العقاب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


العقاب في علم النفس:

العقاب في علم النفس: هو مصطلح يستعمل في التوافق الجيد للإشارة إلى أي تغيير يحدث بعد السلوك الذي يقلل من فرصة حدوث هذا السلوك مرة ثانية في المستقبل، بينما تستخدم التعزيزات الإيجابية والسلبية لزيادة السلوكيات، فإن العقوبة تركز على تقليل أو القضاء على السلوكيات غير المرغوب فيها.

غالبًا لا يفرق الشخص بين العقوبة والتعزيز السلبي، والفرق بينهما هو أن التعزيز يزيد من فرص حدوث السلوك ويقلل العقاب من فرص حدوث السلوك، وفي التوافق الجيد، العقوبة هي أي تغيير في محيط الإنسان أو الحيوان، والذي يحدث بعد سلوك أو استجابة معينة، بحيث يقلل من احتمالية حدوث هذا السلوك مرة ثانية لاحقاً.

في عملية ونظام العقاب في علم النفس فإن التصرف هو الذي يعاقب، وليس الإنسان، ويتم تحديد ما إذا كان التغيير عقابًا أم لا من خلال تأثيره على نسبة حصول التصرف مرة ثانية، وليس من خلال أي سمات عدائية أو مكروهة للتغيير، على سبيل المثال، قد يؤدي المنبه المؤلم الذي يعمل كمعاقب لمعظم الناس في الواقع إلى تعزيز بعض سلوكيات في بعض الأحيان.

لا يعتبر العقاب إنعكاس لتأثير التعزيز، ففي الدراسات التي حصلت على مجموعة من الحيوانات وأخرى عل مجموعة أطفال، يخفض العقاب من احتمالية ردود الفعل المعززة سابقًا بشكل مؤقت فقط، ويمكن أن ينتج تصرف انفعالي آخر مثل رفرفة الجناح في الحمام، وتغيرات فسيولوجية مثل زيادة معدل ضربات القلب، التي ليس لها معادلات واضحة في التعزيز.

ينظر العديد من علماء النفس السلوكي إلى العقاب على أنه عملية أساسية وهي واقعة تعلم ثابتة ومستقرة تمامًا، وتتباين مع عملية التعزيز، ويرى آخرين من علماء النفس غير سكينر أنه يعتبر فئة من التعزيز السلبي، مما يخلق موقفًا يتم فيه تعزيز أي تصرف أو حدث يتجنب العقاب حتى الوقوف ثابتًا.

أنواع العقاب في علم النفس:

حدد عالم السلوك (BF Skinner)، عالم النفس الذي وصف التوافق الجيد لأول مرة، نوعين مختلفين من المنبهات البغيضة التي يمكن استخدامها كعقاب، بحيث تتمثل هذه الأنواع من خلال ما يلي:

1- العقاب الإيجابي:

يُسمى هذا النوع من العقاب أيضًا باسم العقاب بالتنفيذ أي تنفيذه بشكل مباشر، ويتمثل العقاب الإيجابي تقديم دافع سلبي يكرهه الطرف الآخر بعد حصول ووقوع الحدث، على سبيل المثال، عندما يتحدث أحد الطلاب في منتصف الفصل الدراسي، قد يوبخ المعلم الطفل لمقاطعته.

يحدث العقاب الإيجابي عندما تنتج ردود الفعل دوافع وتقل احتمالية الاستجابة في المستقبل في ظروف مماثلة، مثل الأم التي تصرخ في وجه طفل عندما يركض في الشارع، إذا توقف الطفل عن الجري في الشارع، يتوقف الصراخ، يعمل الصراخ كعقاب إيجابي لأن الأم تقدم تضيف أي دافع غير سار في شكل صراخ.

مثال على العقاب الإيجابي:

عندما يمشي شخص حافي القدمين على سطح إسفلتي ساخن، مما يتسبب في ألم وعقاب إيجابي، وعندما يغادر الشخص الأسفلت، يهدأ الألم، هنا يعمل الألم كعقاب إيجابي؛ لأنه إضافة محفز غير سار يقلل من احتمالية أن يمشي الشخص حافي القدمين على سطح ساخن في المستقبل.

2- العقاب السلبي:

يُسمى هذا النوع من العقاب أيضًا باسم العقاب بالإبعاد، بحيث يتضمن العقاب السلبي التخلص من الدافع الإيجابي المرغوب به بعد حصول التصرف الخاطئ، على سبيل المثال، عندما يتحدث الطالب عن دوره في الصف، يخبر المعلم الطالب على الفور أنه سيتعين عليه تفويت العطلة بسبب تصرفه.

في العقاب السلبي أو العقاب بالحذف أو العقاب من الشكل الثاني، يتم حذف دافع شهية قيم كما في حذف طبق التغذية كما هو الحال مع التعزيز، ليس من المهم عادة التطرق على الإيجابية والسلبية فيما يتعلق بالعقاب.

يحصل العقاب السلبي عندما ينتج عن ردود الفعل إزالة الحافز وتنقص فرصة ردود الفعل في المستقبل في ظروف مماثلة لها، مثل إزالة الأب الهاتف من الإبن لأن الوالدين يأخذان حافزًا لطيفًا هو الهاتف ولأن الإبن يتأخر عن البيت، ويحفز الإبن على العودة إلى المنزل في وقت مبكر.

فعالية العقاب في علم النفس:

على عكس الاقتراحات التي قدمها سكينر وغيره من أن العقاب عادة ما يكون له تأثيرات ضعيفة أو غير دائمة، فقد أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أنه يمكن أن يكون لها تأثير قوي ودائم في قمع السلوك المعاقب علاوة على ذلك، فإن العقوبات الأكثر شدة تكون أكثر فاعلية، ويمكن للعقوبات الشديدة جدًا أن تؤدي إلى قمع كامل.

ومع ذلك، قد يكون له أيضًا آثار جانبية قوية ودائمة على سبيل المثال، قد يؤدي استخدام منبه مكره لمعاقبة سلوك معين أيضًا إلى إثارة استجابة عاطفية قوية قد تكبح السلوك غير المعاقب وتصبح مرتبطة بالمنبهات الظرفية من خلال التوافق الكلاسيكي، وهذه الآثار الجانبية توحي بالحذر وضبط النفس في استخدام العقوبة لتعديل السلوك.

بينما يمكن أن تكون العقوبة فعالة في بعض الحالات، يمكن على الأرجح التفكير في بعض الأمثلة عندما لا تقلل العقوبة باستمرار من التصرف غير المرغوب فيه، مثل السجن للمذنبين والمجرمين بعد إرسالهم إلى السجن لارتكاب جريمة، غالبًا ما يستمر الأشخاص في ارتكاب الجرائم بمجرد إطلاق سراحهم من السجن.

العوامل التي تزيد من فعالية العقاب:

وجد الباحثون عاملين يساهمان في مدى فعالية العقوبة في المواقف المختلفة: ويمكن توضيح هذه العوامل من خلال ما يلي:

1- تكون العقوبة أكثر فعالية إذا تم تطبيقها بسرعة.

2- تحقق العقوبة نتائج أكبر عندما يتم تطبيقها باستمرار، فقد يكون من الصعب تنفيذ عقوبة في كل مرة يحدث فيها السلوك.

العيوب والنتائج للعقاب في علم النفس:

العقاب له بعض العيوب البارزة، فغالبًا ما تكون أي تغييرات سلوكية تنتج عن العقوبة مؤقتة، بحيث أوضح سكينر في كتابه ما وراء الحرية والكرامة أنه من المرجح أن يعود السلوك المعاقب للظهور بعد سحب العواقب العقابية، وربما يكون العيب الأكبر هو حقيقة أن العقوبة لا تقدم في الواقع أي معلومات حول السلوكيات الأكثر ملاءمة أو المرغوبة.

على الرغم من أن الموضوعات قد تتعلم عدم القيام بأفعال معينة، إلا أنها لا تتعلم حقًا أي شيء عما يجب أن تفعله، وهناك شيء آخر يجب مراعاته بشأن العقوبة هو أنه يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة وغير مرغوب فيها، على سبيل المثال وجد الباحثين أن هناك نوع من العقاب الجسدي قد يؤدي إلى سلوك غير اجتماعي وعدوانية وجنوح بين الأطفال.

لهذا السبب، يقترح سكينر وعلماء نفس آخرون أن أي مكاسب محتملة على المدى القصير من استخدام العقوبة كأداة لتعديل السلوك يجب موازنتها مقابل العواقب المحتملة على المدى الطويل.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: