المفاهيم الأساسية لنظرية الارشاد الواقعي

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الإرشاد الواقعي من الاتجاهات الجديدة في الإرشاد والعلاج النفسي، يرتكز هذا الاتجاه على إدراك الفرد وتفكيره، يدمج الاضطراب العقلي بالسلوك غير المسؤول. تسمّى هذه النظرية بـ (3R)، سبب تسميتها بذلك هو مفاهيمها الأساسية الثلاثة، الواقع، الصواب والخطأ، المسؤولية.

المفاهيم الأساسية للنظرية الإرشاد الواقعي

الواقع

يعرّف بالخبرات الواقعية ذات الشعور في الحاضر، يكون بعيد عن المثالية أو الخيال، أو الأحلام. إنّ الفرد السوي يستطيع تقبّل الواقع الذي يعيشه، حتى مع الظروف المصاحبة لذلك. إنّ إنكار الواقع بشكل جزئي أو كلي يؤدي إلى تكوّن اضطرابات في السلوك. يقول جلاسر أنَّ أهداف نظريته تقوم على تدعيم الواقع لدى العميل أو المسترشد.

المسؤولية

هي مسؤولية الفرد التي تقع على عاتق إشباع حاجاته، ومن الأمثلة على هذه الحاجات، حاجات الفرد الفسيولوجية، مثل حاجة الفرد إلى الأمن والحب والاحترام وتقدير الذات. إنّ الإنسان السوي هو الإنسان القادر على إشباع حاجاته، يكون المسؤول عن سلوكه ونتائج هذا السلوك. أمّا السلوك غيرالمسؤول، عدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية، يؤدي إلى اضطرابات في السلوك.

الصّواب والخطأ

هي قدرة الفرد على القيام بالصواب والابتعاد عن الخطأ، ذلك حسب الدين والقوانين والأعراف الموجودة في المجتمع. هو سلوك يتصف بالمعيارية إذا قام الفرد باحترامه حقّق له حياة اجتماعية ناجحة، والعكس صحيح.

السُّلوك

يرى جلاسر أنَّه من الواجب التركيز على أساس السلوك أكثر من العواطف والمشاعر؛ لأنَّ السلوك ممكن تغييره، فالعلاج الواقعي يظن أنَّه سهّل على العملاء أن يضبطوا سلوكهم بدلاً من أن يضبطوا مشاعرهم وعواطفهم.

الاضّطرابات

يرى جلاسر أنَّ الاضّطرابات تتكون عند الفرد عند وجود فشل في تحقيق حاجاته بشكل كلّي أو بعض منها، بالتالي تنشأ لديه معاناة من الممكن أن يقوم بإخفائها وقد يُظهرها. إنّ دور الإرشاد هو الكشف عن هذه المشكلات، ثم مساعدة المسترشد على إيجاد الحلول المناسبة لها.

أسباب اضطراب السلوك

  • نقص واضح أو فشل في إشباع الفرد لحاجاته.
  • ارتفاع نسبة المعايير الأخلاقية للمسترشد بدرجة غير واقعية.
  • فشل الفرد في دوره الاجتماعي الموكول إليه.
  • انعدام المسؤولية لدى الفرد وضعفها، بالتالي يصل إلى اللامبالاة.
  • إنكار الواقع، فقدان الاتصال بالواقع.

تطبيقات النّظرية الواقعيّة

  • إقامة علاقة إرشادية: من أساسيات العلاقة الإرشادية حدوث الاندماج بين العميل والمعالج، الاهتمام ومحاولة الوصول لثقة العميل ومصاحبته. يتطلب من المعالج، الدفء وتقبل المسترشد، الصبر، أن يكون الجو فكاهي، تطوير الأمل عند العميل، محاولة تشجيع العميل في التعبير عن حاجاته التي لم يستطع إشباعها.
  • دراسة السلوك الحاضر: يتم التركيز على السلوك الظاهري للعميل(هنا والآن)، خاصة السلوك غير الواقعي، الابتعاد في التركيز على الماضي، النظرة المستقبلية تعطي الفرصة في وضع خطة أفضل للمستقبل.
  • تقييم السلوك الحاضر: بمعنى أن يواجه الفرد الأشياء الموجودة في الواقع، تقييم السلوك الظاهر ومدى تماشيه مع الواقع، قدرة إشباعه للحاجات، قدرة تماشيه مع المعايير الاجتماعية. يجب على المرشد الابتعاد عن إصدار الأحكام فيساعد العميل على إنشاء أحكام واقعية.
  • خطط السلوك الواقعي: بمعنى القيام بوضع خطط تكون محددة الاحتمالات، تحتوي على بدائل للسلوك الواقعي المسؤول والمشبع للحاجات. تتصف الخطة بالوضوح والمنطقية وأن تكون محددة وقابلة للتنفيذ.
  • تعلُّم السلوك الملتزم وتعليمه: يتم ذلك عن طريق إظهار الخبرات وإعطاء المعلومات. من الواجب تعزيز سلوك الفرد الذي يلتزم بالخطة وتدعيمه وتصليح الذات عند القيام بارتكاب الأخطاء.
  • المثابرة لتحقيق الهدف: المثابرة وعدم استسلام العميل أو المعالج؛ ذلك من أجل تحقيق الهدف، حتى لو فشلت الخطة، يجب معاودة المحاولة بشكل متكرر.

نقد نظرية الإرشاد الواقعي

جوانب القوة لنظرية الإرشاد الواقعي

  • سهولة تطبيق النظرية، أيضاً المرونة التي تناسب المرشد والمسترشد معاً.
  • إنّ الإرشاد فيها يكون متمركز نحو المسترشد أما دور المرشد يكون مساعد فقط.
  • لا تهتم بماضي العميل؛ لأنَّ الماضي لا يمكن أن يتغير حسب هذه النظرية، فهي تعاكس نظرية التحليل النفسي التي تركز على ماضي العميل.
  • تكون نظرية العلاج بالواقع جادّة في إجراءات تطبيقها، القيام بكسب ثقة العميل بنفسه؛ حتى يقوم هو بحل مشكلاته.
  • نظرية العلاج بالواقع مهمة للجانب الوقائي والعلاجي.
  • تعتمد النظرية بشكل أساسي على المعرفة والحقيقة في الإرشاد.
  • تستخدم النظرية في العديد من الجلسات ومع شخصيات مختلفة من الأفراد، أي تستخدم في الإرشاد الجمعي.
  • تستخدم النظرية مع جماعات صغيرة وكبيرة، مثل غرفة الفصل الدراسي.
  • يمكن أن تستخدم نظرية الإرشاد بالواقع في حل المشكلات التعليمية، تبدأ من الروضة وحتى المدارس الثانوية.
  • يقوم باستخدام نظرية العلاج بالواقع الآباء والمعلمين بوقتٍ قصيرٍ وبكل فاعلية.
  • تعتبر نظرية الإرشاد الواقعي فعَّالة في معالجة الأشخاص الذين يصنّفون بصعوبة التعامل معهم، مثل جنوح الأحداث، الأشخاص المنحرفين، الفصاميين، المكتئبين، المدمنين على المخدرات، الصراعات الزوجية، الذهان، التوتر.

جوانب الضُّعف لنظرية الإرشاد الواقعي

  • يصعب على نظرية الإرشاد بالواقع استخدام العلاج الواقعي مع مرض التخلف العقلي، الاجترارية الذاتية عند الأطفال، الأمراض الذهانية، إذ توجد اضطرابات في الجانب المعرفي.
  • تقوم نظرية الإرشاد بالواقع بالتركيز على السلوك، تبتعد عن أهمية المشاعر والعواطف، تقول أنَّ السلوك يعتبر الأهم في الاهتمام وفي التغيير أيضاً، يتعارض التركيز مع النظريات النفسية الأخرى.
  • عدم وجود في النظرية أساليب واضحة، يرتكز عليها المرشد في محاولات تغيير السلوك، مساعدة المسترشد على الوفاء بخطة التغيير.
  • التعارض الذي تحتوي عليه النظرية بين الدور الذي تقوم به المسؤولية والدور الذي يقوم به الاندماج في تكوين هوية النجاح أو تكوين هوية الفشل. بعض الأحيان يُرى أنَّ الاندماج شرط أساسي للوفاء بالحاجات، فهي تقرِّر أنّ الفرد لديه القدرة على الوفاء بحاجاته بمسؤولية دون شروط مُسبقة.
  • ترى النظرية أنَّه من الممكن القيام بتوجيه النقد من جانب المسترشد للمرشد، أيضاً للمرشد إمكانية في أن يطرح مشكلاته والصعوبات التي مرّ بها على المسترشد لا يتماشى مع ما تفرضه أغلب النظريات من وجود حد مهني بين المرشد والمسترشد، أي ضرورة أن تكون العلاقة مهنية.
  • أشار جلاسر أنَّه بالفعل لم يحدد لنا معياره، بل ترك ذلك للمعايير الأخلاقية التي يمكن أن يقوم المرشد برؤيتها، أيضاً تركها لاستبصار المسترشد بالمعايير الخاصة بالمجتمع. بهذا فإنّها يمكن أن تحتوي على جوانب للمرشد وتكون ذاتية، أيضاً قد لا تكون صحيحة بشكل دائم.
  • يقرر جلاسر المدى الواسع لإمكانيات طريقته في العمل مع مختلف الحالات، بينما نرى أنَّ الأساليب الحقيقية للإرشاد بالواقع والعلاج بالواقع لا يمكنها الخروج عن محيط المدارس أو المُؤسسات المختلفة.
  • تقوم النظرية بالحكم على سلوك المسترشد وحده، إنّ هذا يستغرق وقت كثير، من الممكن أن لا يحدث الحكم من الأصل إذا كانت هناك مشكلات وصعوبات معرفية وعقلية لدى الشخص.

شارك المقالة: