المنطق الاستنتاجي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


المنطق الاستنتاجي في علم النفس:

تعتبر دراسة المنطق الاستنتاجي في علم النفس مهمة جدًا؛ لأنها تتعلق بجوهر السؤال عما إذا كان الناس يفكرون بشكل منطقي وعقلاني، فهل يتبع الناس القواعد الأساسية للمنطق عند عمل الاستدلالات؟ حيث يسلط بعض الباحثين الضوء على عيوب التفكير البشري وعدم عقلانيته ويؤكد آخرين على المرونة الهائلة والعقلانية للتفكير البشري.

يمكن تمييز المنطق الاستنتاجي في علم النفس في الاستدلالات المتنوعة وخاصة الاستدلال الاستقرائي والاستدلال الاستنتاجي، حيث يشير الاستدلال الاستقرائي إلى الانتقال من الخاص إلى العام، ويعني التفكير الاستنتاجي اتخاذ قاعدة عامة أو نظرية وعمل استنتاجات حول مثال محدد.

المنطق الاستنتاجي في علم النفس هو القدرة على استخلاص استنتاجات محددة من المعلومات العامة، أي أنها قدرة أساسية يبدأ الأفراد وخاصة الأطفال في اكتسابها في مرحلة التشغيل الملموسة وأن المراهقين والبالغين يطورونها بشكل أكبر في مرحلة التشغيل الرسمية.

المتطلبات الأساسية للمنطق الاستنتاجي في علم النفس هي مفاهيم عقلية مفصلة على مستويات مختلفة من التجريد، بالإضافة إلى قواعد معينة للاستدلال، حيث يظهر البحث النفسي أنه في معظم الثقافات، يسهل التعلم الرسمي وكذلك الإلمام بالمواد المقدمة من أجل النجاح في مهام التفكير الرسمية.

نظريات قياس المنطق الاستنتاجي في علم النفس:

تم تطوير العديد من الأساليب النظرية التي تحاول شرح كيفية تعامل الناس مع القياس لعملية المنطق الاستنتاجي في علم النفس، أي ما هي العمليات المعرفية التي تحدث عندما يحل الناس القياس المنطقي، والتي تتمثل في مناهج نفسية في نظريات نفسية، وتتمثل بالمناهج التالية:

1- منهج روبرت ستيرنبرغ:

يميز منهج روبرت ستيرنبرغ عدة مكونات في المنطق الاستنتاجي في علم النفس والتي تتمثل في ترميز المعلومات المقدمة، والتمثيل العقلي لمعنى الكلمات، والتحكم في العمليات العقلية للفرد.

2- منهج العقل في معالجة البيانات الضخمة والذكاء:

يشدد منهج العقل في معالجة البيانات الضخمة والذكاء في المنطق الاستنتاجي في علم النفس على القواعد أو الاستدلالات العقلية التي يستخدمها الناس لاستخلاص النتائج، وقد لا يكون الناس على دراية بهذه القواعد، وغالبًا ما تكون هذه القواعد ضمنية مثل القواعد التي نستخدمها لبناء الجمل.

3- منهج فيليب جونسون ليرد:

يشرح منهج فيليب جونسون ليرد المنطق الاستنتاجي في علم النفس على أنه بناء نماذج عقلية على غرار فهم اللغة من خلال بناء النماذج العقلية.

في النهاية من المناهج المتنوعة التي تقيس المنطق الاستنتاجي في علم النفس بطرق نظرية، يبني الناس نماذج عقلية عندما يقرؤون ويستخلصون النتائج، ومنها وجدت دراسات نفسية عصبية حديثة دعمًا أوليًا لنهج النماذج العقلية وأنها تكمل بعضها البعض.

المنطق الاستنتاجي في سياق التطور المعرفي:

في سياق التطور المعرفي، تبدأ قدرة المنطق الاستنتاجي بمرحلة التشغيل الملموسة التي وصفها جان بياجيه في سن 6 أو 7 سنوات تقريبًا، حيث يعتبر أحد المتطلبات الأساسية للمنطق الاستنتاجي هو قدرة الطفل على بناء مجموعات وتسلسلات هرمية لهذه المجموعات على مستويات مختلفة من التجريد، على سبيل المثال القدرة على معرفة وتمييز الكلاب عن القطط والطيور.

تسمح هذه القدرة للأطفال بتصنيف الأشياء بشكل صحيح باستخدام المعايير الضرورية والكافية، ومع ذلك فإن الأطفال في مرحلة ما قبل الجراحة لجان بياجيه من التطور المعرفي، يصنفون الأشياء إذا كانت تبدو متشابهة، على الرغم من أن الأطفال في هذه المرحلة يمكنهم تصنيف الأشياء.

في السنوات الأولى من الطفولة، يمكن أن تكون بعض أخطاء المنطق الاستنتاجي واضحة وملاحظة، حيث أن كثير من الأطفال، على سبيل المثال يفرطون في التعميم ويصنفون كل حيوان يرونه على أنه كلب، وقد يقوم الأشخاص الآخرين بتصحيح الطفل ومساعدته على التمييز وتحسين مخططه.

طرق تحسين المنطق الاستنتاجي في علم النفس:

تتمثل طرق تحسين المنطق الاستنتاجي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- التخيل:

إحدى الطرق لمساعدة الأطفال على تحسين المنطق الاستنتاجي هي التخيل، على سبيل المثال، باستخدام الرسوم البيانية التي هي تعتبر من الأشكال الهندسية مثل الدوائر أو المستطيلات التي تظهر أوجه التشابه من خلال الأشكال المتداخلة، فعند رسم مخطط عن الكلاب، يصبح من الواضح تمامًا أن مجموعة الكلاب أكبر وأكثر شمولاً من مجموعة القطط.

2- التفكير التشغيلي:

يتم تطوير قدرة المنطق الاستنتاجي خلال مرحلة التشغيل الواضحة بصورة أكبر من خلال مرحلة التفكير التشغيلي الرسمي، حيث تساعد الجودة المجردة للتفكير التشغيلي الرسمي المراهقين على التراجع عن المحتوى الملموس والحكم على صحة الاستنتاجات.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: