السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تختلف سمات وسلوكيات بعض الأفراد عن غيرهم بشكل ملحوظ أكثر من خلال النظر في سمات الآخرين ومن خلال اتباعهم أو عدم اتباعهم للأعراف والقواعد الاجتماعية، حيث يُطلق على هذا السلوك السلوك المنحرف أو السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس، ويُعرف الأفراد باسم المنحرفين.

السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس

يتم تعريف السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس ثقافيًا، حيث يمكن اعتبار نفس السلوك الذي يعتبر منحرفًا في ثقافة ما أمرًا طبيعيًا أو ذو قيمة عالية في ثقافة أخرى، ويتطور السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، بنفس الطريقة التي يتطور بها السلوك الطبيعي أو السلوك الإنساني السوي.

حيث يعتبر السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس هو مسألة درجة، فإذا تم التطرق لجميع خصائص وسمات الشخصية وسلوك الأشخاص في المجتمع في سلسلة متصلة، فستكون الغالبية بالقرب من المركز، مما سيمثل منطقة الأعراف والقواعد الاجتماعية المقبولة، وخارج هذا سوف يكذب هؤلاء الأفراد الذين يشار إليهم على أنهم منحرفين اجتماعيين.

على جانب واحد من الجانب الأعلى في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس سيكون هؤلاء المنحرفين الاجتماعيين الذين لا يوافق المجتمع على انحرافهم فحسب، بل يضمن لهم أيضًا المكانة والتقدير العالي والثناء، يمكن لهذه الانحرافات المرغوبة إحداث تغيير اجتماعي سريع، وعلى الجانب الآخر يكمن هؤلاء المنحرفين الذين يتم عزلهم بشكل واضح من قبل المجتمع بحكم الاختلاف الشديد في خصائصهم الشخصية وسلوكهم، ويعتبرون منحرفين غير مرغوب فيهم.

جوانب السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس

تتمثل أهم جوانب السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- العواطف

تشير العواطف في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس إلى حالة من التأثر أو الإثارة وتتضمن النبضات والمشاعر وردود الفعل الجسدية والنفسية، فقد تؤدي الاستجابة العاطفية السلبية إلى عدم التعاون وعدم المشاركة في البرامج أو التوقف عن العمل أو حتى تدمير العمل المنجز، ففي برنامج التغيير المخطط له يجب أن يعتني وكيل الإرشاد بحالة عاطفية نظام العميل.

اقترح العديد من علماء النفس السلوكي العديد من القواعد للتحكم العاطفي في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس ومنها تجنب المواقف المثيرة للعاطفة، وتغيير حالة استفزاز العاطفة، وزيادة مهارات التعامل مع الموقف، وإعادة تفسير الوضع، والاستمرار في العمل نحو الهدف، والبحث عن منافذ بديلة، وتطوير روح الدعابة.

2- التمنيات

وفقًا لعلماء النفس السلوكي فإن الرغبة والتمنيات هي نمط من السلوك الذي يتضمن الرضا المتوقع في المستقبل، وأن كل ما يعتقده الشخص بشكل معقول من المرجح أن يتحقق، ونحو ما يربط الفرد عادة ببعض سلوكه الحالي، في حين أن أهداف الرغبات موجهة نحو الإنجاز في المستقبل، فإن المهم هو تأثيرها على السلوك الإنساني في الوقت الحاضر، حيث تستند التمنيات إلى حكم ذاتي قد يكون في بعض الأوقات غير عقلاني وغير صحيح، وفي أي وقت قد يكون لدى الشخص عدة رغبات وأمنيات وقد يصبح من الضروري تحديد الأولويات لتحقيقها.

3- التحيز

التحيز يعني الحكم المسبق في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس، حيث أن الحكم قبل الفحص الواجب والنظر في الحقائق وبناءً على افتراضات معينة يؤدي بشكل عام إلى تشكيل التحيز، وعادة ما يكون التحيز سلبيًا ويصعب عكسه، والتحيزات قد تؤدي إلى موقف عدائي تجاه الأشخاص أو الأشياء أو المواقف، ويعد التعبير عن الشعور السيئ أو العداء تجاه بعض الأقليات أو المجموعات الطبقية أو الابتكار أمثلة على التحيز.

يجب أن يبدأ الجهد المبذول للحد من التحيز في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس بفهم أصله، فقد يساعد الاتصال المباشر والتفاعل الشخصي، واستخدام وسائل الإعلام، والتشريعات المناسبة التي تتضمن أحكامًا جزائية، والتغيرات الاقتصادية التي تؤدي إلى مزيد من الأمن وما إلى ذلك في الحد من التحيز.

4- الصورة والأفكار النمطية

الصورة والأفكار النمطية في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس هي صور ثابتة يتم تكوينها في ذهن الفرد حول الأشخاص أو الممارسات أو الظواهر الاجتماعية المختلفة الأخرى على أساس الخبرة أو المواقف أو القيم أو الانطباعات أو بدون أي خبرة مباشرة، حيث تساعد الصور والأفكار النمطية في معرفة كيف ينظر الناس إلى مجموعات مختلفة من الناس أو ممارسة أو مختلف أنواع أخرى الظواهر الاجتماعية.

الصور والأفكار النمطية في السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس لها خصائص معينة حيث يشترك أعضاء التوحيد الذين ينتمون إلى مجموعة معينة في الصورة والأفكار النمطية، وقد يكون الاتجاه موجبًا أو سلبيًا، والكثافة التي تشير إلى قوة الصورة والأفكار النمطية، والجودة التي تشير إلى المحتوى المتمثل في نوع الصورة التي توفرها الصورة والأفكار النمطية.

5- التفكير والاستدلال

وفقًا لعلماء النفس السلوكي فإن التفكير والاستدلال هو سلوك غالبًا ما يكون ضمنيًا وخفيًا، ويتم فيه استخدام الرموز المتمثلة في الصور والأفكار والمفاهيم عادةً، وعادة ما يكون التفكير الجماعي الذي يشارك فيه عدد من الأشخاص في حل مشكلة ما أكثر كفاءة من الجهد الفردي وغالبًا ما يكون أكثر إرضاءً، يتم تطبيق عملية التفكير على حل المشكلات، بشكل عام هناك طريقتان لحل المشكلات استنتاجي واستقرائي.

يبدأ التفكير الاستنتاجي بحقيقة أو اقتراح عام يمكن من خلاله وضع أو تصنيف عناصر محددة مختلفة، ومن ناحية أخرى يبدأ الاستدلال الاستقرائي بالملاحظات ويمضي خطوة بخطوة إلى استنتاج عام، ويتم استخدام كلتا الطريقتين في معظم مواقف التعلم.

5- الإحباط والتكيف

يتضمن النمط الشائع للسلوك الإنساني البشري الآمال في الإنجازات المستقبلية، وعادة ما تسمى هذه الطموحات والأهداف بالرغبة، والإحباط هو حالة يدرك فيها الفرد أن الهدف المنشود محظور أو غير قابل للتحقيق، هذا يخلق بعض التوتر في الفرد ويسبب السلوك الإنساني غير السوي في علم النفس، فعند مواجهة مثل هذا الموقف يحاول الفرد إجراء عدة أنواع من التعديلات في نمط السلوك ويتم تحقيق ذلك من خلال آلية الدفاع.

تعتبر آلية الدفاع هي وسيلة أو طريقة في التصرف، يستخدمها الشخص دون وعي لحماية نفسه من الإحباطات التي تنطوي على الأنا، هذا يساعد الفرد على تقليل التوتر، حيث يحدث التبرير عندما يشرح الشخص دون وعي الموقف لنفسه من خلال التفكير في أنه بعد كل شيء لم يرغب الفرد حقًا في تحقيق الهدف، ويجعل الترشيد الشخص أنه واثق بنفسه وسعيد من خلال المساعدة في تجنب المواقف السيئة من خلال تبرير سلوك الفرد وفقًا للممارسات والقيم الاجتماعية القائمة، ومن ثم فإن الترشيد يعتبر من أهم العقبات التي تحول دون التغيير.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: