منهج رياض الأطفال لذوي صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


وتكون خبرات الروضة، هي الأساس للخبرات التي تقدم له في مرحلة التعليم الأساسي، هذه هي خصائص منهج الروضة ولهذا ينبغي استغلالها لصالح الطفل، فلا يهدر وقته وفكره بتعلم أشياء كثيرة لا ترتبط باهتمامه ولا تسهم في تنمية فكره.

المنهج في رياض الأطفال لذوي صعوبات التعلم

أن كل ما تتضمنه الروضة من أحداث وخبرات ومهارات وطرق ووسائل، تأخذ مسار في مجملها تحقيق غايات تكامل المظاهر في نمو الطفل المختلفة، ويتميز المنهج في الروضة بعدد من الخصائص، التكامل حيث أظهر المنهج تفوقه في رياض الأطفال من خلال إلغاء الفواصل بين المواد المتنوعة، وإعادة التعليم إلى ما كان عليه قبل أن تتعقد العلوم.

وانتقد بعض العلماء طريقة التعلم التي كانت شائعة والتي اعتمدت على الشرح والحفظ والتسميع، وقدموا طريقة تعتمد على أسلوب تكامل الوحدة التعليمية، واقترحوا خطوات يسير فيه التعلم لكي يكتسب المتعلم المفاهيم والتعميمات التي تساعده على تطبيق ما تعلمه على مواقف جديدة، ومن هذه الخطوات وهي فهم المعلم لكل حقيقة يتعلمها فهماً كاملاً.

ومقارنة الحقائق ومراعاة ترابطها، وتصنيف الحقائق تصنيف منظم في شكل مفاهيم معينة، وتطبيق التعلم الذي حصل عليه التلميذ، وهكذا ظهرت فكرة بناء المناهج على شكل وحدات تدور حول موضوعات معينة أو مراكز اهتمام، والشمولية حيث تعمل الخبرات والأنشطة علي تنمية مفاهيم الطفل ومهاراته الأدائية واتجاهاته الاجتماعية والخلقية.

وتتلاءم هذه الأهداف مع تصنيف (بلوم)، حيث تم تعيين ثلاثة مجالات للنمو الشامل وهي المجال المعرفي ويشمل المعارف والمهارات اللغوية وأسلوب التفكير العلمي والابتكاري، والمجال الوجداني ويشمل القيم والاتجاهات والعادات والميول والاهتمامات والانفعالات، ومفهوم الذات والعلاقات الاجتماعية المجال النفس حركي الأدائي ويكون مرتبط بالمهارات الحركية كالجري وتحقيق التوزان الحركي.

والتفكير وحل المشكلات والتعاون مع الآخرين، والمرونة وهي تكون متعلقة بحرية اختيار المعلمة لمحتوى المناهج في رياض الأطفال، والمراعاة فيها خصائص نمو الطفل وحاجاته المختلفة، بحيث تقدم لهم المستوى المناسب لقدراتهم واستعداداتهم لتحقيق مطالب النمو وتراعي الفروق الفردية بين الأطفال، والاستمرارية حيث تكون بمثابة مكمل للخبرات التي يمر بها الطفل بالروضة خبراته في المنزل.

فلسفة منهج النشاط في الروضة لذوي صعوبات التعلم

لا بد وأن يدرك المعلم فلسفة التي تبنى عليها المناهج، وتمتد فلسفة منهج الروضة إلى(جون لوك) لأنه اهتم بتنمية الحواس التي تزيد العقل بالأفكار، واهتم بتنمية الخلق والجسم إلى جانب العقل، وقد قام (جان جاك روسو) بالمساهمة بأفكاره التربوية حول أهمية إطلاق قدرات الطفل الطبيعية لينمو بصورة طبيعية، وأما (جون هربارت) قدم فكرة بناء المنهج حول وحدات المعرفة أو الخبرة.

وكانت الفكرة الأفضل والأكبر التي تدعيم عليها مبادئ التربية في الطفولة المبكرة، هي تقوم على النشاط الذاتي التلقائي للطفل والاهتمام بدور الطفل في عملية التعلم، وكانت تهتم باللعب والأناشيد، وجاءت نظرية (منتسوري) لكي تحترم للنزعة الاستقلالية للطفل، واهتمت بتطوير الحواس دون أي تدخلات من المعلمة، وكان (جون ديوي) يؤمن بأهمية الخبرة المباشرة في تعليم الصغار، ونادي بعدم فصل المدرسة عن المجتمع والبيئة.

وكانت نظريته عن التعلم بالعمل وبناء المنهج حول اهتمامات ورغبات الأطفال، وفي بداية الستينيات ظهرت حركة الاهتمام بالنمو المعرفي واللغوي للطفل كأساس لكل تعلم بسبب دراسات (جان بياجيه)  الذي اهتم بالنمو العقلي المعرفي، ومن الممكن تلخيص الفلسفة التي تقوم عليها مناهج الروضة على النحو التالي، أنها الاهتمام بالنمو الذي يتميز بالشمول والتكامل للطفل جسمياً وعقلياً وانفعاليا واجتماعياً.

ومع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال عن طريق الأنشطة المختلفة، والتي تنمي المفاهيم والمعارف والمهارات والميول والجوانب النفس حركية والعاطفية، والتأكد دور الطفل في عملية التعلم وفعاليته عن طريق النشاط الذاتي، واللعب توثيق العلاقة بين الطفل والبيئية الطبيعية من حوله من خلال التعامل المباشر للأمور.

وتوفير الكثير من الطرق التعليمية الحسية التي تعمل على تطوير المهارات التعلم الذاتي والابتكار والاكتشاف، وأيضاً إطلاق طاقة الجسم وتطوير المهارات الحركية المتنوعة والاهتمام بصحته وتغذيته، وتوفير الفرص للنمو الاجتماعي والنمو الطبيعي وتطوير المهارات الاجتماعية، مثل التعاون وتوفير الفرص لكل طفل لتحقيق ذاته وتطوير قدراته واستعداداته مع مراعاة الفروق الفردية.

وبالإضافة إلى الاهتمام بالنمو المعرفي واللغوي للطفل إلى جانب التنمية الشاملة وتنمية مهاراته، وتحقيق التعاون الكبير بين البيت والروضة لتطوير الطفل بصورة فعالة، وأخيراً متابعة نمو كل طفل على حدة واستعمال الأساليب والتقنيات الجديدة في تقويم الأطفال.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- هدى سلام. صعوبات التعلم الشائعة برياض الأطفال. دار امجد للنشر والتوزيع. الأردن.


شارك المقالة: