المعرفة المشروطة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتحدث العالم رينيه ديكارت أحيانًا عن الأشياء التي لها وجود محتمل، بالإضافة إلى التحدث عن الأشياء على أنها ذات وجود حقيقي، كما يتحدث عن الحقائق المشروطة والضرورية التي هي نتاج نشاط معرفي حر وغير مقيد كليًا وذلك من خلال مفهوم المعرفة المشروطة في علم النفس.

المعرفة المشروطة في علم النفس

يعتبر أحد المشاريع التفسيرية المستوحاة من مزاعم العالم رينيه ديكارت الاستفزازية أحيانًا حول الاحتمالية والضرورة والشرطية هو بناء النظرية العامة للطريقة في المعرفة المشروطة في علم النفس، حيث يجب أن تكون أي نظرية من هذا القبيل بالطبع حساسة لجميع الادعاءات التي يقدمها ديكارت والتي تتعلق بالاحتمال والضرورة والشروط، ولكنها تحتاج أيضًا إلى فهم وتفسير تلك الادعاءات في ضوء المصطلحات والالتزامات الخاصة بنظامه المعرفي الأكبر.

طريقة وتصور واضح في المعرفة المشروطة في علم النفس

على الرغم من أن ديكارت يقدم عددًا من الادعاءات حول الاحتمالات والضرورات والشروط، فلا يجب أخذها جميعًا في الاعتبار عند تحديد آرائه حول الطريقة إذا أخذنا رأيه بجدية بأنه عند القيام بتحديد المعرفة المشروطة في علم النفس، حيث يجب ألا نؤكد ما لا ندركه بوضوح وبشكل واضح ومنها يكشف ديكارت عن التزامه بهذا الرأي في عدد من الأماكن.

يود ديكارت أن نتذكر أنه في الأمور التي قد تتبناها الإرادة الحرة، قد يقوم الفرد بتمييز دقيق للغاية بين سلوك الحياة والتأمل في الحقيقة، بقدر ما يتعلق الأمر بسلوك الحياة، فهو بعيد جدًا عن التفكير في أننا يجب أن نوافق فقط على ما يتم إدراكه بوضوح، ولكن عندما نتعامل فقط مع التأمل في الحقيقة، فمن المؤكد أنه لم ينكر أحد على الإطلاق أنه يجب علينا الامتناع عن الموافقة على الأمور التي لا ندركها بتميز كافٍ.

إذا كان ديكارت يرى أنه عند القيام بالطرق الصارمة في المعرفة المشروطة، فيجب ألا نتحدث عما لا ندركه بوضوح وبشكل واضح، فإن النظرية العامة للطريقة في المعرفة المشروطة لا ينبغي أن تكون حساسة للادعاءات حول الاحتمالات أو الضرورات أو الشروط التي سيحددها ديكارت نفسه على أنها مشوشة تمامًا، فقد يقول ديكارت إن هناك ادعاءات نمطية تبدو بديهية وواضحة، وادعاءات نمطية هي في الواقع بديهية وواضحة وقد يريد تفسيره للطريقة لاستيعابها فقط.

في الواقع أحد الأسباب التي تجعل من المهم إبراز التمييز بين الادعاءات الشكلية المشوشة والادعاءات النمطية التي ليست كذلك في المعرفة المشروطة، هو أن هناك العديد من الادعاءات الشكلية التي قد نرغب في تقديم تحليل دقيق لها ولكن ديكارت لن يرغب في ذلك، وهذا يعني أن الحساب الذي يقدمه لن يتطابق بالضرورة مع جميع الادعاءات الشكلية التي سيقدمها بشكل مُسبق.

يؤيد الرأي القائل بأن حواسنا بالمعنى الدقيق للكلمة تقدم فقط معلومات غامضة للغاية حول الأجساد الموجودة خارجنا، وما يدركه العقل بوضوح عن الأجسام هي صفات غير حسية مثل التمدد والمرونة، أو كما يقول ديكارت عن المعرفة المشروطة في مكان آخر، فإن اليقين الذي نسعى إليه في البحث المعرفي يحدث في التصورات الواضحة للعقل وليس في أي مكان آخر.

ادعاءات ديكارت في المعرفة المشروطة في علم النفس

من الأسباب ذات الصلة التي تجعل من المهم تسليط الضوء على التمييز بين الادعاءات النمطية المشوشة والادعاءات النمطية في المعرفة المشروطة، التي ليست كذلك هو أنه في ما قد يكون أهم أعمال ديكارت وتأثيرها، غالبًا ما يقدم ديكارت ادعاءً يرفضه في التحليل النهائي، ويقدم ادعاءات نمطية يعتبرها كاذبة والعديد من الادعاءات الأخرى التي يعتبرها كاذبة أيضًا.

على سبيل المثال يقول ديكارت في المعرفة المشروطة أن أفضل ما نعرفه هو أننا نعرفه إما من خلال الحواس أو من خلالها مثل التأمل، وأننا يجب أن نستخدم الخيال للتعرف على أنفسنا بشكل أفضل، وأن التصورات العامة عرضة للارتباك أكثر من التصورات الخاصة، وأن الأجسام تمتلك حرفياً صفات مثل اللون والذوق والصوت والحرارة، وأن الطريقة المناسبة للاستعلام عما إذا كانت أعمال المعرفة كاملة أم لا هي فحص الكون بأكمله.

من ادعاءات ديكارت في المعرفة المشروطة إنه يعتقد أنه بعد مزيد من التفكير يمكننا أن ندرك أن المعرفة هي عبارة عن وجود ضروري وأنه من المستحيل أن يكون مخادعًا جذريًا أو يسمح بوجود مخادع جذري، وأن ما هو معروف هو الأكثر شهرة من خلال الفحص الذهني البحت أن التصورات العامة أكثر وضوحًا من تصورات التفاصيل.

يقدم ديكارت عددًا من الادعاءات الخاطئة في التأملات في المعرفة المشروطة لكنه يفعل ذلك لسبب وجيه، إنه يكتب بصوت متأمّل لم يكن في بداية التحقيق ديكارتيًا والذي يعبر أثناء التحقيق عن وجهات نظر تبدو صحيحة من وجهة نظره غير الخاصة به، حيث أن المتأمل سوف يعبر عن هذه الآراء ويقيمها ويرى بنفسه كيف تنهار بسبب ثقلها.

يقدم ديكارت هذه الادعاءات في المعرفة المشروطة؛ لأنه يحاول تعليم ما وراء الطبيعة ولأنه يعتقد أن قرائه لن يكونوا في وضع يسمح لهم بإدراك تلك الخاصة بالمعرفة المشروطة إذا أدلى فقط بادعاءات صحيحة، في انعكاس للفردانية المعرفية الشائعة في فلسفة القرن السابع عشر، يصر ديكارت على أنه لا ينبغي لنا قبول أي وجهة نظر حتى نرى حقيقتها بأنفسنا.

ردود ديكارت في المعرفة المشروطة في علم النفس

يرى ديكارت بديلاً قليلاً للمضي قدمًا كما يفعل في وضع الادعاءات الخاصة بالمعرفة المشروطة إذا أكد فقط الادعاءات بأنه متأكد من صحتها، فإن الأفراد الآخرين الذين هم في وضع يسمح لهم برؤية هذه الادعاءات على أنها واضحة سوف يدركون حقيقتها، لكن هؤلاء ليسوا بالضرورة الأفراد الذين يحاول ديكارت الوصول إليهم، كما أنه يحاول الوصول إلى مجموعة أكبر من الأفراد أولئك الذين يختلفون معه، والذين يختلفون معه بشدة.

يجب أن يقول شيئًا لهؤلاء الأشخاص ولكن إذا لم يكونوا في وضع يسمح لهم برؤية الحقيقة، فسيتعين عليه ردود خاصة بالمعرفة المشروطة للانخراط معهم، حول العديد من الادعاءات الكاذبة التي طرحها ديكارت في التأملات.

في الردود الثانية في المعرفة المشروطة يميز ديكارت بين المفاهيم البسيطة والأولية لكل الظواهر ما وراء الطبيعة التي لا يمكن اشتقاقها من أي شيء والحقائق الأخرى التي يمكن توليدها من هذه الحقائق، والمعضلة التي يبرزها هي أنه إذا كان الشخص مرتبكًا لدرجة أنه لا يدرك حقيقة المفاهيم الأساسية، فليس من الواضح ما سيقوله له.

المفاهيم الأساسية في المعرفة المشروطة ليست مشتقة من المفاهيم الثانية وهذا ما يجعلها بسيطة وأساسية، وبالتالي لا يمكن إثباتها أو الجدال بشأنها ولكن إذا كررها علماء النفس فممكن أن يفيد ذلك كثيرًا أيضًا.

هناك ردود أخرى في المعرفة المشروطة بحسب ديكارت، هي أن المفاهيم الأساسية غالبًا ما تتعارض مع النظرة اليومية للعالم التي يؤيدها معظمنا دون نقد، إذا كان الأمر كذلك فنحن مستعدون لرفض المفاهيم الأولية لمفهوم الظواهر ما وراء الطبيعة وما يترتب عليها من استنتاجات مربكة أخرى.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- المعرفة المشروطة في علم النفس عي المعرفة التي قام العالم رينيه ديكارت بالدفاع عنها من خلال مجموعة من الادعاءات الواقعية وغير الواقعية، وانتظر من الجميع أن يجادلونه فيها.

2- وضع العالم رينيه ديكارت العديد من الردود المهمة للتحاور مع جميع من ينتقد المعرفة المشروطة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: