على الرغم من أن الذكاء يعتبر من أقدم الخواص التي امتاز بها البشر، فللعلماء فيه مذاهب شتى، فعلماء النفس لم يختلفوا فقط في تعريفه بل عقّدوه وتوسعوا به إلى أنواع وفئات ومجالات متخصّصة، ولكن الذكاء بكل بساطة هو التصرف بطريقة ذكية حتى وإن لم يتجاوز عقلنا حجم البصلة.
ما هو شعورنا عندما نتصرف بذكاء؟
كل من يتصرف بطريقة ذكية يستحق أن يتم وصفه بالذكي، فنحن نعرف أنفسنا حين نتصرّف بذكاء فيتملكنا الشعور بالانتصار والزهو، ونعرف شعورنا حين نتصرّف بحماقة وتسرع غير محسوب، فنَصفُ التصرف الذي قمنا به بأنه غباء، حتّى أن عامة الناس تتعرّف على الأذكياء والأغبياء بسهولة وتلقائية من خلال تصرفاتهم وردود أفعالهم، وليس بناء على درجاتهم التي يحصلون عليها في امتحانات علم النفس.
بالعادة لا يتم الحكم على الآخرين بوصفهم أذكياء أو أغبياء بناء على مظهرهم الخارجي أو طريقة لبسهم أو مشيتهم أو الطريقة التي يتحدّثون بها، فالتصرفات والأفعال هي التي تعطينا الانطباع الصحيح، فنحن ببساطة ما نفعله ونقرّره ويحكم علينا الناس من خلاله، فإن فعلنا أو اتخذنا قرارات غبية نكون وقتها أغبياء، وإن فعلنا أو اتخذنا قرارات ذكية نكون أذكياء.
الأذكياء لا يؤمنون بالحظ:
الأذكياء يمتازون بعدّة ميزات تجعل منهم أشخاصاً مميزين وأكثر تفوّقاً، فهم لا يؤمنون بالحظوظ والنحس، بل يصنعون حظوظهم بأنفسهم ويعرفون جيداً سبيل النجاح، فهم واقعيون وموضوعيون وقريبون من الحقائق أكثر منه في الخيال، ويحلمون بما هو ممكن التطبيق، وهم أكثر جاذبية وأكثر مصداقية من غيرهم فلا وقت لديهم للترهات.
كيف يتصرف الأذكياء؟
الأذكياء يقومون عادة باقتناص الفرص المناسبة والأقات المثالية للتعرف على الأشخاص المهمين، فهم لا يبقون ساكنين بل ينقلون أنفسهم إلى حيث يمكن لطموحاتهم أن تتشكّل تلقائياً.
والأذكياء كغيرهم تأتيهم فرص نادرة قد لا تتكرّر طوال العمر، وما يميّزهم عن غيرهم أنهم يتوقّعون حضور الفرص ويستعدون لتطبيقها، ولا يهربون حين يتفاجئون بحضورها، فهم خير من يستغل الفرص ويترجمها على أرض الواقع.
كما وأن الأذكياء يدركون أن المكان الذي يولدون فيه يجعلهم يتبنّون أفكاراً وآراء ومعتقدات تُفرض عليه، لهذا السبب يكسرون القيود ويرتفعون فوق الموروث ويحكمون على الأشياء بطريقة مستقلة لا ترتبط ببيئتهم المحليّة، فهم يمتازون بالاستقلالية والتحرّر ولا يمكن لأحد أن يملي عليهم ما سيقومون بفعله.
