نظن أنَّ الإرهاق ناتج عن الإجهاد، حيث إنَّ الاكتئاب يمكن أن يؤدّي إلى التعب أيضاً، على عكس ذلك، فالتعب اليومي المرتبط بالاكتئاب يمكن أن يسبب مشاكل في التركيز، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنَّ الأفراد المصابين بالاكتئاب، غالباً ما يتعرضون للنوم غير المريح، كذلك الألم الجسدي خاصةً آلام الظهر.
العلاقة بين الاكتئاب والأمراض العضوية:
من الممكن أن تتعدى آثار الاكتئاب عواطف الفرد وصحته النفسية، حيث يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الصحة الجسدية للشخص، غالباً ما يسبب الاكتئاب شعور الفرد بالحزن واليأس، فالاكتئاب حالة صحية نفسية معقدة تؤدي إلى انخفاض مزاج الشخص، فمن الممكن أن تكون أعراض الاكتئاب مؤقتة استجابة للحزن أو الصدمة، لكن عندما تستمر الأعراض لمدّة تزيد عن أسبوعين، فقد تكون علامة على حدوث اضطراب اكتئابي خطير، كما يمكن أن تكون الأعراض نفسها أيضاً علامة على وجود حالة صحية نفسية أخرى، مثل اضطراب إجهاد ثنائي القطب أو اضطراب ما بعد الصدمة.
أمراض جسدية يسببها الاكتئاب:
الألم المزمن:
تظهر على العديد من الأفراد المصابون بالاكتئاب أوجاع غير معروفة المصدر، خاصة آلام في المفاصل والعضلات وألم الثدي وألم في الرأس، كما يمكن أن تزداد أعراض الاكتئاب عند الشخص بسبب الألم المزمن.
أمراض القلب:
يساعد الاكتئاب على تقليل تحفيز الشخص لاتخاذ خيارات صحيحة في نمط الحياة، حيث أنّ هذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناول الشخص نظام غذائي فقير، فيكون لديه نمط حياة غير مستقر، قد يكون الاكتئاب أيضا عامل خطر للمشاكل الصحية في القلب، حسب البحث الذي نشر في عام 2015، يعاني واحد من كل خمسة أشخاص لديهم قصور القلب أو مرض الشريان التاجي من الاكتئاب.
الالتهاب:
أشارت الدراسات إلى أنّ الاكتئاب المزمن والتوتر يرتبطان بالالتهاب، فقد يعملان على تغيير عمل الجهاز المناعي، كما تشير دراسات أخرى إلى أنَّ الاكتئاب قد يكون بسبب وجود التهاب مزمن، فالأفراد المصابين بالاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات أو اضطرابات المناعة الذاتية، مثل متلازمة القولون العصبي ومرض السكري من النوع الثاني والتهاب المفاصل، مع ذلك فمن غير الواضح ما إذا كان الاكتئاب يسبب الالتهاب أو أنّ الالتهاب المزمن، لذلك نحن بحاجة لمزيد من البحزث لفهم العلاقة بينهما بشكل أكبر.
