العلاقة الإرشادية في النظرية العقلانية الانفعالية

اقرأ في هذا المقال


إنّ النظرية العقلانية الانفعالية تعد أسلوب أو نظرية من نظريات الإرشاد النفسي، تستخدم فنيات معرفية وانفعالية لمساعدة العملاء في التغلب على ما لديهم من أفكار ومعتقدات خاطئة وغير عقلانية، التي يصاحبها اضطراب في سلوك وشخصية الفرد واستبدالها بأفكار ومعتقدات أكثر عقلانية ومنطقية تساعده على التوافق مع البيئة.

النظرية العقلانية الانفعالية:

تقوم النظرية العقلانية الانفعالية على نموذج تعليمي، هو نموذج ABC، فالحرف (A)، يعني الأحداث أو الخبرات المُنشطة، هي في العادة خبرات مؤلمة وغير سارَّة، مثل خبرة الطلاق أو الفشل أو الموت أو الفصل من العمل، هذه الخبرات يتم إدراكها في جو غير عقلاني، بذلك تكون خبرة لا عقلانية، هي في السلوكية أشبه ما تكون بالمثير أو الحدث غير المرغوب فيه والذي يعمل على استثارة الخوف أو القلق لدى الفرد. الحرف (B) فيعني نسق الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية لدى الفرد، التي تؤدي إلى إثارة الاضطراب الانفعالي وتدمير وهزيمة الذَّات، وهي أشبه في السلوكية بالعمليات الوسيطية. الحرف (C)، فيقصد به النتيجة الانفعالية أو الاضطرابات الانفعالية لدى الفرد، هي دائماً تكون مرتبطة بنسق المعتقدات والأفكار لدى الفرد، فإذا كان نسق المعتقدات غير عقلاني كانت النتيجة هي الاضطراب النفسي، كما في حالات القلق والاكتئاب.
يرى أليس أنّ المشاكل الانفعالية والاضطرابات النفسية، تنتج عن نسق التفكير لدى الفرد والذي يرمز له بالحرف (B)، أنّ الحرف (A) هو المثير أو الخبرة التي يمر بها الفرد ليست هي السبب الرئيس للاضطرابات الانفعالية لديه، لو افترضنا كما يرى أليس أنّ حادثة معينة مؤلمة كوفاة أو طلاق أو فشل في الامتحان أو إهانة من شخص (A) قد أثارت استجابات انفعالية كالخوف والقلق (C)، فإنَّ حدوث الحادثة (A) ليست هي السَّبب الحقيقي في حدوث الاستجابة الانفعالية (C)، إنّما السَّبب يكمن في نسق المعتقدات لدى الفرد (B)، هذا يعني أنَّ كل استجابة انفعالية سواء كانت سارَّة وإيجابية أو مؤلمة وسلبية، وراءها بناء معرفي ومعتقدات لدى الفرد سابقة لظهور الانفعالات.
بعد أن وضع أليس هذا النموذج قام باستكماله وطوره حتى أصبح نموذجاً جديداً هو (ABCDEF)، إذ تمثل الحروف الثلاثة الجديدة الأسلوب الإرشادي العلاجي الذي ينتهجه إليس مع عملائه،
فالحرف (D) Disputaion)) يتضمن مفهوم المجادلة والاحتجاج على المعتقدات غير العقلانية والأفكار الخاطئة، ممَّا يجعل العميل يتحدى نفسه ويتحدى أفكاره ومعتقداته ويجادلها ويحتج على عدم منطقيتها ثمَّ يغيرها.
يقوم المرشد بفحص ومهاجمة الأفكار اللاعقلانية والتي هي السَّبب في الاضطراب النفسي لدى الفرد وتعديلها، أمّا الحرف (E) Final new effect))، يتضمَّن التأثير النهائي الجديد الذي يحقِّقه الفرد نتيجةً لتغيير أفكاره واعتقاداته غير العقلانية إلى أفكار صحيحة واعتقادات عقلانية،أي أنْ يقوم المرشد بتغيير الأفكار التي تمَّ مهاجمتها بأفكار عقلانية، من خلال تعديل نسق التفكير لدى الفرد وتبنيه فلسفة جديدة. أمّا الحرف (F) Feelings))، فهو يتضمَّن المشاعر الجديدة التي يشعر بها الفرد بعد أن يصل إلى حالة من الارتياح العام والاستقرار النفسي، هي الخطوة الأخيرة والتي من خلالها تتغير انفعالات الفرد السلبية إلى انفعالات موجبة، هو الهدف الرئيسي للإرشاد العقلاني الانفعالي.
الأفكار اللاعقلانية التي تؤدِّي إلى الاضطراب الانفعالي.

العلاقة الإرشادية في النظرية العقلانية الانفعالية:

دور المسترشد:

  • يجب أن يكون المسترشد قوي التأثير.
  • لديه القدرة على الإقناع.
  • قادر على مهاجمة الأفكار غير المنطقية.
  • لا يتوقف كثيراً عند الأحداث السَّابقة بل يتَّجه اهتمامه إلى كيفية إدراكه لهذه الأحداث

دور المرشد:

  • لا يهتم أليس بالعلاقة الدافئة مع المسترشد، إنّما يكتفي بعلاقة عادية كالمدرِّس.
  • لا يعطي للمسترشد دوراً كبيرًا في العملية.
  • يعتمد المرشد على التعليم النشط للمسترشد.
  • يشجِّع المرشد المسترشد على الاشتراك في نشاط مضاد للأفكار الخاطئة.
  • المسترشد نشط من الناحية اللفظية، حيث يتحدَّث أكثر ممّا يصغي.
  • يتعامل بإرشاد مباشر ويعطي المسترشد واجبات منزلية.
  • قد يواجه المسترشد من الجلسة الأولى عن تفكيره غير المنطقي.

الأساليب الفنية للإرشاد:

  • الطرق المعرفيَّة، مثل التحليل الفلسفي والمنطقي للأفكار غير المنطقية.
  • التعليم والتوجيه.
  • الإيحاء.
  • وقف الأفكار والخواطر السلبية.
  • اشتهر بتوضيح العلاقة ABC.
  • الطرق الانفعالية مثل المواجهة، المرح، مهاجمة الشعور بالخزي والدونية.

نقد النظرية العقلانية الانفعالية:

  • لا يوجد معيار للحكم على الأفكار.
  • لم تعط العلاقة بين المرشد والمسترشد الاهتمام الكافي.
  • المواجهة ليست طرقاً فعَّالة في تغيير الاتجاه.
  • زادت من اهتمامها بالجانب المعرفي على حساب الجانب الانفعالي.
  • غير مناسبة للتعامل مع الأطفال وضعاف العقول.

شارك المقالة: