الخجل عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


يشكل الخجل مشكله تكاد أن تكون من أهم المشاكل التي تُواجه الشباب والمراهقين في الحياة، لها تأثيراً سلبياً على مسيرتهم أثناء الدِّراسة وبعدها، فجيل الشّباب المُراهق يُعاني في كثير من الأَحيان أثناء مرحلة النُّضوج من الكبت النّفسي والعصبيّة الزّائدة عن الحد، التي تُوجد فجوة بين المُراهق والآخرين وتجعلُه يُواجه صُعوبة في الاندِماج بالمُجتمع.

ما هو الخجل عند المراهق

  • هو عاطفة قويَّة تدفع الشّخص للشُّعور بأنّه مليء بالعُيوب، غير مقبول من قبل الآخرين، لا يُمكنه إصلاح أخطائه، يحسّ الإنسان أنّه مُخطئاً بشكل كُلي، بحيث لا يستطيع أن يحمل أفكاراً جيَّدة تجعله يشعر بالإيجابيّة والابتعاد عن السلبية والرِّضا عن نفسه، قد يؤثر وجود مثل هذه الصِّفة لديه على سلوكيّاته بشكل كبير جداً.
  • ممر صعب يُسلِّكه مُعظم المراهقين، له أثار سلبيّة لما يترتّب عليه من صُعوبات في التّواصل مع الآخرين،عدم تقبُّل النُّصح سواء كان في المدرسة أو في البيت فتجد الشّخص الخجُول مُنطوياً على نفسه، يبتعد عن حضور المُناسبات الاجتماعية بالرغم أنّه في المنزل.

إيجابيات الخجل عند المراهق

  • التركيز على نقاط الضعف: قد يُكون لدى المراهق ثقة بما لديه، لكنَّه إذا تعرَّض لإهانةٍ من شخص ما، يشعر بالخجل وهذه الاستجابة ربّما تكون بسبب أنَّ الخجول ما زال يشعر بالطّريقة التي كان يشعُر بها في موقف مُحرج في طُفولته، هذا ينبّهه إلى أنّ هُناك جزءٌ منه لا يستطيع أن يقدر ذاته، يجب التخلّص من هذا الشعور، تنمية شخصيته.
  • تغطية الغرور: من الممكن أن يكون الشُّعور بالخجل ناتج عن القيام بما يُخجل حقاً، يكون هذا جيداً، يبتعد الخجول عن اتخاذ القرارات التي تتّسم بالحماقة والأنانية أوالغرور، يجعله ذلك يعود لالتزام القيم وأفكار المجتمع.
  • وجود الضمير: يمثّل الشُّعور بالخجل قناعاً يُخفي ضميراً صاحياً، يعبّر عن مدى كون الإنسان صالحاً وجيداً، قد يُساعد الشخص على التمسُّك بالحكمة، النّصائح، الأفعال الجيَّدة.

أنواع الخجل عند المراهق

  • الخجل الاجتماعي الانطوائي: هنا يميل المراهق للعزلة، أي تدنّي التفاعل الاجتماعي، لكن مع وجود القُدرة على التّفاعل الاجتماعي والتّعامل بكفاءة مع الجماعة إذا اضطر الشخص إلى ذلك.
  • الخجل الاجتماعي العصبي: يكون هذا الخجل ناتجاً عن الشُّعور بالدُّونية والشُّعور بالهلع بالخبرات التي تُشعرهم بالضّعف، شعور المراهق بالقلق أثناء تفاعله مع الآخرين، هذا يؤدّي إلى تعرُّض المراهق لصراع نفسي بين الرّغبة في مُصاحبة الآخرين وخوفه من هذه الصُّحبة فيشعر أنه وحيد.
  • خجل الخوف: يسمّى أيضًا بخجل الغُرباء، فالمراهق يخاف من ردود الفعل الغير مألوفة والأشخاص الغير مألوفين، يتميّز هذا النّوع بظُّهوره عند الأطفال، مع التقدم في السن إن لم يتخذ الأهل نصائح مُفيدة لتخطّي مشاكل الخجل، سيكبت الطفل هذا السُّلوك من بكاء أمام الآخرين أو الصراخ، ثم يتطور معه هذا السلوك إلى مرحلة المراهقة فيتشكل عنده خجل الخوف.
  • خجل الوعي بالذات: يقصد الوعي بالذّات أنّه يكون محط أنظار الجميع، فيشعُر أنّه معرّض بشكل كبير لمُراقبة الآخرين من حوله، يدرك أنّه هدف اجتماعي، ما يجعله خجُول بشكل زائد هو التعرُّض للنقد أو وُجود صفة مميّزة بالشخص.
  • تعميم الخجل: إنّ الأشخاص الخجُولين عادةً ما يكون خجلهم غير مُعمّم، أي أنّه يكون لديهم موقف يسبب لهم الإِحساس بالخجل والقلق، مثل التحدُّث أمام حشدٍ كبير من الناس، لكنَّهم يتصرّفون بشكل جيد في أنواع أُخرى من المواقف الاجتماعيّة، على عكس الأشخاص الذين يُعانون من الخجل المُعمم فهم يخافون ويخجلُون من مجموعة كبيرة من المواقف الاجتماعيّة، لا يستطيعون التحدث أمام الآخرين.

أعراض الخجل عند المراهقين

  • أعراض نفسيّة: تتمثّل هذه الأعراض بعددٍ كبير من المشاعر الداخليّة التي لا تظهر للعَيان.
    – الشعور بالدونيَّة.
    – الشعور المُتزايد بعدم الأمان.
    – الشعور بالإحراج، إن لم يكُن هُناك سبب لذلك.
    – يظهر لديه أمراض نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب.
  • أعراض سلوكية: تتمثل هذه الأعراض في عدد من السلوكيات التي يلجأ إليها الشخص الخجول.
    – الانطوائيّة.
    – عدم الرّغبة في الاختلاط والتقرب من الآخرين.
    – الشعور بالحرج الشّديد عند حضور المُناسبات الاجتماعيّة على مختلف أنواعها.
    – عدم التّواصل البصريّ مع الآخرين، خُصوصاً إن كان شخصٌ ما يُحادثه.
    – الامتناع عن الدُّخول في الأعمال التطوعيّة؛ ذلك لعدم الرّغبة في التواصل مع الآخرين.
  • أعراض جسدية: هناك عدّة أعراض جسدية تظهر على الشخص الخجول.
    – التعرُّق الزائد، تظهر هذه الحالة بسبب التّوتر الشديد.
    – الشُّعور بألم شديد في المعدة.
    – الارتعاش بشكلٍ لا إراديّ.
    – الشُّعور بالعطش مع جفاف في الفم.
    – زيادة في نبضات القلب.

أسباب خجل المراهقين

  • شعور المراهق بعدم الأمن: يبتعد المراهق عن الحديث أمام الآخرين، تنقصه رُوح المُغامرة، الثقة في النفس، عدم مُمارسته للمهارات الاجتماعيّة، إمّا بسبب فقدانه الثقة بالآخرين وخوفه منهم، إمّا لقلقه الشّديد من سُخريتهم منه.
  • خوف الوالدين الزائد على ابنهم المراهق واستمرار مراقبتهم لتصرفاته: ذلك من اجل حمايته، إهمال الوالدين الزائد بأبنائهم يُؤدي إلى شُعورهم بالدُّونية، بالتالي خوف مُستمر من الآخرين، أيضاً التّشدّد في مُعاملة المراهق، الإكثار من توبيخه ونقده لأتفه الأَسباب، ينتُج عنها الخجل من التّواصل مع الآخرين.
  • الخلافات بين الوالدين: تؤدي الخلافات بين الوالدين الى شُّعور المراهق بالخوف، تجعله يشعر بعدم الأَمان، مما يؤثر ذلك في نفسيّته، يؤدي ذلك إلى الانطِواء ويكُون خجُولاً.
  • اعتقاد الأشخاص أن المراهقين خجولين ولا يثقون بأي مديح يوجه إليهم: حتى لو كان هذا المديح حقيقياً، لذا تجدُهم يتجنّبون التّواصل مع الآخرين، حتى لا يتعرّضون لأي موقف يشكل لهم الإحراج.
  • فرض الرقابة الشديدة على المراهق: جعل المراهق تابعاً للأهل لا يتحرك إلا بأمرهم، مما يشعره بالعجز عند مُحاولة الاستقلال واتخاذ القرارات التي تخصُّه، بالتالي يجب تحسين العلاقة بين المراهق والأهل وتكون الرّقابة عن بعد حتى لا يشعر المراهق بتقيد.
  • شعور المراهق بالنقص الذي يعتبر من أقوى مُسببات الخجل، يولد هذا الشعور عاهات جسمية عنده، قد تعود مشاعر النقص عنده.
  • التأخر في الدراسة: من الأُمور الجوهريّة التي تُشعر المُراهق بالخجل، أنّه أقل من مستوى زملائه.
  • الصفات الوراثية: في بعض الأَحيان يكُون للآباء الخجُولين أبناء خجُولون، العكس ليس صحيحاً، إذ إنّ الأبناء يقلِّدون آباءهم في الخجل، خاصةً عندما يعزّز الآباء هذا السُّلوك لدى أبنائهم.

طرق التخلص من الخجل عند المراهق

  • البحث عن مصادِر الخجل عند المُراهق وتحديدها.
  • تنمية المهارات الاجتماعيّة المبنيّة على التّواصل، مثل إقامة الرّحلات مع الأصدقاء، زيارة الأصدقاء في مُناسبات الأَفراح والأَتراح، إلقاء كلمة في يوم مدرسي.
  • زرع الثّقة عند المُراهق، للتّعبير عن نفسه بكلِّ صراحة، تنمية شخصيّته بان يُبدي رأيه بالرّفض أو الاعتِراض عندما لا يرغبُون بشيء معين.
  • احترام رأي المُراهق، تقبّله، حتى إذا لم يتفق مع آرائنا.
  • ترسيخ ثِقة المُراهق بنفسه، ذلك من خلال ذِكر نقاط قوّته ونجاحاتُه وإنجازاتُه التي حقّقها.
  • الطلب من الُمراهق الخجُول أن يقُوم ببعض المُجازفات الاجتماعيّة المحسوبة، ذلك بأن يُبادر بعض الزُّملاء بالتحيّة، الدُّخول معهُم في حوارات اجتماعيّة، مما يُساعده على كسر حاجز الخوف وتعزّز ثقته بنفسه.
  • تشجيع المُراهق على مُمارسة الهوايات المُفيدة، ذلك حسب الإِمكانات التي يمتلكها بما يُحقق له النّجاح.
  • تشجيع المُراهق على الحِوار الإيجابي مع نفسه، عن طريق الحوار مع النّفس كأن يقول بينه وبين نفسه، إننّي سأقول رأيي بصراحة.

شارك المقالة: