الصحة النفسية للمعلم

اقرأ في هذا المقال


تقوم العرضية المرضية عند المعلمين بإظهار فوائد التدخُّل على مستوى فردي، كما أنَّها تحثُّهم على تعلُّم سلوكات جديدة مكيفة بطريقة أفضل لصعوبات العمل الراهنة، التي تؤثر بشكل مباشر على صحتهم. يظهر هنا مفهوم الرُّجوعية التربوية كاقتراح باستبدال مسألة معرفة العوامل المؤسساتية والشخصية التي تزيد من احتمال ظهور الأمراض المهنية، بمسألة معرفة العوامل التي تزيد من احتمالية الانتقال من حالة ضغط مرتفع إلى حالة فعالية وصحة شاملة .

الصحة النفسية للمعلم:

تعتبر مهنة التعليم من المهنْ الشاقة والتي تستلزم الجهد النفسي والجسمي والعقلي والعصبي، حيث إنّ الشدّة والإجهاد النفسي مصادرها كثيرة، لعل ما يميزها عن غيرها من المهن أنَّ المعلم يتعامل مع مجموعة كبيرة من الأفراد بينهم فروق فردية عديدة معرفية وانفعالية واجتماعية ونفسية، كذلك أن يتعامل مع كل التلاميذ بالطريقة التي تناسب كل منهم.
نتيجة لضعف دور الأسرة ووسائط التربية الأخرى أصبح المعلم هو الوسيلة التي ينقل المعارف والعلوم وأساليب السلوك الصحيحة، فهو يتعامل مع عقليات لم تنضج بعد تعلم بعضها على نحو خاطئ أو اكتسب عادات ومهارات سيئة. على المعلم أن يصحح ما تعلمه هذا الطالب من عادات ومهارات سيئة من أسرة أو من مجتمعه الصغير.
إنَّ عمل المعلم لا ينتهي مع نهاية اليوم الدراسي بل إنَّه بقوم بإكمال الكثير منها في المنزل، كما أنّ هناك فئة ليست بالقليلة لديهم دافعية منخفضة للتعليم، لديهم بالتالي عزوف شديد عن التحصيل الدراسي وهذا ما يؤثر على المناخ العام داخل الفصل الدراسي، فيمثلون مصدراً للفوضى وعدم الانتظام وهو ما يضيف أعباء نفسية زائدة على كاهل المعلم.
أعباء التدريس ليست فقط ما يتحملها المعلم وإنّما يضاف إليه الجانب الإداري والإشرافي، إذن نجد أنّ دور المعلم يأتي على رأس المنظومة التعليمية، وفقاً لهذا الدور الحيوي الذي يقوم به المعلم يتضح حجم الأعباء الوظيفية المفترض أن يمارسها، نتيجة لذلك يحدث لبعض المعلمين ما يسمّى بالاحتراق النفسي أو ضغوط مهنة التدريس، سبب هذه الضغوط على بعض المعلمين أنّه قد التحق بتلك المهنة دون رغبة حقيقية في ممارستها، قد تتسبَّب هذه الضغوط بالاحتراق النفسي الذي يصيب أغلب المعلمين.

أسباب الاحتراق النفسي عند المعلمين:

  • القابلية الذاتية للعديد من الضغوط.
  • زيادة التحمل التدريسي عند المعلم.
  • أنّ دور المعلم قد تناقص من موجِّه للتعليم إلى ضابط للصف.

المصدر: قضايا في الصحة النفسية، نازك عبد الحليمالصحة النفسية، سمية آل شرف مبادئ علم النفس، صابر خليفة


شارك المقالة: