أهمية الخيال للتغلب على المخاوف

اقرأ في هذا المقال


المعظم يشعر بالخوف فقط عندما يظهر الخطر، ولكن عندما يظهر هذا الخوف الناتج عن الخطر، حتى مع غياب التهديد، فإنّه قد يتسبب في اضطراب ما بعد الصدمة أو الهلع أو القلق، يمكن أن يتم علاج هذه الاضطرابات في بعض الأحيان باستعمال تقنية علاج التعرض، وإنما أوضحت دراسة حديثة أن أمر بسيط، مثل استخدام الخيال قد يجعل الشخص يتخطى الخوف ويواجهه.

التغلب على الخوف

الكثير من المشاكل المرتبطة بالخوف يتم علاجها باستعمال العلاج بالتعرض، وهذا يساعد الشخص على نسيان الخوف الناتج عن الخطر، وهذا من خلال كسر الترابط بين المثير مثل صورة أو صوت، تسبب هذه الاستجابة وبين العواقب الضارة للتهديد؛ وهذا من خلال أن يُعرض المصاب للمُثير لكن من غير أن يعرض للعواقب.

مثلاً، قد يستمع الجندي الذين يشتكي من اضطراب ما بعد الصدمة أثناء العلاج إلى أصوات مرتفعة باستعمال السماعات، من غير تعرض واقعي لمعركة قتالية، وفي الآخر يتعلم الفرد الفصل بين المُثير وبين النتيجة المتوقعة من الخطر، وبعدها ينقص الخوف الناتج عن الخطر أو يختفي تماماً.

ومع هذا، لا يمكن استعمال العلاج بالتعرض بشكل دائم، خاصة في الحالات التي يكون فيها إعادة التعرض مؤلم وغير أخلاقي مثل حالات الاعتداء والأذى، توجد بعض طرق العلاج الواعدة في التعامل مع مشاكل الخوف وحلّها، مثل الخيال الإرشادي حيث يطلب المعالج من المريض خلق صور ذهنية لتغيير المُثيرات المادية الملموسة، ويتيح الخيال وهو محاكاة واعية لشيء ما في الذهن للمريض بالتعمق في منبهات مُثيرة ولكن بأسلوب مُحكَم، وبالتكرار الملائم له، ولهذا السبب قد يكون نوع جديد لطرق العلاج.

كيف تعمل المخيلة

إن الخيال محاكاة عقلية للمواقف والأمور التي لا ترى أو تشاهد في نفس الوقت، عندما يتم رؤية العالم يتم بناء نسخة ذهنية لما يراه الفرد حسب المعلومات الحسية الواردة أو الخبرات الماضية، هذه المعلومات والعروض الداخلية قد تغدو ذكرى أو قد تستعمل لتخيّل تخطيطات مستقبلية أو خيالية.

‏يستعمل الخيال أماكن معينة في الدماغ، والتي تُزود الدماغ المعلومات حسب ما تشهده الحواس، أو ما شاهدته بالفعل ومناطق استرجاع الذاكرة، التي تساعد على استعمال خبرات ماضية للتنبؤ بما قد يحدث بعد ذلك، إنه يتم استعمال شبكة مشابهة من أماكن الدماغ، تماماً مثلما يفعل الوعي والذاكرة.

الخيال والخوف

‏عندما يواجه الفرد شيء يخشاه، يتعرض ل‏استجابة عصبية إذ تحفز الذاكرة وأماكن المعالجة الحسية في الدماغ، و‏استجابة سيكولوجية تجاه هذا الخطر المحتمل، ومنها على سبيل المثال تعرق اليدين وارتفاع نبضات القلب. إن تخيل مُثير للخطر ينشط الانفعالات الوجدانية للتصدي للخطر من خلال شبكة لمناطق في الدماغ شديدة الشبه بهذه التي تنشط عندما يكون مُثير الخطر أمام الشخص ويواجهه بالفعل.

‏ولكن لعدم توفر خطر مباشر في حالة التخيل، فإن تخيله بشكل مكرر سوف يُساعد على الفصل بين المُثير وبين الخطر المتوقع، إذ إنّ كليهما غائب، هذا يُضعف عملية الربط في الدماغ بين المُثير وبين النتيجة المحتملة. وبسبب هذا النتائج السيكولوجية والعصبية تقل التي تظهر.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مطربة، طارق حسن، 2020الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: