العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


المنطق في أبسط صوره هو دراسة العواقب والنتائج النهائية، بينما تُعبّر المعلومات عن الأدوات والمراجع المستخدمة للوصول للهدف النهائي للدراسة بشكل خاص، بالنظر إلى هذا فإن العلاقة المتبادلة بين المنطق والمعلومات تركز على النتائج المعلوماتية للأفعال أو العمليات المنطقية المتصورة على نطاق واسع.

العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس

التضمين الصريح لمفهوم المعلومات ككائن للدراسة المنطقية هو تطور حديث، ففي بداية القرن الحالي اندمجت مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية والفلسفية الحالية، وذلك في مجال المنطق والمعلومات الجديد الناشئ، حيث تمّ تنظيم العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس حسب الموضوع وليس ترتيبًا زمنيًا من خلال مسح المناهج المنطقية الرئيسية لدراسة المعلومات، وكذلك الفهم المعلوماتي للمنطق نفسه.

وتتمثل العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس من خلال مجموعة من المواقف المترابطة والمتكاملة التي تتمثل في المعلومات كمجال، والمعلومات كعلاقة والمعلومات ككود أو كرموز خاصة بالمنطق.

إن الحدس الأساسي الذي يُحفز موقف المعلومات كمجال في علم المنطق هو أن الحالة المعلوماتية قد تتميز بمجموعة من الاحتمالات، أو التكوينات المتوافقة مع المعلومات المُتاحة في تلك الحالة، حيث إن الحصول على معلومات جديدة يتوافق مع تقليل هذا النطاق، وبالتالي تقليل عدم اليقين بشأن التكوين الفعلي للشؤون المنطقية.

مع هذا الفهم فإن تحديد دلالات العالم الممكن للمنطق المعرفي النموذجي يثبت أنه مفيد لدراسة الجوانب الدلالية المختلفة للمعلومات، والظاهرة البارزة في العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس هي تحديث المعلومات، والتي قد تحدث في كل من السياقات الفردية والاجتماعية؛ بسبب التفاعل بين كلا الأفراد وبيئتهم عبر أنواع مختلفة من الإجراءات المعرفية.

ويعتبر أن الإجراء المعرفي هو أي إجراء يسهل تدفق المعلومات، وبالتالي يعود إلى الأفعال المعرفية نفسها طوال الوقت، حيث يركز موقف المعلومات مثل الارتباط المنطقي على تدفق المعلومات، حيث يتم ترخيصه ضمن أنظمة منظمة مكونة من مكونات مرتبطة بشكل منهجي.

على سبيل المثال يمكن أن تمنح العلاقة بين المنطق والمعلومات في علم النفس عدد حلقات متسلسلة من المعلومات عن الوقت الذي وُلدت فيه المعرفة، وذلك بفضل بعض النظم الطبيعية التي تربط ماضي وحاضر المعلومات، والموضوعات المركزية لهذا الموقف تشمل الموقع وإمكانية الوصول إلى المعلومات في بيئات المعلومات المنظمة منطقيًا.

والشاغل الرئيسي للموقف الذي يربط المعلومات بالمنطق هو المعلومات كرمز، ويعتبر هو البنية الشبيهة بالنحوية لقطع المعلومات وترميزها، وعمليات الاستدلال والحساب المُرخصة بموجب من بين أشياء أخرى لتلك البنية، حيث إن أكثر الإعدادات المنطقية الطبيعية لدراسة هذه الجوانب المعلوماتية هي نظرية الإثبات الجبري، والمدعومة بمجموعة من المنطق تحت البنيوي، ولطالما كان المنطق البنائي موطنًا طبيعيًا للتحليل المعلوماتي، والتطورات الأخيرة في المنطقة تثري موقف المعلومات كرمز.

علاقة المعلومات كمجموعة بالمنطق في علم النفس

تعود أصول فهم المعلومات على أنها نطاق إلى نظرية العالم بار هيلل للمعلومات الدلالية، حيث يتم إعطاء مبدأ النطاق العكسي أول تعبير له فيما يتعلق بالمحتوى المعلوماتي لمقترح ما، ومنها ينص مبدأ النطاق العكسي على وجود علاقة عكسية بين المعلومات الواردة في الاقتراح من ناحية، واحتمال أن يكون هذا الافتراض منطقيًا من ناحية أخرى، أي أنه كلما زادت المعلومات التي يحملها الاقتراح، قل احتمال أن يكون الاقتراح منطقي، وكلما زادت احتمالية صحة الاقتراح قلّت المعلومات التي يحملها.

وترتبط احتمالية حقيقة الاقتراح بالمعلومات كمدى عبر دلالات عوالم محتملة، حيث أنه بالنسبة لأي اقتراح طارئ يتم دعمه ببعض الاحتمالات، أي تلك التي يكون فيها منطقي ولن يدعمه الآخرين أي تلك التي تكون فيها خاطئة، ومن ثم يتم دعم الاقتراح من خلال مجموعة من الاحتمالات في نطاق المعلومات.

وعند افتراض أن هناك توزيعًا احتماليًا عبر مساحة الاحتمالات، ولأغراض البساطة فيفترض أن التوزيع منتظم، وفي هذه الحالة كلما زاد عدد العوالم التي تدعم عرضًا ما، زادت احتمالية منطقية المعلومات في الاقتراح، وعبر مبدأ العلاقة العكسية كلما قلت المعلومات التي يحملها، وعلى الرغم من أن المعلومات كنطاق لها أصولها في نظرية المعلومات الكمية، إلا أن دورها في المنطق النوعي المعاصر للمعلومات لا يمكن المبالغة فيه.

يميز منطق المعلومات بانتظام بين المعلومات المادية والمعلومات اللينة؛ لأن هذا التمييز ليس واحداً بين أنواع مختلفة من المعلومات في حد ذاتها، بل هو نوع بين أنواع مختلفة من تخزين المعلومات، حيث أن المعلومات الصعبة تعتبر واقعية وغير قابلة للنقض، فغالبًا ما يتم أخذ المعلومات الصعبة لتتوافق مع المعرفة.

على عكس المعلومات الصعبة فإن المعلومات اللينة ليست بالضرورة واقعية أو منطقية، وبالتالي يمكن إعادة النظر فيها في وجود معلومات جديدة، حيث أن المعلومات اللينة بحكم قابليتها لإعادة النظر تتوافق بشكل وثيق مع الاعتقاد في إن مصطلحات المعرفة والاعتقاد تقليدية.

ولكن في سياق تدفق المعلومات فإن قراءة المعلومات الصلبة أو اللينة ملائمة لأنها تجلب الظواهر المعلوماتية إلى المقدمة، على الأقل أصبحت المصطلحات شائعة بشكل متزايد، لذا من المهم توضيح التمييز بين أنواع تخزين المعلومات بدلاً من أنواع المعلومات، على الرغم من أهمية المعلومات المادية وغير المادية للنجاح المعرفي والحماسي، يتم التركيز بشكل أساسي على منطق تدفق المعلومات الصعبة.

المنطق المعرفي وعلاقته بالمعلومات في علم النفس

يستكشف المنطق المعرفي وعلاقته بالمعلومات في علم النفس كيف أن القضاء على الاحتمالات المقابلة لاكتساب المعلومات هو نقطة البداية للبحث، وذلك في منطق المعرفة والاعتقاد الذي يقع تحت عنوان المنطق المعرفي، والذي يبدأ بالمنطق المعرفي الكلاسيكي للعامل الفردي، قبل استكشاف المنطق المعرفي متعدد العوامل؛ نظرًا لأنه يركز على منطق المعرفة بدلاً من منطق الاعتقاد، فإن المعلومات المكتسبة ستكون معلومات صعبة.

ومن حيث المعلومات الصعبة تنص المعرفة المنطقية على أن المعلومات الثابتة مغلقة تحت الآثار المعروفة، منذ أول ربط ينص على أن جميع المعلومات يمكن الوصول إليها بواسطة المنطق، ويمكن للفرد أن يمتلك المعلومات الصعبة الخاصة فيها، بالتالي فإن هذا الشخص يمتلك أيضًا المعلومات الصعبة التي تعبر عن المعرفة المنطقية.

وتختلف معرفة المجموعة بشكل مهم عن المعرفة العامة، حيث أن المعرفة العامة هي حالة المجموعة “حيث يعلم الجميع أنهم جميعاً يعرفون ذلك”، وبعبارة أخرى تتعلق المعرفة العامة بالمعلومات الصعبة التي يمتلكها كل فرد في المجموعة حول المعلومات الصعبة التي يمتلكها الأعضاء الآخرين في المجموعة.

وإن الاستخدام الأكثر دقة للمنطق المعرفي القائم على المعلومات هو استخدام جيد يوضح العلاقة بينهما، حيث يوضح بعض علماء النفس أنه يمكن استخدام المنطق المعرفي المستند إلى المعلومات في نمذجة الحالات المعرفية للعامل من منظور الفرد نفسه، ومن ثم يشير إلى مثل هذا المنطق المعرفي باعتباره معرفيًا داخليًا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: