الخلل الإدراكي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الإدراك عبارة عن مجموعة من العمليات في الدماغ تتضمن القدرة على التعلم والتذكر وإصدار الأحكام، وعندما يكون الإدراك ضعيفًا، يمكن أن يكون له تأثير عميق على الصحة العامة للفرد ورفاهيته، وانخفاض المعرفي يمكن أن تتراوح من الضعف الادراكي المعتدل إلى الخرف، وهو شكل من انخفاض في القدرات قوية بما يكفي لتتداخل مع الحياة اليومية، ومفهوم الزهايمر هو العرض الأكثر ظهور للخرف في عملية الإدراك.

الخلل الإدراكي في علم النفس:

الخلل الإدراكي في علم النفس: هو المرحلة التي تظهر بين التدهور المعرفي المتوقع للشيخوخة الطبيعية والانخفاض الأكثر خطورة للخرف، بحيث يتميز بمشاكل في الذاكرة أو اللغة أو التفكير أو الحكم، فإذا كان الشخص يعاني من ضعف إدراكي خفيف، فقد يدرك أن ذاكرته أو وظيفته العقلية انزلقت وقد يلاحظ أيضًا عائلته وأصدقائه المقربون حدوث تغيير. لكن هذه التغييرات ليست شديدة بما يكفي للتدخل بشكل كبير في حياته اليومية وأنشطته المعتادة.

قد يزيد الخلل الإدراكي في علم النفس المعتدل من خطر الإصابة بالخرف لاحقًا الناجم عن ظاهرة الزهايمر أو حالات عصبية أخرى، لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من خلل إدراكي معتدل لا يتفاقمون أبدًا، ويتحسن عدد قليل منهم في النهاية.

أعراض الخلل الإدراكي في علم النفس:

يتغير دماغ الفرد، مثل باقي أجزاء الجسم، مع تقدمنا في العمر، بحيث يلاحظ الكثير من الناس تزايد النسيان تدريجياً مع تقدمهم في العمر، وقد يستغرق التفكير في كلمة أو تذكر اسم الشخص وقتًا أطول، ولكن القلق المستمر أو المتزايد بشأن أدائنا الذهني قد يشير إلى خلل إدراكي خفيف، وقد يتجاوز المشكلات المعرفية ما هو متنبأ وتشير إلى احتمال التعرض للاختلال الإدراكي المتوسط إذا واجهنا أيًا مما يلي أو كله:

  • نسيان الأمور في كثير من الأوقات.
  • نسيان الأحداث الضرورية مثل المواعيد أو العلاقات الاجتماعية.
  • تفقد قطار الأفكار أو سلسلة المحادثات أو الكتب أو الأفلام.
  • الشعور بالإرهاق بشكل متزايد عند اتخاذ القرارات أو التخطيط لخطوات لإنجاز مهمة أو فهم التعليمات.
  • مواجهة صعوبة في إيجاد الطريق للتغلب على البيئات المألوفة.
  • أكثر اندفاعًا أو إظهار سوء تقدير على نحو متزايد.

الأسباب التي تزيد الخلل الإدراكي في علم النفس:

لا يوجد سبب واحد للخلل الإدراكي في علم النفس، تمامًا كما لا توجد نتيجة واحدة لهذا الاضطراب النفسي، فقد تظل أعراض الخلل الإدراكي مستقرة لسنوات، أو تتطور إلى مرض الزهايمر أو نوع آخر من الخرف، أو تتحسن بمرور الوقت، بحيث تشير الدلائل الحالية إلى أن الخلل الإدراكي يكون غالبًا، ولكن ليس دائمًا.

يتطور الخلل الإدراكي في علم النفس من درجة أقل من نفس أنواع التغيرات الدماغية التي تظهر في مرض الزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف، بحيث تشتمل مثل هذه التغييرات على السكتات الدماغية الصغيرة التي تسببها بعض الصدمات النفسية، وقد تتعلق في ضعف الذاكرة أو تعرضها لصدمات عاطفية انفعالية.

هذا وقد يمكن أن يكون هناك نوع من الخوف والقلق من المستقبل في جميع المجالات الحياتية والنفسية، مما يزيد من الوقوع في المشاكل النفسية المتقدمة، التي قد يتعرض لها الشخص.

كيفية زيادة الإدراك ومنع الخلل الإدراكي:

لا يمكن دائمًا منع الخلل الإدراكي، لكن وجدت الأبحاث بعض العوامل البيئية التي قد تؤثر على خطر الإصابة بهذه الحالة، بحيث تشير الدراسات إلى أن هذه الخطوات قد تساعد في منع الخلل الإدراكي والتي تتمثل فيما يلي:

1- ممارسة التمارين الرياضية:

توفر التمارين الرياضية مجموعة رائعة من الفوائد الصحية، وخاصة في الصحة النفسية، بحيث يساعد في تخفيف الأرق والقلق والاكتئاب النفسي، بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد في درء الخلل الإدراكي والخرف، بالإضافة إلى ذلك، الانخراط في برنامج من التمارين المنتظمة يحسن الوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في الذاكرة.

2- نظام غذائي متوسط:

يركز نظام المتوسط ​​الغذائي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، بحيث يعزز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل أفضل ويقلل من مخاطر الإصابة ببعض أنواع الضغوط النفسية، وقد يحمي من الخلل الإدراكي، ويبدو أيضًا أن اتباع نظام غذائي متوسط يقلل من خطر الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل ويبطئ تقدم الإصابة بالخرف لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

3- النوم المعتدل:

من المعروف أن الحصول على نوم متسق جيد النوعية يحسن الصحة النفسية وقد يمنع الخلل الإدراكي، بحيث تعتمد أجسامنا على قدر معين من النوم المنتظم لمجموعة متنوعة من الوظائف الأساسية، وكثير منها في الدماغ، بحيث يعتبر أن الأشخاص الذين ينامون بانتظام يحصلون على درجات أقل في اختبارات الوظائف الذهنية وقد يكون هذا بسبب تماسك التعلم والذكريات أثناء النوم.

4- التحفيز الذهني:

يعتقد العديد من الباحثين أن مستوى التعليم أقل أهمية في الحفاظ على صحة الدماغ من عادة البقاء نشطًا عقليًا مع تقدم الشخص في العمر، ففي إحدى الدراسات سُئل الأشخاص السليمين عقليًا في السبعينيات والثمانينيات من العمر عن عدد المرات التي قاموا فيها بست أنشطة تتطلب مشاركة ذهنية نشطة، والقراءة والكتابة وحل الكلمات المتقاطعة ولعب ألعاب الطاولة أو الورق والمشاركة في مناقشات جماعية وتشغيل الموسيقى.

في السنوات الخمس التالية، كان أولئك الذين احتلوا المرتبة الثالثة من حيث عدد المرات التي شاركوا فيها في أنشطة التحفيز الذهني نصف احتمالية الإصابة بخلل إدراكي خفيف مثل أولئك الذين في الثلث الأدنى، ووجد تقرير سابق ارتباطًا مشابهًا بين أنشطة تمدد الدماغ وانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

5- الاتصالات الاجتماعية:

يمكن أن يكون للتفاعل الاجتماعي آثار عميقة على صحة الشخص النفسية وطول العمر، ففي الواقع هناك دليل على أن الروابط الاجتماعية القوية قد تكون بنفس أهمية النشاط البدني والنظام الغذائي الصحي، ويمكن أن تساعد التفاعلات الاجتماعية القوية في حماية ذاكرة ووظائفه المعرفية بعدة طرق مع تقدمه في العمر.

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية ونفسية قوية هم أقل عرضة لتجربة الخلل الإدراكي من أولئك الذين يعيشون بمفردهم، وعلى النقيض من ذلك، يرتبط الاكتئاب، الذي غالبًا ما يترافق مع الشعور بالوحدة، بالخلل الإدراكي الأسرع.

بالإضافة إلى ذلك فإن وجود شبكة قوية من الأشخاص الذين يدعمون الشخص ويهتمون به يمكن أن يساعد في خفض مستويات التوتر لديه، بحيث تتطلب الأنشطة الاجتماعية أن تشارك في العديد من العمليات العقلية المهمة، بما في ذلك الانتباه والذاكرة، والتي يمكن أن تعزز الإدراك.

بحيث تساعد المشاركة المتكررة في تقوية الشبكات العصبية والنفسية، إبطاء الخلل الإدراكي المرتبط بالعمر، وقد يساعد أيضًا في تقوية الاحتياطي المعرفي، والذي يمكن أن يؤخر ظهور الخرف.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: