الفرق بين مهارتي المدح والتشجيع كما يدركها الآباء

اقرأ في هذا المقال


كثيراً ما يظن الآباء أنهم يشجعون أبناءهم عندما يمدحونهم، غير مدركين أن المديح يقوم بإحباط الطفل، وعندما نقارن بين المديح والتشجيع نرى من اللحظة الأولى أنهما عملية واحدة، حيث كلاهما يركزان على السلوك الإيجابي.

كيف يمكن لنا أن نميز بين التشجيع والمديح؟

بما أن مهارتي المديح والتشجيع تبدوان نفس العملية علينا كآباء التفريق بينهما، لأنهما لا يظهران نفس التأثير على سلوك أبنائنا، ولنفهم الفرق بينهما على الآباء فهم الهدف والتأثير الذي يتركه المديح على سلوك الأبناء مقارنةً بالتشجيع.

الفرق بين التشجيع والمديح:

يعتبر المديح نوع من المكافأة ويعتمد على التنافس، ويُمنح للفرد عندما يكون فائزاً أو يكون الأفضل، فالوالد الذي يمدح يقدم ضماناً كقوله “إن قمت بشيء جيد، فإنك سوف تحصل على جائزة ومكافأة التقدير والانتباه مني” بذلك فإن المديح يدفع الطفل لإنجاز هدف معتمد على المؤثرات والمعززات الخارجبة أكثر من دوافع داخلية للإنجاز.
أما التشجيع يقوم على تقدير الجهد المبذول، ويقدر التحسن وإن كان صغيراً، وهو يعتمد على نقاط القوة والتميز في الطفل حيث يمكّنه الاعتماد على نفسه ليشارك وينفع نفسه والآخرين، فالآباء الذين يشجعون لا يهتمون بمقارنة الطفل مع غيره، بل يهتمون بمدى قبول الطفل لنفسه وتطوير قدراته ليواجه النتائج بشجاعة.
وبذلك التشجيع يقوم على مساعدة الطفل ليشعر بالثقة في نفسه، لذلك فهو عبارة عن مهارة لتطوير الطفل عن طريق الجهد الداخلي الذاتي الذي يبذله الطفل، ولذلك فهو يختلف عن المديح في أنه يُقدَم للطفل في حالة شعوره بالضعف، أو في إحساسه بعدم القدرة، أو عند مواجهته الفشل لشيء ما.
المديح بشكل عام يشبه العقاب في أنه وسيلة للسيطرة الاجتماعية، والمبالغة على الاعتماد على المديح يوَّلد لدى الطفل فكرة بأن مكانته تعتمد على رأي الآخرين وتقييمهم له.
إن الطفل الذي يساير الآباء الذي يتكل على رأي الآخرين يكون ناجحاً بشكل كبير في الحصول على هذا المديح، إلا أن المديح قد يلعب دوراً في إحباط هذا الطفل، فهو مستعد للمشاركه إذا كان هناك مديحاً، ولكن عندما يتوقف المديح، فإنَّ الطفل يتوقف عن إيجابيته.

كما يكون مقتنع بفكرة “أن لي مكاناً طالما أنني أُرضي الآخرين” تجعل الطفل يأخذ قرارات غير مقتنع بها، والأطفال المحبطون الذين يحملون هذه القناعة نادراً ما يستطيعون الوصول إلى المستوى الذي يطلبه الكبار، لذلك فهم لا يحصلون دائماً على المديح المطلوب، بالرغم من حصولهم على المديح من فترة لأخرى إلا أن سلوكهم يصبح أسوأ مما كان.

أسباب تراجع سلوك الأطفال عند استخدام المديح بين حين وأخر:

  • إن هولاء الأطفال مقتنعون أنهم يستحقون المديح والثناء بشكل مستمر، كما أن لديهم حاجة قوية ليثبتوا احتياجهم لهذا المديح.
  • أنهم يشعرون بالخوف بأنهم لن يتلقوا المديح مرة أخرى، وذلك فهم دائماً يتساءلون “ما الذي يمكنني عمله للتأكد من الحصول على المديح مرة أخرى؟

المصدر: الأسرة والطفل، داود نسيمة، حمدي نزيه، (2004) .الأسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة، ملحم سامي، (2007) .كيف نربي أبناءنا الجنين _ الطفل _ المراهق، شقير، زينب، (2000) .


شارك المقالة: