القراءة الجهرية في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


القراءة الجهرية في التدريس التربوي:

تتطلب القراءة بصوت عالٍ بشكل فعال مهارات تحتاج إلى إتقان، ويحتاج الطالب فقط إلى الاستماع الى المعلم التربوي من أجل سماع مقدار النسيج الذي تمت إضافته إلى النص من خلال القراءة الماهرة.

ولحسن الحظ لا يتوقع المعلم التربوي مثل هذه العظمة من الطلاب كالشخصيات الروائية ولكن يتوقع منهم القراءة بصوت عالٍ، لا سيما في الصفوف الابتدائية، حيث إنها الطريقة التي يقيس بها  المعلم التربوي مستوى قدرة الطالب على القراءة.

لسوء الحظ غالبًا ما تقتصر القراءة بصوت عالٍ في الدرجات العليا على فقرات من الكتب المدرسية، والتي تحتوي على مجال صغير للتعبير أو الخيال، علاوة على ذلك سيقوم المعلم بتصحيح نطق الكلمات الفنية، مما يجعل الطالب السيئ يشعر بالإحباط.

نصائح تعليم القراءة الجهرية في التدريس التربوي:

هذا النوع من القراءة نادرًا ما يستمتع به القراء ولا يستمتع به المستمعون، وليس من المستغرب أن يرفض الطلاب في كثير من الأحيان القراءة بصوت عالٍ أو القيام بذلك على مضض، ويبدو أن فن القراءة بصوت عالٍ يتآكل، لذا سواء كان المعلم يعلم الطالب القراءة، فهناك مجموعة متعددة ومتنوعة من النصائح التي قد يجدها المعلم التربوي مفيدة من أجل تعليم الطلاب فن مهارة القراءة الجوهرية، وتتمثل هذه النصائح من خلال ما يلي:

الطلاقة:

هي بالطبع المهارة الواضحة، لكن ما الذي يجعل الطالب يتقنها؟ الإلمام بكل من الموضوع والمفردات مفيدة، والإلمام بالموضوع يسمح للقارئ بتوقع ما سيأتي بعد ذلك، بالنسبة للقراء الأصغر سنًا الذين يعرفون أنّ هناك ثلاثة شخصيات في القصة وأنهم صغار وأنهم سيبنون منازل من مواد مختلفة، يساعدهم القراء على بناء شبكة من الكلمات المحتملة التي قد تظهر في النص.

هذا يسمح لهم بتخمين الكلمات التي ليست جزءًا من قائمة كلمات الرؤية الخاصة بهم لتعلمها أو في قوائم التهجئة الخاصة بهم، وتسمح الإلمام بالمفردات للقارئ برؤية الكلمات المقروءة بدلاً من الاضطرار إلى فك رموزها، وستساعد معرفة الأصوات الأولية القارئ الطالب على توقع بقية الكلمة.

غالبًا ما يخمنون بشكل صحيح وفي هذه الحالة يمكن أن تسأل هل تعرف هذه الكلمة؟ وسواء كانت الإجابة بنعم أم لا يجب الثناء على الطالب، إما لمعرفته بالكلمة أو للتخمين المتعلم والحصول على الكلمة بشكل صحيح لأنّه فهم السياق.

الإيقاع؛

المهارة الثانية هي الإيقاع، حيث أن هذه ليست القراءة السريعة ولكن تعديل السرعة بما يتماشى مع محتوى النص، وفي كثير من الأحيان تشير الكلمات نفسها إلى السرعة.

وينبغي على المعلم التربوي المحاولة أن يقول ببطء وبصمت الآن القمر يمشي في الليل بملعقته الفضية بسرعة، حيث أنّ حروف العلة الطويلة لا تسمح للقارئ بالتعجل، حيث تمتلئ كتب الطلاب بالكلمات المحكية التي تحمل القصة، ويجب تذوق هذه الأشياء كما يتم التحدث بها، لأنّه فقط عندما يتم التحدث بها بصوت عالٍ يمكن تقدير تأثيرها الكامل.

ومع ذلك ليست الكلمات نفسها هي التي تتطلب قراءتها بوتيرة معينة، وسيؤدي طول الجملة وتعقيدها إلى تسريع أو إبطاء القارئ، قد تكون المقاطع الوصفية طويلة سوف يضبطون الحالة المزاجية والنبرة للإجراء التالي الذي سيكون له جمل أقصر، اعتمادًا على مدى سرعة حدوث الإجراء، وعلى المعلم ألّا ينسى أنّ الوقوف لا يقدر بثمن لكل من القارئ والمستمع، وبالنسبة للقارئ فإنّه يتيح الوقت لمسح ما سيأتي بعد ذلك، ويتم تمكين المستمع من استيعاب المعلومات التي سمعها.

أخيرًا هناك تعبير هذا يمكن أن يأتي فقط مع فهم النص بالطبع هناك جانب ممتع يتمثل في وضع أصوات مختلفة لشخصيات مختلفة، ولكن الأهم من ذلك يجب أن يعرف الكلمات التي يجب التركيز عليها، وهذا مهم بشكل خاص عند القراءة بصوت عالٍ لأنه يساعد المستمع على التقاط الأجزاء المهمة.

الكلمات التي يؤكدها القارئ يمكن أن تغير معنى الجملة، والمعنى المستنتج لجملة حتى لو كانت بسيطة مثل جلست القطة على الحصيرة يتغير بشكل كبير إذا تم التركيز على كل كلمة مختلفة.

التلخيص:

الإلمام بالموضوع يساهم في بناء ذخيرة من الكلمات المحتملة، ويسمح تكرار المفاهيم بالتعرف السريع على الكلمات، وسرعة التعرف تعزز فهم النص، وسرعة التعرف تسمح للقارئ باختيار إيقاع مناسب، ويسمح فهم النص للقارئ باستخدام التعبير، ممّا يجعل التجربة بأكملها ممتعة.

تشترك القراءة بصوت عالٍ مع التمثيل والخطابة العامة بقدر ما تشترك في التعرف على الكلمة المطبوعة واكتساب المعلومات، كما هو الحال مع أي مهارة كلما قام بها كلما أصبحت أفضل.

مهارات سهلة لتعليم الطلاب القراءة الجوهرية في التدريس التربوي:

يمكن للطلاب تعلم استراتيجيات فهم القراءة حتى قبل أن يتمكنوا من قراءة النصوص بمفردهم، ومن خلال مشاهدة واستماع الكبار لاستراتيجيات القراءة النموذجية أثناء القراءة بصوت عالٍ، سيبدأ حتى أصغرهم في التعرف على عادات القراء الأقوياء، ثمّ بحلول الوقت الذي يقرؤون فيه بمفردهم سيقوم هؤلاء الطلاب بشكل طبيعي بعمل تنبؤات، وتنشيط المخطط وطرح الأسئلة، وإجراء الاتصالات، وتصور ما يقرؤونه.

يمكن للمعلم التربوي دمج عمل استراتيجية القراءة بشكل سريع في أي وقت، مع القليل من الإعداد أو بدونه على الإطلاق، ويحتاج المعلم إلى بضع كلمات وعبارات أساسية للاحتفاظ بها في جيوبهم الخلفية لسحبها أثناء الوقت الذي يقضونه في القراءة مع الطلاب:

  • فحص غلاف الكتاب والتحدث عن عنوان الكتاب قبل القراءة.
  • التوقف في منتصف الكتاب وقول: حسنًا أعرف أن الطالب المحظوظ يواصل متابعة التعلم.
  • تنشيط المخطط يعني فقط أن المعلم يجعل الطلاب يفكرون فيما يعرفونه بالفعل عن موضوع ما قبل أن يقرؤوا أو يتحدثوا عن الموضوع.
  • يعتبر طرح الأسئلة مهارة حاسمة لتطوير فهم القراءة، عندما يضع المعلم نموذجًا لطرح الأسئلة نظهر للطلاب أنّه من المهم جدًا التفكير فيما يقرؤونه أثناء قراءتهم، وبعد كل بضع فقرات أو صفحات ينبغي وضع نموذجًا لكيفية التفكير فيما تقرأه.
  • يؤدي إجراء الاتصالات إلى تقريب القراء من النصوص، ويشعرون بتواصل أكبر مع الشخصيات والأحداث والأفكار عندما يكونون قادرين على العثور على بعض أوجه التشابه الأساسية معهم، ونتيجة لذلك، من المرجح أن يتذكر القراء ما قرأوه، ومن السهل على القراء الصغار القيام بالاتصال بمفردهم وربط النموذج بالقول.
  • التخيل هو ببساطة جعل القراء يصورون أو يتخيلون ما يقرؤونه. التصور ليس ضروريًا دائمًا عند قراءة كتب طلاب صغار السن الغنية بالرسوم التوضيحية، ولكن عند قراءة القصص أو القصائد أو المقالات التي تفتقر إلى الصور، يمكن للمعلم أن يسجد الأحداث الموجودة من خلال التمثيل والقول.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: