إنّ الجنس له أهمية من غير شك في حياة المراهقين، ويربط أغلب مشكلاتهم في المراحل جميعها بالناحية الجنسية، وفي الواقع الجنس له أثر على سلوكنا وتصرفاتنا، ونجده وراء كثير من صور حياتنا النفسية، ولكن لماذا الجنس بالذات.
أنواع الدوافع التي توجه سلوك الإنسان
- الدوافع أولية- فيسيولوجية التي توجه سلوك الإنسان
دوافع تنشأ عن حاجات الجسم الخاصَّة بوظائفه العضوية والفسيولوجية، مثل الحاجةِ إلى الطعام، الماء، الجنس، تجنُّب البرد والحر والألم، هذا النّوع من الدّوافع لا يتعلمها الفرد أو يكتسبها إنَّما موجودة بالفطرة، ولكنّه يتعلم شيء يتحكم بها مثلا عندما يُأخِّر الطالب إشباع دافع الجوع حتى تنتهي الدّراسة ويعود إلى المنزل، وهناك دوافع وحاجات تأتي نتيجة نمو الفرد واتصاله بالآخرين. - دوافع ثانوية- اجتماعية توجه سلوك الإنسان
هذه الدوافع ليس لها أساس بيولوجي ولكنّها تستجيب لحاجات نفسيّة واجتماعية عند الأفراد وتنقسم إلى دوافع فرديه مثل دافع الفضول أو حبِّ الاستطلاع.
توجد هذه الدوافع لدى الإنسان منذ الطفولة وكذلك معظم الكائنات الحيَّة فتدفعه لاستكشاف البيئة المحيطة وتلعب أساليب التّنشئة الاجتماعية دوراً هاماً في تنمية هذا الدّافع لدى الأطفال عن طريق تشجيعهم على الاستكشاف، فيؤدي إلى نمو القدرات العقلية والابتكار، هناك أساليب تنشئة أُخرى خاطئة تقوم بالقضاء عليه مثل العقاب الخاطىء والتحقير فيؤدِّي ذلك إلى التقليل من فرص نمو القدرات الإبداعيّة.
هل يستطيع المراهق الزواج
هو ما لا يستطيع الشَّاب القيام به خلال فترة المراهقة، لأسباب كثيرة منها عدم قدرتهم على الاستقلال الاقتصادي في هذا السِّن المبكر ورغبته في إكمال تعليمه، أو انتظاره حتی يقوم بجمع المهر المناسب، أو انتظار الزوج أو الزوجة المناسبة ، ولا ننسى الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي يعيش فيها، ثمَّ يجد المراهق نفسه إذا لم يصل إلى طرق إعلاء الدافع النفسي عن طريق الاندماج في نشاطات ثقافية متنوعة أو رياضية أو اجتماعية أو فنية، وتقلِّل بالتّالي من ضغط هذا الدّافع عليه، إذا لم يستغل المراهق وقت فراغه بطريقة سليمة سوف يجد نفسه مُخيّراً أمام طريقين : أولها أن يلجأ إلى طرق الإشباع الجنسي غير السليمة أو أن يتولَّد عنده ضغط كبير، كلا الأمرين له ضرر كبير على صحة المراهق.
تأثير التربية على المشاكل الجنسية
إنّ نوع التّربية التي نعوّد عليها أطفالنا وشبابنا كأغلب الآباء ينظرون إلى الكلام في الموضوعات الجنسيّة نظرة تحريم، منذ الصغر نترك للطفل الحرية الكاملة في مناقشة كل
ما يخص حياته إلّا إذا اتصل الأمر بموضوع الجنس.
مراحل النمو الجنسي
مرحلة الشهوية الذاتية عند المراهق
يتوجه نشاط الطّفل الجّنسي في هذه المرحلة إلى ذاته، فنظراً لصغر سنه وعدم قدرته على التمييز في العالم الخارجي الذي يعيش فيه أو إدراك موضوعات خارجية يوجّه إليها ميوله الجنسي، فإنَّه يتجه بالميول نحو ذاته، أيضا لعدم تمييز الجهاز التّناسلي في هذه المرحلة المبكِّرة من حياة الطفل بالوظيفة الجنسية، فإنَّ ميول الطّفل الجنسي لا تتجه إلى مداعبة أعضاء هذا الجهاز فحسب، بل يستخدم يديه في مداعبة أجزاء جسمه بصفة عامَّة، ويجد في هذه المداعبة لذَّة جنسية من نفس نوع اللذة الجنسية التي يشعر بها الكبار حتى وإن لم تكن بنفس الدَّرجة.
مرحلة النرجسية عند المراهق
هذه المرحلة تكون ذات الطّفل وصلت الى التميز، وأصبح الطفل أكثر إدراكاً، ثم يتجه إلى هذه الذّات ويتخذ منها موضوع للابتعاد عن طاقته الجنسية وقد أخذت هذه المرحلة اسمها من فروید الذي نظر فيها «نرجس» بسبب صورته في مياه بحيرة ، فأعجب بنفسه إعجاب شديد وأحب بذاته حباً وظلّ ينظر إليها في مياه البحيرة من كثر إعجابه بجماله حتى سميت المرحلة بهذا الاسم، وفي هذه المرحلة يحب الطفل نفسه ويجد لذة من خلال حبه لها، فيصل الى تأمله لبعض أجزاء جسمه، أو وقوفه عارياً أمام المرآة، إذا وقف النمو الجنسي في هذه المرحلة ولم يصل للمرحلة التي تليها فقد يكبر ولا يشعر بحاجته للزواج لأنه اكتفى بعشق ذاته.
عشق الغير عند المراهق
في هذه المرحلة تتحول الميول الجنسيّة إلى مواضيع خارجية، أولاّ إلى أفراد من نفس جنس الفرد، ثم تتحول إلى أفراد الجنس الآخر، فمثلاً الأطفال الذين من نفس جنس الطفل نجد الولد يكره صحبة البنات ولا يلعب إلا مع الأولاد، نجد البنات نفس الأولاد يعاملون الأولاد نفس المعاملة ثم تتطور هذه الميول وتبدأ كل مجموعة في البحث عن علاقات مع أفراد الجنس الآخر، ويتطلَّب النمو السليم مرور الطفل بهذه المراحل وانتقاله من واحدة لأُخرى، إذا توقّف عند واحدة من هذه المراحل له آثاره السيئة، وقد يصل إلى اضطراب في الوظيفة الجنسيّة وعدم وصول الطّفل في النّهاية إلى النُّضج للوظيفة.
التعامل السليم مع المراهقين تجاه الجنس
- استغلوا الفرصة عندما يعرض برنامج في التلفزيون أو مقطع موسيقي مسألة السّلوك الجنسي، استخدموا هذا الأمر كنقطة بداية للحديث، إذا ظهر موضوع غير جيد في وقت غير مناسب، قولوا أنَّكم تريدون أن تتحدَّثوا عن الموضوع في وقت آخر ومن ثمَّ قوموا بذلك بالفعل.
- ابدأوا الحديث بشكل هادئ ولا تضغطوا على أولادكم بالحديث عن الجنس. تحدثوا عن هذا الموضوع ببساطة عندما تكونوا لوحدكم مع الذَّكر أو الأُنثى، من الممكن أن تمنحكم بعض المناسبات في الحياة اليومية مثل السَّفر أو تناول وجبة مشتركة وهذه أفضل الوضعيات لبدء الحديث.
- كونوا صادقين في حال كنتم تشعرون بعدم الارتياح ولكن قوموا بتوضيح أنَّه من المهم بالنسبة لهم متابعة الحديث، إذا كنتم لا تعرفون إجابات لبعض أسئلة أولادكم، اقترحوا عليهم بمحاولة إيجاد الإجابة والبحث عنها معًا.
- تحدثوا بشكل مباشر وافصحوا عن مشاعركم بالنّسبة لبعض المواضيع في العلاقات، اشرحوا المخاطر بطريقة سلسة، بما في ذلك الأمراض المنقولة والحمل غير المرغوب به.
- تخطوا الحقائق إذ يحتاج أولادكم إلى معلومات صحيحة عن الجنس، من المهم أيضًا التحدُّث عن المشاعر والقيم، ابحثوا معهم عن قضايا الأخلاق والمعتقدات الشّخصية أو الدّينية.
- يجب مراعاة وجهة نظر أولادكم ولا تعتمدوا على أسلوب التّّرهيب لحثِّهم على الامتناع عن النّشاط الجنسي، بدلاً من هذا استمعوا لهم بتركيز وافهموا الضغوطات الواقعة عليهم والتحديات التي يواجهونها خلال يومهم
- لا تطلب من المراهق أن يصل للمثالية فهو بشر يمكن أن يخطئ في كثير من الأمور فحاول أن تعالجها بهدوء.
- يجب أن نغرس في الأبناء التّربية الجنسيّة الصّحيحة وذلك أنَّها ليست مجرد لذَّة بل إنَّها متعة جسدية وخلقية تتم بين الأزواج وقد أحلّها الله حتى تستمر الحياة ويحدث التّكاثر.
- من الأفضل أن يقوم الأب بتوجيه الأولاد والأم بتوجيه البنات جنسياً.
