الماضي صانع المستقبل

اقرأ في هذا المقال


كل منّا راسخ في عقلة صورة تشبيهية رسمها لنفسه، فلو اعتقد أحدنا أنَّه فاشل، فإنَّ هذا الإحساس سيتملَّكه وسيسيطر عليه تماماً، ويفشل بالنهاية فعلاً.

كيفية الاستفادة من درس الماضي:

لا بد لكل من يسعى إلى تغيير ماضيه، أن ينظر لهذا الماضي وأن يستفيد منه، ومن تجاربه ونجاحاته وفشله، وأن يحوّل تلك التجارب والخبرات المتراكمة إلى مهارات يُستفاد منها.

فكل منّا مُبرمَج بطريقة معينة منذ صِغره، ويكبر وربّما يموت وهو على نفس الأسلوب، على الرغم من الأخطاء، ومعظمنا لا يستفيد من دروس الماضي في تحسين مستقبله، ممّا يجعلنا تقليديين لا نُراوح مكاننا بعيداً عن التطوّر.

كيف نغيّر برمجة الماضي في عقولنا؟

تتم هذه البرمجة عادة في المخ، وتؤثر بشكل مباشر على أداء الحواس الخمسة، وتلك البرمجة العقلية نكتسبها من خلال المدرسة والأسرة والأقران ووسائل الإعلام والمحيط الاجتماعي، فعقلنا وُجِد ليكون خادماً لنا ويمكننا استغلاله في إدارة كافة ملفاتنا العقلية، وتلك الملفات قد اكتسبنا جزء كبير منها من المحيط الاجتماعي، دون أي إدارك أو تحكّم منّا في معرفة ماهيّتها، وبالتالي قد تكون تلك المعلومات غير مناسبة لنا ولطبيعة حياتنا.

الإنسان بقوته الكامنة إذا ما استغل عقله بالشكل الصحيح، وإذا ما استفاد من دروس الماضي بشكل إيجابي سيؤثر ذلك على عمله وحياته سلباً، فمن غير المعقول أن يولد طفلاً يعاني من حالة قلق أو إحباط، ولكن ما نقوم نحن بوضعه في أذهان أطفالنا، وما تمَّ وضعه سلفاً في أذهاننا، هو ما أثّر بشكل مباشر على فلسفتنا العقلية، معتقدين أنَّه لا يمكننا التغيير، إلّا أنَّ البرمجة السابقة في عقولنا قابلة للتغيير.

لو أننا قمنا بتغيير تركيبة أفكارنا السلبية، التي أنتجت لنا مشاعر وتصرفات سلبية، إلى أفكار إيجابية، عندها ستتغير تلك الأفكار إلى مهارات في عقولنا، وللأسف إنَّ معظم الباحثين والمؤلفين يتحدثون عمّا يجب علينا فعله في المستقبل، متناسين تجارب الماضي وقيمتها في صنع المستقبل.

كثير منّا اعتاد أن يعيش إمّا في الماضي منقطعاً عن الحاضر والمستقبل، وإمّا أن يُحلّق عالياً في رحاب المستقبل، فمن يريد أن يسعى إلى القمة، عليه أن يستفيد من درس الماضي، جاعلاً منه قوّة إيجابية تُعينه على تحقيق أهداف المستقبل.

المصدر: الطاقة البشرية والطريق إلى القمة، إبراهيم الفقي، رقم الطبعة 2009.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.علم الشخصية، لورنس أ. برافين.


شارك المقالة: