المفاهيم التي لا تعد من قبيل الغفران

اقرأ في هذا المقال


العديد منا يخلط ما بين الغفران بمعناه النقي السامي كفضيلة يمتاز بها الأشخاص الرحماء الطيبون، وما بين معانٍ وعبارات تشبه الغفران في شكلها ولكنها تختلف في المضمون والجوهر، فتجعل من فهم هذا المصطلح أمر صعب.

لا يعني الغفران أن نصفح عن إساءة الغير:

إذا ما أردنا أن نفهم معنى الغفران، فإنه لا يعني أن نصفح دائماً عن إساءة الغير إلينا، ولا يعني أن نعفو عن الشخص الذي أساء إلينا وأن نعود بعلاقتنا معه وكأن شيئاً لم يكن، فالغفران لا يمنعنا من أن نأخذ حقوقنا كاملة غير منقصة وأن نصفح ونغفر في الجزء الممكن منها.

لا يعني الغفران أن علينا أن نلعب دور الضحية:

الغفران بمعناه الصحيح لا يفرض علينا أن نلعب دور الضحيّة الضعيفة المهزومة التي تسامح دائماً لدرجة تجعل منا صيداً سهلاً لغيرنا، بل أن نكون متوازنين نصفح حسب المواقف التي تسمح لنا ذاتنا بذلك.

لا يعني الغفران أن علينا أن نتظاهر بأن كلّ شيء على ما يرام:

هناك من يدّعون أنّ كلّ شيء على ما يرام وهو في الحقيقة غير ذلك، فالأمل موجع والغفران يتطلّب وقتاً لتناسي الألم وتخفيف حدّته، فمن يدّعي بأنّ الأمر عادي هو مخطئ وسيجلب الشرّ إلى نفسه من جديد، كون الأمر لم يخلص إلى الغفران بعد.

لا يعني الغفران التصافي:

الغفران لا يعني أن نتصافى مع الخصم بعد أن نغفر له بشكل خالص كامل، أو أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، فأحياناً تعود العلاقات بين شخصين، إلا أنّ هذا ليس ممكناً على الدوام فيبقى جانب الحذر والخوف متبادل من كلا الطرفين.

لا يعني الغفران النسيان:

لا يمكن لمن يتأذى أن ينسى الجرح والألم الذي عاناه، فمن الضروري أن نصفح، ولكن ليس بإمكاننا أن نمحو ذاكرتنا وذكرياتنا بالكليّة، فليس بوسعنا أن ننكر الواقع، إلا أنه من الممكن أن نصفح دون أن ننسى.

لا يعني الغفران أن نكون مستضعفين:

لا يعني أن نتصف بالغفران أن نكون ضعفاء يستطيع القاصي والداني أن يعبث بنا، فالصفح عمّن أساء إلينا لا يمثّل وهناً في ذاتنا، بل خطوة تجاه العلاج الصحيح المنطقي الذي نستطيع من خلاله أن نسمو بفكرنا بشكل سليم.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.قرارات تغير حياتك، هال ايريال.


شارك المقالة: