الفرق بين علم النفس والطب النفسي

اقرأ في هذا المقال


تتأثر نفس الإنسان بجميع الظروف التي تحدث لها؛ مثل الأزمات والمشاكل والعوائق الصعبة التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص خلال حياته، إضافة بعض العوامل الاجتماعية البيئية والتكوينية وأساليب التنشئة، بذلك فإن تكاتف هذه العوامل بطرق سلبية؛ قد يسبب نشوء المرض النفسي أو الاضطراب النفسي، لذلك فقد أصبح علم النفس من أهم المجالات في حياة الإنسان لمعالجة مشكلات العقل البشري والسلوكيات المختلفة والعلاقات الإنسانية وتفاعل الناس مع بعضهم.

الفرق بين علم النفس والطب النفسي:

ساهمت صعوبات الحياة بجعل علم النفسي أحد الأمور اللازمة والضرورية، بالتالي فإنّه يجب أن يتأهل المختصين في هذه العلاج ويتم عمل العيادات النفسية التي تقوم بخدمة المجتمعات حتى تقدّم خدمات التأهيل النفسي التي تهدف إلى تكيف واستقرار الأفراد أثناء حياتهم بجميع ظروفها.
لقد ساهم العديد من المعالجين النفسيين وعلماء النفس مع الأطباء النفسيين في تطوير العلاج النفسي كل منهم في مجاله وفي إطار دراساته في تفسير المرض النفسي وطرق علاجه، كل ذلك ساهم في حركه نهضة وتطور علم النفس والطب النفسي.
يوجد العديد من الاختلافات التي تميّز علم النفس عن الطب النفسي، لكنهما متشابهان من حيث الطبيعة الرئيسية في مجال علاج وتحديد مشكلات الصحة النفسية، إذ يدرس علم النفس والطب النفسي عملية البحث بهدف الوصول إلى تحليل وتصنيف الظواهر السلوكية الإنسانية التي تتصف بالتعقيد؛ سواء كانت طبيعية سوية أو شاذة، أما أوجه الاختلاف فمن الممكن أنْ تحدّد وتوضح عبر التعرف على المهام التي يؤديها علم النفس والطب النفسي كل على حدة، مَن القائم على هذه المهام وتتجلى أهم الفروق بينهما عبر الآتي:

مفهوم علم النفس والطب النفسي:

يُعرّف الطب النفسي بأنه فرع من فروع العلوم الطبية وهو العلم الذي يدرس أمراض العقل وأعراضها والمسببات التي تؤدي إلى حدوثها، كذلك كيفية استخدام العلاج المناسب لها، إضافة إلى معرفة جميع أنواع التغيّرات التي تحدُث في جسم الإنسان وطرق الوقاية وسبل الحماية منها، لكن الطب النفسي يركّز على فهم المتلازمات المرضية وأعراضها المتعدةة بالاعتماد على المبدأ التشريحي الفسيولوجي، أي إنه يُعامل الأمراض والاضطرابات العقلية مثل الأمراض العضوية ذات الأساس الفسيولوجي.
أما علم النفس فهو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني والمسببات التي تؤدي إلى ظهوره، إضافة إلى فهم عمليات العقل النفسية وكيفية عملها والعوامل التي تؤثر بها بشكل سلبي أو إيجابي؛ مثل عمليات الإدراك والتذكّر، أي أنّ علم النفس يدرس السلوك والعقل البشري بطريقة علمية كآليات التفكير والشعور وجميع جوانب الأفكار والأحاسيس والدوافع التي تقع وراء الأنماط والظواهر السلوكية المختلفة.

تعليم علم النفس والطب النفسي:

إنّ الطبيب النفسي يقوم على وظيفة علم الطب النفسي؛ حيث يجب أن يدرس الشخص الطب العام ويمارس التّدريبات العمليّة بشكل كافي والتي تُطلب في جميع أقسام الطب النفسي، حيث تتضمن هذه الممارسة التمارين بشكل مستمر على التعامل مع جميع أنواع المصابين من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الأمراض والاضطرابات النفسية والسلوكية، أيضاً التدريب على التعامل المطلوب مع الحالات الصعبة جداً التي يُعاني منها البالغين من الأمراض العقلية وتشخيصها بشكل سليم علاجها.
أما الشخص الذ يهتم بعلم النفس فيجب أن يصل لمستوى عالم نفس أو أخصائي في علم النفس من خلال الحصول على الدراسات العليا في العلوم النفسية، التي تصل من أربع إلى ست سنوات، حيث يقوم فيها بدراسة أطوار شخصية الإنسان ومراحل نموه وتاريخ المشاكل والاضطرابات والأمراض النفسية، كذلك دراسة علوم الأبحاث النفسية وأساسياتها، فالفرد يسعى طول فترة الدراسة إلى الوصول بنفسه إلى مرحلة من القدرة على فهم الاضطرابات العقلية والعاطفية وتشخيصها
يجب على الفرد المهتم بعلم النفس أن يُنهي عملية التدريب لفترة من الزمن ويطبق الإجراءات الخاصة بحل المشاكل والنظريات النفسية والعلاج السلوكي، حتى يتمكّن بعد ذلك من الحصول على الترخيص الرسمي الذي يستطيع من خلاله أن يمارس أعماله كعالم نفس أو أخصائي نفسي.

تدريب الطبيب النفسي وعالم النفس الطب النفسي:

يحصل الطبيب النفسي على المؤهل العلمي الطبي الذي يقوم على عملية الربط بين الدماغ كعضو من أعضاء الإنسان مع العلوم النفسية، كذلك الآلية التي تتفاعل بها مع بعضها، مع مدى مساهمتها في تكوين وخلق الأنماط الشخصية التي تم تقوم بتمييز الأفراد بعضهم عن بعض، أما تدريب الطبيب النفسي فيسعى لتمكينه من وصف الأدوية والعلاج الملائم كأحد الوسائل التي تساعد الأفراد على التعامل مع المشاكل المختلفة.
أمّا علماء النفس فتحدث عملية تدريبهم على برامج ونظريات علم النفس التي تركّز على العلاقات التي تقوم بربط الدماغ والسلوك الإنساني وأساليب البحث العلمي والنفسي ببعضم، إضافة إلى تدريبه على طرق وضع الخطط العلاجية بهدف حل المشاكل السلوكية والتغلب عليها.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس، د.قدري حنفي


شارك المقالة: