الذاكرة بعيدة المدى في عملية التعليم التربوي

اقرأ في هذا المقال


تُعرَّف الذاكرة بعيدة المدى على أنَّها: العملية التي تقوم بتخزين وحفظ المعلومات لمدة زمنيّة طويلة، وتحتفظ بمقدار كبير من المعلومات، وهي من أهم وأكثر أنواع الذاكرة تعقيداً؛ لأنّها تحفظ المعلومات والمواقف والعواطف لفترات زمنية طويلة.

ما هي الذاكرة بعيدة المدى في عملية التعليم التربوي؟

المعلومات التي تمَّ فهمها واستيعابها يمكن استدعاؤها عند الحاجة إليها، وليس بنفس الطريقة لدى جميع المتعلمين، إنَّ التلميذ الذي يقوم بعملية مراجعة دروسه بطريقة منظمة ومرتبة وبطريقة علمية، يكون لديه السهولة عندما يحاول استرجاع أي معلومة من أجل فهم معلومة جديدة أو من أجل إعطاء إجابة، إنَّ تثبيت المعلومات داخل الذاكرة لا يعتمد على عدد مرات مراجعة المادة العلمية، بل على الطريقة التي قمنا بها بعملية المراجعة، وذلك بما يتناسب مع التقسيم الزمني، ويمكن تثبيت المعلومات بطريقة فعالة إذا قام الطالب بعملية تنشيط المعلومات باستخدام نظام زمني معين.

ما هي عمليات تنشيط المعلومات لدى المتعلمين؟

أ– التنشيط الأول: يكون هذا في البيئة التعليمية ويقوم به الطالب قبل مغادرة البيئة الدراسية، وإنَّ أهمية هذه المرحلة كبيرة؛ لأنَّه بقدر ما تكون مقدار الاستفادة من عملية شرح وتوضيح للمادة التي يقوم بها المعلم مرتفعة بقدر ما يقل مقدار المجهود الذي يقوم به المتعلم داخل المنزل.
ب– التنشيط الثاني: يحصل في مساء اليوم الأول، ويجب أن يكون زمن عملية المراجعة الثانية قريبة من زمن المراجعة الأولى، وتتم من خلال عملية قراءة المادة العلمية لمرة واحدة، من خلال الاستعانة بجميع ما يساعد على عملية الفهم، ويمكن للمتعلم أن يحتفظ بالمعلومات المهمة والضرورية داخل الذاكرة لفترة زمنية مقدارها أسبوع عند اتباع هذه الطريقة، وعند قيام الطالب بعملية المراجعة في اليوم التالي أي بدلاً من الأول، يكون قد خسر حوالي 80% من المعلومات الملقاة داخل البيئة الصفية.

ج– التنشيط الثالث: يقوم المتعلم بهذه العملية بعد فترة زمنية مقدارها أسبوع، مثلاً في الليلة التي تكون قبل الدرس الموالي، وإنَّ هذه العملية تجعل المعلومات جاهزة لليوم الموالي ومخزنة لفترة زمنية مقدارها شهر.

د– التنشيط الإضافي: إنَّ عملية المراجعة وتكرارها بالمرات العديدة يعمل علي إبقاء المعلومات مخزنة لمدة ستة أشهر.

إنَّ عدم مراجعة وحفظ الدروس خطوة بخطوة، يكون أمراً صعباً عند محاولة استرجاع المعلومات التي تم فهمها واستيعابها، يعتبر دوراً سلبياً في العملية التربوية، فنجاح العملية التربوية يجب القيام بنشاط عقلي تحدث فيه عملية تشارك بين المعلومات المستجدة والمعلومات التي تمَّ حفظها وفهمها في المرات السابقة. إنَّ المعلومات التي تمَّ استيعابها و لم يتم مراجعتها تبقى مخزنة في الذاكرة والخمول يجعل عملية استدعائها صعبة، الشيء الذي يجعل العملية التعليمية تدور في أحوال غير مناسبة.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.


شارك المقالة: