لا يفرق بعض الناس بين مشاعر الكآبة والاكتئاب النفسي الشديد، منهم من يعتبر نفسه أو غيره بأنّه مكتئب حين يغلبه الحزن ويشعر بالحاجة للبكاء والانطواء، لكن الخبراء والمعالجين النفسيين يرون أنّ صفة المكتئب لا تنطبق إلّا على من تظهر عليه أعراض محددة ومستمرة لفترة من الزمن، عند ذلك لا يمكن الهروب من العلاج النفسي والطبي.
300 مليون فرد في العالم يعانون من الاكتئاب، أقل من نصفهم يتلقون العلاج، ذلك وفق المنظمة العالمية للصحة، يعني ذلك أنّ الصحة النفسية لهؤلاء المرضى تصبح مهددة بالخطر، فقد تصل في أقصى درجاتها إلى الانتحار، لعدم تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة.
الفرق بين الكآبة والاكتئاب النفسي الشديد:
وضح المعالجين النفسيين الفرق بين الكآبة والاكتئاب، فمشاعر الكآبة هي عرض انفعالي يصاب به الأفراد خلال مرورهم بفترة حزن أو صدمات أو واقعة سيئة أليمة ولا تمتد لفترة طويلة، لكنّهم يتخلّصون منه بمجرد أن تتغير البيئة وتتعدل الأفكار والمشاركة ببعض النشاطات، كذلك حالة الكآبة لا تتعدى الميول السلبية، فيصاب الأفراد بحالة مزاجية سيئة ويميلون للحزن طيلة وقتهم،
كما أنّ الكآبة حالة نفسية لا تحتاج للأدوية، يستطيع الفرد أن يتخلص منها بسهولة، فيخرج من الكآبة من خلال الدعم النفسي والتفكير الإيجابي وتعديل الأفكار وزرع الأمل وتوضيح الأهداف بالحياة.
إنّ الاكتئاب حالة نفسية شديدة، حيث يصاب الفرد به لفترة زمنية تمتد سنوات، فيمر الفرد بأعراض مختلفة الشدة من فرد لآخر، ذلك حسب اختلاف الضعف عند المصاب والقابلية في التمسك بالأفكار السلبية وتجنّب الأفكار الإيجابية، كذلك التفكير الخيالي الخارج من المنطق، كذلك الأعراض التي يؤسّس لها في بعض الحالات الجينات الوراثية، فالبيئة الخصبة في توريث المرض لها دور في ذلك، مثل تعدد الحالات المرضية داخل الأسرة التي تمتلئ بالمشاكل النفسية والعصبية.
أعراض الاكتئاب النفسي الشديد:
إن الاكتئاب يتمثل في عَرَض أساسي وعام، هو الاضطراب الحاد في المزاج، الذي يستمر لفترة تتجاوز الشهر بالحد الأدنى.
- يميل المصاب للبكاء الدائم والعزلة.
- يشعر المصاب بالوحدة.
- يهرب من الواقع إلى النوم المفرط.
- يتوقف عن النشاطات اليومية، مع عدم القدرة والرغبة بممارستها بالطريقة المعتادة.
- فقدان الشهية أو الشراهة.
- الشعور بتأنيب الضمير.
- انخفاض واضح في التركيز والتفكير، مع فقدان تسلسل الأفكار المنطقية.
