الصحة النفسية ومقاومة الضغوط

اقرأ في هذا المقال


إنّ عدم قدرة الأفراد على الإحساس بالسعادة والتوافق مع الذات أو مع الآخرين، يُعَد عَرض من أعراض الاضطراب النفسي، لا يعني المرض النفسي الذي يحتاج المساعدة الطبية من أجل علاجه، بل هو لدى العقول والثقافات المتفتحة ليس إلّا تدليل للنفس ومزيداً من العناية بها، بجانب عدم قدرة الفرد على الشعور بالسعادة أو التوافق، هناك عدم القدرة على التركيز والنسيان وصعوبة الحفظ والتذكر.
إذا لم يكن الفرد يعاني من ضعف الذاكرة بشكل عام أو الشعور بالتعب السريع والملل، كذلك فقدان الرغبة بالعمل والميل للانعزال، انخفاض كفاءته أو إنتاجه في العمل، عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية دافئة مع الآخرين، كل تلك مظاهرُ للاعتلال النفسي، هو اعتلال طبيعي ولا يدعو للقلق، بل يتطلَّب القدر الكافي من الوعي والسعي للعلاج والتعافي السريع؛ حتى لا تتطور الأمور مع مرور الزمن ليجِد نفسه ذات يوم مصاب بالاكتئاب.

الضغط النفسي وعلاقته بالصحة النفسية:

يمكن تعريف الضغط النفسي بأنّه استجابة الفرد على التغيرات التي تعتبر جزء من حياته اليومية، إلّا أنَّ هذه الاستجابات تُجاه متغيرات الحياة تختلف من شخص لآخر، حسب مستوى صحته النفسية والعقلية وخبراته وتجاربه السابقة؛ لأجل هذا يَبرُز عامل السّن بوضوح، حيث تَجد ردَّ فعل الشاب يختلف بشكل كبير عن الرجل الناضج مثلاً، كما يبدو أنّ لعامل الجنس دور أيضاً، فرد فعل السيدات يختلف عن الرجال وإن تشابهت المواقف.
إنّ للصحة النفسية دور كبير في تكوين ردود أفعال الأفراد تُجاه المتغيرات الموجودة في الحياة، بالتالي لها دور في مواجهة الضغوط وشدتها، يعني هذا أنّ الأفراد الذين يمتلكون صحة نفسية عالية سيكونون أقدر من غيرهم على مواجهة الضغوط والتعافي منها بشكل سريع، فكلما كان الفرد متوافق مع نفسه ومقدراً لها، سيكون بإمكانه تَجاوُز تلك الضغوط بأقل خسائر.
إنّ الأشخاص المتوعكون نفسياً وصحتهم النفسية سالبة، سيكون وقْع الضغوط عليهم شديد، ربما يؤدي ذلك إلى تدهور حالتهم النفسية، مثل الذي يعاني من الأنيميا ثم يصاب بنوبة زكام حادة ثم بنزلة معوية وهكذا، لو أنّ بِنيته الجسدية أفضل لتغلَّب على نوبة الزكام بشكل سريع قبل أن تُهاجِمه النزلة المعوية مثلاً ولخفت وطأة الأخيرة عليه.

المصدر: الصحة في منظور علم النفس، كامل محمد عويضةالضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة، فاطمة النوايسةكيف تنجو من الافكار السلبية من الضغوط النفسية، د.أحمد حجازي


شارك المقالة: