الناجحون يتقبلون القرارات الخاطئة

اقرأ في هذا المقال


علينا أن ندرك أنَّنا بشر نصيب ونخطئ، وأنَّ القرارت التي نقوم باتخاذها معتقدين أنَّها الأكثر صواباً، وأنَّ غيرنا على خطأ، سيأتي يوماً نجد أنَّنا كنّا مخطئين، وأنَّ غيرنا كان على صواب.

المستقبل كفيل بإثبات صحّة قراراتنا:

إنَّ نسبة سبعين بالمئة على الأقل من قراراتنا، سوف يتّضح لنا في المستقبل القريب أو على المدى البعيد أنَّها كانت خاطئة، وهذه النسبة ما هي إلا معدّل متوسط، فبعض الأشخاص سيكونون مخطئين بنسبة أعلى من ذلك.

بوسعنا أن نفترض أنَّ سبعة قرارات من أصل عشرة، قمنا باتخاذها بشأن حياتنا، وسوف يتّضح لنا أنَّها خاطئة على المدى البعيد، وهذا أمر مؤكد.

كيف يتعامل الناجحون مع الأخطاء؟

لكن هل تساءلنا، إذا ما كانت نسبة السبعين بالمئة من قراراتنا خاطئة، فكيف للناجحين أن يصلوا إلى نجاحاتهم رغم كلّ تلك الاخطاء؟ والإجابة هي أنَّ الأشخاص المتفوّقين، دائماً ما يكونون مستّعدين للتقليل من أخطائهم وخساراتهم، فهم على استعداد للاعتراف بسرعة بأنَّهم قد ارتكبوا أحد الأخطاء، وبعدها يقومون بتعديل الموقف، بدلاً من الإصرار عليه، حتّى لا يسوء الموقف أكثر فأكثر.

لسوء الحظ، إنَّ معظم الناس ممَّن يقعون في فخّ التصلّب للقرارات السابقة، ما إن يتّخذوها حتى يتردّدوا كثيراً حيال التخلّي عنها، حتى ولو كانت كل البراهين تقف ضد تلك القرارات.

علينا أن لا ندع ذلك يحدث لنا، وبدلاً من ذلك، يجب أن نتخذ قراراً بأنْ نكون أول من يعترف بأنَّ قراراً ما قد اتخذناه، أو نتيجة قد توصّلنا إليها ثبت أنَّها غير صحيحة، أو أثبتت المعلومات فشلها، فعلينا أن نكون مستعدين لنبذ القرارات القديمة، وتبنّي قرارات جديدة، أو طريقة جديدة للقيام بالأمور.

الكثير من الأشخاص دفعوا الثمن غالياً، نتيجة تصلّب أفكارهم وعدم قدرتهم على التجديد، وبسبب نظرتهم المحدودة إلى الحاضر والمستقبل المتجدّد، فكانت نتيجتها الأكيدة الفشل والتعاسة، وبالتالي ندب الحظ.

على غرار ذلك الناجحون الذين استخدموا الماضي وسيلة للوصول إلى المستقبل، فاعتبروه تجربة اكتسبوا من خلالها المهارات المتنوّعة التي قادتهم إلى النجاح، فمن غير الممكن لنا أن نبحث عن النجاح في غياهب الماضي، فالمستقبل الواعد والقدرة على التمييز بين الصحيح والخاطئ، هو ما يجعلنا بالتالي نفوز ونصل إلى القمّة.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: