اقرأ في هذا المقال
قد يشعر المُراهق بالغيرة من وقت لآخر، لأسباب عديدة ومُختلفة، هذا ما قد يُثير قلق الأهل في الغالب، فالغيرة مجموعة من المشاعر السلبيّة التي تشبه الحسد، لكنّها تشمل بعض الشكوك، على الرّغم من أنّه لا يُمكن للأهل أن يجعلوا طفلهم المراهق يتوقّف عن الشُّعور بالغيرة من الآخرين، لكن بإمكانهم مُساعدته في السَّيطرة على مشاعره وتحويلها إلى أُمور أكثر إيجابيّة.
الغيرة:
هي مجموعة من الأحاسيس والانفعالات والمشاعر التي قد تتطوَّر في مراحل متقدمة إلى ردّات فعل، تحرِّك هذه المشاعر والأحاسيس مواقف معيّنة أو ظروف معيّنة.
أنواع الغيرة:
- غيرة محمودة: هي غيرة الرَّجل على زوجته وأخواته وأمّه وأقاربه، فهي غيرة فطريّة فطر الله تعالى الرّجال والنساء عليها، مثال عليها أن يغار الأخ على أخته أو زوجته عندما يراها تخرج متعطّرة، تلبس لباس غير مُحتشم، يتكلّم معها الرّجال الغرباء. لا شكّ في أنّ هذه الغيرة من الأُمور الجيدة في الرّجال، أيضاً من الأمور التي تبيّن معادنهم، فقد كان السّلف الصالح من أشدّ النّاس غيرة على أعراضهم، على كلا الشّريكين أن يُدركا أنّ هذه الغيرة أمرٌ طبيعي مفطور عليها كلا الجنسين، بل إنّ وجوده مطلوب حتى تحلو الحياة ويتعزّز جانب الأخلاق فيها.
- غيرة غير محمودة: هي الغيرة المرضية التي يكون سببها نفسيٌّ، غالباً ما يكون شكل هذه الغيرة عنيف وحاد في المواقف التي تستدعيها، إنّ هذه الغيرة ينبغي أن تعالج من قبل أخصائيّين نفسيّين؛ لأنّها تكون نتيجة خبرات وتجارب سابقة مرَّ بها الإنسان أو بسبب التّنشئة الخاطئة من قبل الأبوين.
أسباب الغيرة بين المراهقين:
التمييز في المعاملة:
إنّ الغيرة بين المراهقين يمكن أن تحدث بسبب التمييز في المُعاملة، إمّا من قبل الاهل أو المعلمين أو الأشخاص المحيطين به. على صعيد العائلة، يمكن أن يشعر المُراهق بالغيرة عندما يتعامل الأهل مع إخوته بطريقة متحيّزة، مثل عدم مُعاقبتهم ومدحهم بطرقة مُستمرة. على صعيد المدرسة، يمكن أن يشعر المراهق أنّ أصدقائه يحظون باهتمام خاص من قبل المعلمين، أيضاً السماح لهم بالمشاركة خلال الشرح أو حتى في العلامات النهائية وهو يشعر أنَّه منبوذ، بالتالي إنّ هذا التمييز في المعاملة يمكن أن يزيد من مشاعر الغيرة بين المراهقن.
المقارنة:
إنّ مقارنة المراهق مع غيره سواء الأصدقاء أو الإخوة يمكن أن يزيد من مشاعر الغيرة عنده، فمثلاً عندما يحصل على علامة معيّنة، فهم يسألون عن علامة أحد أصدقائه، ثمَّ يقولون له أنّه يجب أن يكون ذكياً مثله. إنّ الأهل يمكن أن يقارنوا المراهق بإخوته فيقولون ابني الأكبر كان يتصرّف بطريقة أفضل، كل هذه الأُمور يمكن أن تزيد شعور المراهق بالغيرة من أصدقائه وإخوته.
الشعور بالنقص:
ممكن أن يكون النقص مادي، جسدي، عاطفي أيضاً، هذا ما يؤدِّي في الغالب إلى الغيرة بين المراهقين، فالشعور بالنّقص يمكن أن يجعل المراهق يتمنَّى الحُصول على ما يملكه الآخرين، خاصَّةً الأُمور التي يمكن أن يحصل عليها هو.
طرق علاج الغيرة بين المراهقين:
تعزيز الثقة بالنفس:
إنّ الثقة بالنفس أهم سلاح ضدَّ الشعور بالغيرة بين المراهقين، فعندما يتعلّم المراهق كيف يحبّ ذاته وجسمه، يمكن أن يشعر باكتفاء ذاتي كبير وسعادة، فلا يتمنى الحُصول على ما يملكه الآخرين. على المراهقين أن يتعرَّفوا على الأنشطة الرياضية، تعلم المهارات الجديدة يمكن أن يعزز ثقة المراهق بنفسه، يمكن أن يشغله عن التفكير بالأُمور التي تنقصه.
استشارة الطبيب:
إنّ العلاج الإدراكي السلوكي يساعد المراهق كثيراً في علاج الغيرة، يتم ذلك من خلال تحديد السّبب وتعليمه طُرق التعامل مع كافَّة الظُّروف المحيطة به.
كيف تتخلص من غيرة الأصدقاء:
غيرة الأصدقاء من الأُمور المهمة التي يجب التنبُّه إليها لأنّها تولّد الكثير من المشاعر السلبية تجاه الآخرين، مثل الحقد وحبِّ الإساءة إلى الآخرين.
- توضيح معنى الصّداقة الحقيقية للمراهقين، إذ إنّها تقوم على السعادة لرؤية الصّديق سعيداً.
- القيام بالشرح للمراهق أن لا ضرر من الأصدقاء الجدد في حياة صديقه المقرّب، هذا أمر أساسي للحفاظ على العلاقة القوية مع الصديق. يجب الأهل في التوضيح لأبنائهم المراهقين أنّه يمكنهم هم أيضاً التعرُّف على أصدقاء جدد، لا داعي لاحتكار صديق واحد.
- يمكن للمُراهق اللجوء إلى التقرّب من الشّخص الذي يجعله يشعر بالغيرة، بالتالي فإنّ المعرفة تولِّد التآلف والانسجام في ما بينهم، بالتالي تخفّ وتيرة الغيرة بينهما، خاصَّةً إذا كانت المرَّة الأولى التي يلتقيان بها.
