المصداقية أساس الشخصية

اقرأ في هذا المقال


لعلّ الّلب الحقيقي للشخصية، وأكثر أنماط التعبير شيوعاً عن الأمانة والنزاهة هي المصداقية، فإذا كنّا صادقين تمام الصدق مع أنفسنا ومع الآخرين، فسوف نعتبر على الدوام تقريباً في نظر الآخرين أشخاصاً ذوي شخصية محترمة، يميل إليها الآخرون ويعتبرونها ذات مصداقية.

المصداقية تزيد من فرص نجاحنا:

في مجتمعاتنا، يبدو أنَّ الرجال والنساء ذوي الشخصية الإيجابية يجذبون إليهم الفرص الأكثر نجاحاً، وتتفتح أمامهم الأبواب أينما رحلوا وفي كلّ إنجاز يقومون به، ويتعرّفون على أشخاص إيجابيين أيضاً يمكنهم معاونتهم، ويتوافر لهم بذلك المال والموارد الأخرى، لهذا فإنَّ أهم صفة يمكن لنا أن نزرعها في نفوس الجيل هي روح الأمانة، وعادة تحرّي المصداقية في كلّ ما يقولون ويفعلون، وأن نزرع فيهم القيم الأصيلة التي تجعل من الكذب والخيانة وعدم الثقة جريمة لا يمكن القبول بها.

النشأة بناء على المصداقية:

إذا أردنا أن ننشئ جيل يتحلّى بالقيم، فعلينا أن نزرع فيهم أهمية المصداقية، وأن يتردد ذلك المصطلح في مرحلة النشأة، فنحن بذلك نضمن جيلاً يتّسم بالمصداقية والصراحة التامة دون أي تهاون، كما ويتحلّى بالأمانة التامة، وبذلك يدركون أهمية البوح بالحقيقة مهما كلّف الامر دون أن يعانوا من الانتقاج أو الخلافات.

المصداقية في العلاقات الشخصية:

ما يصدق على علاقات التواصل في العمل ومع الأصدقاء، وبين الآباء والأبناء، يصدق بدرجة كبيرة على العلاقات الزوجية، فالعلاقات التي نرغب في أن تستمر، ليست سوى علاقات تحكمها المصداقية المتبادلة بين كلا الطرفين، ﻷنَّها تُمثّل منظومة القيم التي يتم تجسيدها في الشخص الذي ينال إعجابنا، فنحن عادة ما نحبّ الطرف الآخر لمصداقيته، وكلّ ما عدا ذلك سوف يتبدّل أو يتلاشى بمرور الزمن، ولكن الشخصية تبقى.

تتطلّب المصداقية والأمانة بين الشركاء في أي علاقة كانت، الإخلاص والاستقامة بين الطرفين طوال الوقت، فإذا وجد التوافق المثالي، فإنَّ كلا الطرفين يثق بالآخر ثقة مُطلقة، فما من أحد آخر يمكنه أن يزعزع تلك الثقة.

إنَّ الصفات المتمثلة في الشخصية والأمانة، والنزاهة هي أساس العلاقات الناجحة على مَرّ السنين، وهي أهمّ من أي شيء آخر، ومن الصعب أن تنتهي تلك العلاقات بخلافات بسيطة، فعادةً ما تتزعزع تلك العلاقات بأمور جوهرية.

المصدر: قوة التفكير، إبراهيم الفقي.غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: