المشكلات التي تواجهها عملية التدريس وكيفية علاجها؟

اقرأ في هذا المقال


ضعف عملية التدريس في التدريس التربوي:

أنّ هناك تحديًا شائعًا جدًا يواجهه المعلمون ولا يتم التعامل معه بشكل جيد بما فيه الكفاية، حتى من قبل المعلمين ذوي الخبرة، وهذا هو السبب الوحيد الأكبر لكون الدروس غير فعالة أو بالتأكيد أقل فعالية مما يمكن أن تكون عليه، هذا هو السبب الرئيسي لعدم حدوث التعلم وتأخر الطلاب الأضعف عن الركب.

وبمرور الوقت واتساع الفجوات وانتشار هذه المشكلة هو السبب الرئيسي الذي يولد الشعور ليفعل المزيد من أجل تلبية احتياجات الطلاب المحرومين والفئات الفرعية التي لا تحقق الإنجاز من خلال محاولة تعليم الجميع بشكل أفضل بدلاً من السعي وراء التدخلات ولمعالجة المجموعات ضعيفة التحصيل، والقيام بتعليم الجميع بشكل أفضل.

ليس من السهل معرفة مدى نجاح كل فرد في التعلم، وتحديد الصعوبات أو الثغرات التي يواجهها، ثم استخدام هذه المعلومات لسد فجوات التعلم مع الاستجابات المناسبة، وبالمقارنة مع عملية التدريس  يكون مستوى الاستجابة لمعدل النجاح المتفاوت لكل طالب على حدة منخفضًا للغاية.

في كثير من الأحيان في مواجهة هذه الصعوبات المستمرة يقوم المعلمون بقطع الزوايا ولا يقومون بتصميم الدروس بحيث يركزون على التخلص من الصعوبات والأخطاء والفجوات في الاسترجاع والفهم.

وإنّهم يعتمدون بشكل كبير على الاستجابات الجماعية والشعور العام بمعدل نجاح الطلاب دون الاهتمام بوعي وتعمد لكل فرد، ونتيجة لذلك يمكن للطلاب الأقل ثقة أن ينتقلوا من درس إلى آخر، ويخوضون حركات أنشطة الدرس ويكونون حاضرين ومنشغلين في التدفق العام دون معالجة مشكلات التعلم الفردية الخاصة بهم، لا يتم اكتشاف فجوات التعلم الخاصة بهم عند نقطة التدريس وغالبًا ما تظل كذلك.

المشكلات التي تواجهها عملية التدريس وكيفية علاجها؟

عقلية المعلم:

أحيانًا تستخدم الفكرة المبسطة القائلة بأنّ الهدف المثالي لتسلسل التعلم هو أن يتعلم جميع الطلاب كل المواد لهم جميعًا، ولتحقيق أهداف التعلم لا يكفي أن يكون المعلم سعيدًا لأن بعض الطلاب قد تعلموا بعض المواد.

أحيانًا يكون الاختلاف بين هذين الموقفين شديدًا بلا داعٍ لذلك، ومن الشائع جدًا أن يشعر المعلم حتى بالارتياح والسرور بأنّ طالبًا واحدًا على الأقل يعرف الإجابة.

الحل لهذه المشكلة:

إن أكبر تحول يجب أن نقوم به هو التحول إلى العقلية الصحيحة، من هل يعلم أحد؟ إلى هل يعلم الجميع؟ ومن هل يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك؟ إلى هل يستطيع الجميع فعل ذلك؟

ومن الإحسان إلى أولئك الذين فهموا الأمر بشكل صحيح إلى دعنا نتعرف على من لا يزال غير قادر على فهم هذا بشكل صحيح ومساعدته، ومن التركيز المهيمن على البحث عن تأكيد في الصواب إلى إجراءات مألوفة حول البحث عن الأخطاء والصعوبات المتبقية.

اختبار غير فعال:

يحدد المعلم المعرفة التي يجب أن يمتلكها الطلاب، ثم يحدد لاحقًا اختبار استدعاء، يذهبون من خلال الإجابات واحدة تلو الأخرى، ويسأل من يعرف الإجابة؟ ويأخذون الجواب المتطوع ويمدحون ويؤكدون على صحتها.

حيث أنّ هذا لا يخبرهم بأيّ شيء عن من لم يفهمها بالشكل الصحيح، وفي بعض الأحيان لا يسألون، وطلب المعلم من الفصل تسمية خمسة أنواع من الفاكهة، بدلاً من مطالبتهم جميعًا بتسجيل الخمسة جميعًا والتحقق من معرفة جميع الأنواع الخمسة، ينبغي أن يسأل عما إذا كان أي طالب يعرف كل واحد، قام خمسة أشخاص مختلفين بتسمية فاكهة واحد لكل منهم.

يسمع المعلم إجابة صحيحة لكل سؤال من الطلاب يرفعون أيديهم وهو يتحدث بفرح ويؤكد صحته، وغافلًا عن الإجابات التي كانت خاطئًا تمامًا.

وهذه طريقة شائعة جدا، ويفترض المعلمون أن الطلاب سوف يسمعون الإجابات الصحيحة ويقومون بالتعديل الذاتي وفقًا لذلك، لكن هذا لا يحدث بالضرورة خاصة للطلاب الأضعف.

الحل لهذه المشكلة:

  • ينبغي على المعلم جعل كل شيء يعرف هدفًا واضحًا.
  • وضع هذا التوقع مع الطلاب.
  • استخدام خيرة جيدة من تقنيات ممارسة الاسترجاع التي تتضمن جميع الطلاب.

تقنيات لممارسة الاسترجاع:

القيام ببناء عمليات التحقق بحيث يتمكن جميع الطلاب من التحقق من جميع المعارف الموجودة والإجابة على جميع الأسئلة، وعلى سبيل المثال إذا طُلب منك تسمية ملوك الأردن، ينبغي التحقق من أنّ كل طالب يعرف أسمائهم، وعدم الطلب من عدد محدد من الأشخاص تسمية واحد لكل منهم.

الحل لهذه المشكلة:

في المناقشة ينبغي التركيز على الخطأ على الأقل بقدر ما يركز على الصواب، وطرح على جميع الطلاب جميع الأسئلة وأعطِ الإجابات كلها مرة واحدة للطلاب لتقييمها ذاتيًا ومناقشتها بالتأكيد.

ولكن بعد ذلك ينبغي أخذ أكبر وقت ممكن لمعرفة أين تكمن الأخطاء، ويمكن أن تسأل من حصل على 3/5 أو 8/10 في الاختبار ثم تسأل عن الإجابات التي أخطأوا فيها.

سيكونون واثقين بشكل معقول وسعداء بما يكفي ليقولوا، حيث أنّ هذا يمنح الفرصة للتحدث عن الأخطاء والمشكلات التي من المحتمل أن يواجهها العديد من الطلّاب الآخرين ويفتح الباب أمام أسئلة أخرى مماثلة.

ويجب أن تكون عملية ما بعد الاختبار حول اكتشاف أين تكمن الأخطاء، ويجب أن يبدو هذا هو بيت القصيد، ويقوم باختبار لمعرفة ما لا تزال بحاجة إلى المساعدة فيه.

الشرح دون توقف للتحقق من الفهم:

في بعض الأحيان يفترض المعلمون أن التعلم سيحدث لمجرد أنهم يتحدثون، ومن الشائع جدًا أن يُترك الطلاب مع كل أنواع الارتباك على الرّغم من خبير المعلم والعرض الجذاب، ولا يتوقف المعلم للتحقق ممّا إذا كان هذا قد حدث أم لا.

يمكن حتى للمعلمين ذوي الخبرة العالية والكاريزما أن يقعوا في هذا الفخ والوهم بأنّهم ألهموا الجميع في الفهم العميق من خلال الكاريزما المطلقة.

الحل لهذه المشكلة:

جعل التحقق من الفهم جزءًا قويًا ومتكاملًا من أي تسلسل تعليمي، وشك المعلم في نفسه، وهل وصل هذا إلى الجميع؟ وتقديم تفسيرات في أجزاء قصيرة بما يكفي تسمح لك بالتوقف لمعرفة ما إذا كان الطلاب معك، هذه ليست حالة النظر في عيون الطلاب للحصول على موافقة دافئة، حيث أنّ المعلم لا يسأل هل الجميع معي؟ بل عليك التحقق.

بأن يقول المعلم دعنا نتحقق من أن الجميع قد فهم حتى الآن، وهل يمكن لطالب معين تلخيص القصة، أو هل يمكن شرح العملية لجميع الطلاب في الفصل الدراسي.

بالطبع ليس لدى المعلم التربوي الوقت من أجل التحقق من أن كل طالب قد فهم كل كلمة في كل نقطة، ولكن إذا توقف المعلم بشكل روتيني للتحقق وأخذ عينات من الفصل الدراسي، فسوف يحصل على فكرة ما وهذا يجعل المعلم يفكر فيما إذا كان يريد إعادة الشرح أو إعادة التعليم أو إعادة التركيز، ومفهوم أخذ العينات هو المفتاح.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: