الهرمي في علم النفس إرادة من الدرجة الثانية، ولا يوجد حد نظري لكيفية ترتيب رغبات المرء بدرجة عالية، فقد تقوم أخصائية التغذية بتطوير رغبة من الدرجة الثالثة لرغبتها من الدرجة الثانية فيما يتعلق برغبتها في الصحة ألا تلعب مثل هذا الدور المهيمن في مداولاتها اليومية مثلاً، وقد تعتقد أن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية في الحياة من اهتمامها بدوافعها الغذائية.

تحليل التوافق الهرمي في علم النفس

بمجرد أن يتم وضع الجهاز المفاهيمي يقارن التوافق الهرمي في علم النفس أنواعًا مختلفة من الأفراد لتوضيح مفهومه عن الإرادة الحرة، عند التفكير أولاً في الفرد غير الراغب وهو شخص لديه رغبة من الدرجة الأولى في القيام بسلوك معين، ورغبة من الدرجة الأولى في عدم فعله، بشكل حاسم فإن الفرد الذي يدلي بالسلوك السلبي غير الراغب به لديه أيضًا إرادة من الدرجة الثانية بأن رغبته الأولى في تناول الدواء ليست إرادته.

أصبح من السهل الآن توضيح نظرية التسلسل الهرمي للإرادة الحرة في التوافق الهرمي في علم النفس، حيث يتصرف المرء بمحض إرادته إذا كان أفعاله ينبع من الإرادة التي يريدها، وقد يبدو غريباً أن يتصرف الفرد على رغبة في التوافق الهرمي في علم النفس ويتصرف بمحض إرادته لأنه بسبب إدمانه لسلوك محدد لم يستطع فعل شيء آخر.

يذكر أن التوافق الهرمي في علم النفس لا يعتقد أن الحرية التي تنطوي على إمكانيات بديلة مطلوبة من أجل المسؤولية الأخلاقية، حيث أنه يعتقد بدلاً من ذلك أن الحرية المتعلقة بالمسؤولية الأخلاقية تتعلق بما يفعله الوكيل وأساسه الفعلي للقيام بذلك، أي يعتقد التوافق الهرمي في علم النفس أنه بالعودة مرة أخرى إلى تمييز مفيد، فإن التحكم في التوجيه ضروري للمسؤولية الأخلاقية وليس الرقابة التنظيمية.

مشاكل التوافق الهرمي في علم النفس

واجهت نظرية التوافق الهرمي في علم النفس مشاكل وصعوبات شديدة، فهناك اعتراضين ينبثقان من الجوانب الهيكلية له، حيث أنه على المرء أن يفعل مع طبيعته الهرمية، والآخر يتعلق باعتماده حصريًا على شبكة بين السمات المختلفة لعلم نفس الوكيل، ومنها تأمل مشكلة التسلسل الهرمي أن الشخص الذي يواجه مشكلة فيما يتعلق بحرية إرادته يواجه موقفًا يتعارض فيه بشأن واحد أو أكثر من رغباته الأولية.

أي رغبة تتحدث باسم الوكيل في التوافق الهرمي في علم النفس؟ وبأية رغبة يمكن التعرف عليها؟ لحل النزاعات بين الرغبات من الدرجة الأولى أو بين مواقف الوكيل حول رغبة محددة من الدرجة الأولى، يخبرنا التوافق الهرمي في علم النفس أن الشخص يشكل رغبة من الدرجة الثانية يكون هدفه هو الرغبة من الدرجة الأولى التي يريدها لتحريكها إلى العمل مثلاً.

وبهذه الوسيلة يؤيد الوكيل أو يتطابق مع إحدى الرغبات من الدرجة الأولى، وإذا سارت الأمور بسلاسة فإن ذلك الشخص يصبح إرادته، ومن خلال هذه العملية ترسم داخل مجال نفسها نوعًا من الرغبة وتنفر الآخر، ولكن هنا تنشأ مشكلة لا يمكن التعرف على شخص ما مع رغباته من الدرجة الأولى لأنه يمكن أن ينفر منها، ومع ذلك يمكن أيضًا عزلها عن المرتبة الثانية، أو حتى في الرتب الأعلى.

بعد كل شيء قد يجد الفرد نفسه يرغب في أن يكون إرادته ورغبة معينة من الدرجة الأولى ومذعورة من الفكرة، ومن ثم فإن مشكلة الإرادة الحرة للوكيل يمكن أن تظهر مرة أخرى في هذه المراحل الصاعدة باستمرار، إذا كان هذا صحيحًا فإن وجهة نظر التوافق الهرمي في علم النفس غير كاملة.

ربما توضح فرضية التوافق الهرمي في علم النفس عن الإرادة الحرة شرطًا ضروريًا للتصرف بمحض إرادته، لكن يبدو أنه غير كافٍ، إنه يحتاج إلى مكمل لتجنب مشكلة التكرار المتصاعد لتحديات حرية الوكيل، ومع ذلك يمكن أيضًا عزلها عن المرتبة الثانية، أو حتى في الرتب الأعلى.

بعد ذلك يضع التوافق الهرمي في علم النفس في الاعتبار مشكلة الشبكة، فوفقًا للتوافق الهرمي في علم النفس إذا كان الفعل الذي يتم إرادته بحرية والذي يكون الفاعل مسؤولاً أخلاقياً عنه يعتمد كليًا على العلاقة بين إرادة الوكيل وإرادته من الدرجة الثانية، فلا يهم بأي شكل من الأشكال كيف حصل الوكيل على تلك الشبكة المعينة، ولكن يمكن بناء الحالات التي يبدو أنها توحي بذلك بغض النظر عن كيفية تكوين الوكيل لشبكة معينة بين رغباته من الدرجة الأولى ورغباته من الدرجة الثانية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: