الغرض من منهجية البحث المختلط في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الجهود المبذولة لتعظيم صحة وموثوقية البحث النفسي في  منهجية البحث المختلط في علم النفس ممارسة معيارية في جميع النماذج، حيث تفترض الصلاحية أن ما تتم دراسته هو في الواقع قيد الدراسة، أما الموثوقية تشير إلى فكرة التكرار أو الاستمرار، ومنها يحتاج باحثو المنهجيات المختلطة إلى تعظيم الصلاحية والموثوقية باستخدام الأساليب المعمول بها لتعزيز الصلاحية والموثوقية في كل من البحث النوعي والكمي، وتختلف الطرق الدقيقة المستخدمة اعتمادًا على تصميم البحث.

الغرض من منهجية البحث المختلط في علم النفس

يعتبر الغرض الرئيسي من استخدام منهجية البحث المختلط في علم النفس هو تحقيق التوازن بين ضعف المنهجيات الفردية، أي كل من منهجيات البحث النوعي والكمي يكون لها نقاط ضعف عند استخدامها بمفردها، حيث تتمثل إحدى نقاط الضعف في البحث النوعي في استخدام أحجام عينات صغيرة، وبالتالي فإن الباحثين الكيفيين غير قادرين على التعميم الإحصائي للنتائج على مجموعات كبيرة من الناس، وتتيح طرق الخلط للباحث دراسة أحجام العينات الصغيرة والكبيرة في دراسة واحدة، ومن نقاط الضعف الملحوظة الأخرى في النهج النوعي أن الباحثين يدرجون تفسيراتهم وتحيزاتهم في البحث.

وبالمثل فإن البحث الكمي به نقاط ضعف وعادة ما يتم التحكم في سياق الدراسة، والمناطق المحيطة، والبيئة وبالتالي لا يتم فهمها تمامًا، حيث أنه لا تسمع الأصوات الفردية في الدراسة الكمية، وعادة لا يتم تناول تحيزات الباحث صراحة في البحث الكمي، والجمع بين نتائج البحث النوعي والكمي في دراسة أكثر شمولاً وبالتالي أقوى.

إلى جانب تعزيز التصميم والتفسير تسمح أبحاث منهجية البحث المختلط للباحثين بالإجابة على الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها باستخدام نهج واحد فقط، على سبيل المثال قد يرغب المستشار في معرفة مهارات التأقلم المستخدمة ومدى استخدام هذه المهارات ضمن مجموعات عرقية معينة تتعامل مع الجوانب العاطفية لمرض السكري.

قد يستخدم المستشار المقابلات أو مجموعات التركيز لتحديد الموضوعات العاطفية ومهارات التأقلم التي تستخدمها كل مجموعة عرقية، وقد يستخدم الباحث بعد ذلك مسحًا تم تطويره من تلك الموضوعات؛ لتحديد مدى استخدام مهارات التأقلم التي تم اكتشافها باستخدام المقابلات، بدون النهج النوعي الأول قد لا يكون الباحث متأكدًا من تحديد الموضوعات العاطفية ذات الصلة ومهارات التأقلم التي تستخدمها كل مجموعة عرقية أو بدون النهج الكمي الثاني.

على الرغم من أنها ليست غرضًا للبحث بالطرق المختلطة، إلا أن إحدى ميزات هذه الطريقة هي أنها تعزز التعاون بين الباحثين النوعيين والكميين، نظرًا لأنه ليس من الشائع أن يكون باحثًا واحدًا بارعًا في كلا النوعين من البحث، وغالبًا ما يشكل الخبراء وعلماء النفس في كل منهجية فريقًا بحثيًا، حيث يشجع هذا التعاون وجهات نظر متعددة للعالم، وهذا النموذج عملي من حيث أن جميع أنواع تقنيات جمع البيانات وتحليلها متاحة للباحثين في الأساليب المختلطة، ويسمح بدمج الكلمات والأرقام للمساعدة في فهم الأنظمة المعقدة.

إجراءات منهجية البحث المختلط في علم النفس

تتضمن إجراءات منهجية البحث المختلط في علم النفس من خلال ما يلي:

1- تصميم التثليث

في تصميم التثليث الغرض هو استخدام نقاط القوة في كل من البحث النوعي والكمي لدعم بعضهما البعض بهدف مقارنة نتائج المناهج النوعية والكمية من أجل تحديد مواضع توافق النتائج أو تقاربها، وعندما تتفق النتائج فإن هذا يقوي مصداقية الدراسة، وعادةً ما يتم إجراء الأجزاء النوعية والكمية لتصميم التثليث في نفس الإطار الزمني ويتم إعطاؤها وزنًا متساويًا، على سبيل المثال قد يدرس الأخصائي النفسي آثار الانتحار باستخدام أداة معيارية كمية ومقابلة متعمقة ثم يتم دمج نتائج كلاهما في استنتاج عام واحد.

2- التصميم المضمن

في التصميم المضمن يكون التركيز الأساسي على القطعة النوعية أو الكمية مع النوع الآخر الذي له دور ثانوي، حيث أن الاستخدام النموذجي لهذا التصميم هو في دراسة تجريبية كمية في المقام الأول، حيث يتم إعطاء مجموعة واحدة علاجًا ثم مقارنتها بمجموعة تحكم أو مجموعة بدون علاج، ويتم استخدام الطرق الكمية مثل استخدام أداة معيارية لتحديد ما إذا كان العلاج ناجحًا أم لا، ويمكن تضمين جزء نوعي في التصميم، والذي قد يتضمن مقابلة متعمقة مع المشاركين قبل العلاج أو أثناء أو بعده وبهذه الطريقة تُعلم الأساليب النوعية الدراسة الكمية الشاملة.

3- التصميم التوضيحي

التصميم التوضيحي هو تصميم متسلسل يتم فيه اتباع نوع من البحث بالآخر لأغراض زيادة شرح ما تم العثور عليه في الجزء الأول، على سبيل المثال قد تكشف دراسة كمية أن بعض عيادات الصحة النفسية العقلية تتفوق على غيرها، حيث سيتم إجراء دراسة متابعة نوعية لمحاولة فهم أو شرح ما كانت تفعله تلك العيادات عالية الأداء، التي ستشمل من خلالها القطعة النوعية مقابلات وزيارة ميدانية لمراقبة الممارسات الفعالة.

4- التصميم الاستكشافي

يعد التصميم الاستكشافي أيضًا تصميمًا متسلسلًا في منهجية البحث المختلط يتبع فيه نوع من البحث الآخر، ومع ذلك فإن الغرض من التصميم الاستكشافي هو البناء على النتائج من النوع الأول من البحث إلى المرحلة الثانية من البحث، ويتمثل التصميم الاستكشافي الشائع في استخدام الأساليب النوعية لاكتشاف الموضوعات المتعلقة بقضية ما، ثم استخدام هذه الموضوعات لتطوير وإدارة أداة ستولد البيانات التي سيتم تحليلها كميًا.

تحليل البيانات في منهجية البحث المختلط في علم النفس

يعتمد تحليل البيانات على ما إذا كان التصميم متزامنًا أم متسلسلًا في منهجية البحث المختلط، ففي التصميم المتزامن يتم تنظيم البيانات النوعية ثم تفسيرها بشكل بعيد عن البيانات الكمية، ثم يتم دمج النتيجتين في جولة أخرى من تحليل البيانات، وفي التصميم المتسلسل تُعلم المنهجية الأولى الثانية، لذلك يتم الانتهاء من تحليل الجزء الأول قبل البدء في تحليل الجزء الثاني.

يبدأ تفسير المعلومات النوعية بإعدادها في منهجية البحث المختلط في علم النفس، مما يعني تنظيم البيانات أو المستندات أو الملاحظات الطبيعية أو البيانات المرئية الأخرى، ويتم نسخ المعلومات المسجلة، حيث يعد استكشاف البيانات النوعية هو التالي ويتضمن تدوين الملاحظات حول الملاحظات المبكرة بالإضافة إلى تطوير الرموز، في حين تعبر الرموز عن كلمات أو عبارات أو حتى جمل يتم تخصيصها لأجزاء من البيانات النوعية التي تسمح للباحثين بتصنيف البيانات إلى موضوعات.

في الجزء الكمي من تحليل البيانات في التصميم المتزامن، يجب أيضًا إعداد البيانات الكمية للتحليل، حيث يتم تعيين القيم الرقمية للبيانات باستخدام مخطط تشفير محدد مسبقًا، ويتم إدخال البيانات في حزمة برامج الكمبيوتر، مما يعني أن الباحث يستخدم الفحص البصري والإجراءات الإحصائية الوصفية الأساسية لتحديد وإصلاح أخطاء إدخال البيانات، كما هو الحال في تحليل البيانات النوعية فإن استكشاف البيانات الكمية هو التالي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف. الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: