النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتناول علماء النفس كيف يتم تمييز معتقداتنا ونوايانا ومحتويات أخرى من مواقفنا، أي ما الذي يجعل هذه المحتويات على ما هي عليه، ومنها تتمثل النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس بأنها خارجية المحتوى وهي تعبر عن الموقف الذي مفاده أن محتوياتنا تعتمد بطريقة تأسيسية على العناصر الموجودة في العالم الخارجي، بحيث يمكن تمييزها من خلال تفاعلنا السببي مع العالم الطبيعي والاجتماعي.

النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس

في القرن العشرين عرضت العالمة هيلاري بوتنام والعالم تايلر بيرج وآخرين تجارب فكرية على الأرض تتمثل في دراسة التوأم للدفاع عن النزعة الخارجية، وهي الموقف الذي مفاده أن محتوياتنا تعتمد فقط على خصائص أجسامنا مثل العقل، ومنها يعتقد الداخليين من علماء النفس عادةً أن محتوياتنا ضيقة، بقدر ما تكون سائدة محليًا على خصائص أجسادنا أو عقولنا.

على الرغم من أن النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس هي الموقف الأكثر شيوعًا، إلا أن الداخليين من علماء النفس أيضاً طوروا نسخًا من المحتوى الضيق التي قد لا تكون عرضة للاعتراضات الخارجية النموذجية، ومنها وِجد أن النزعة الخارجية  تتسبب في مشاكل الوصول المتميز إلى محتوياتنا بالإضافة إلى مشاكل حول السببية العقلية والتفسير النفسي، لكن الخارجيين عرضوا ردودًا على هذه الاعتراضات.

هيلاري بوتنام والنزعة الخارجية حول العقل في علم النفس

في النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس يناقش هيلاري بوتنام ما يمكن تسميته بالخارجية الطبيعية الطيبة للعقول البشرية، حيث أن الطبيعة الخارجية للنوع الطبيعي هي الموقف الذي مفاده أن مصطلحاتنا الطبيعية تعني ما تفعله لأننا نتفاعل سببيًا مع الأنواع الطبيعية التي تدور حولها هذه المصطلحات، ومنها يعتبر التفاعل مع الأنواع الطبيعية شرطًا ضروريًا ولكنه غير كافٍ للمفهوم العقل.

يؤكد هيلاري بوتنام أن نظرية العقل التقليدية للمعنى تترك موضوعًا يفسر المعنى أو النية أو المعنى لمصطلحاتنا من خلال وضع افتراضين يتمثلان في أنه يتكون معنى مصطلحاتنا من وجودنا في حالة نفسية معينة، وأن يحدد معنى هذه المصطلحات امتدادها، ومنها يقر بوتنام بأن الافتراضات الأولى والثانية قد تبدو جذابة، لكن اقتران هذه الافتراضات هو غير راضٍ بشكل مشترك عن طريق أي فكرة، ويقترح بوتنام التخلي عن الأول مع الاحتفاظ بشكل معدل من الثاني.

وفقًا لبوتنام فإن المصطلحات الطبيعية في النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس مثل الماء لها مكون مؤشر غير ملحوظ، حيث يقول إن الماء يتلقى معناه من خلال إشارته الأصلية إلى الماء مثل الماء دائمًا هنا، يعترف بوتنام بهذه العلاقة السائلة نفسها وهي علاقة نظرية للعقل، وقد تتطلب قدرًا غير محدد من التحقيق لتحديدها، بالنظر إلى ذلك يستخدم أبناء الأرض ونظرائهم مصطلحاتهم الطبيعية في النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس للإشارة إلى الأنواع الطبيعية لعوالمهم الخاصة.

إذن فإن النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس هي الموقف الذي مفاده أن معاني المصطلحات الطبيعية لا تحددها الحالات النفسية، ولكنها تحددها التفاعلات السببية مع النوع الطبيعي نفسه أي الأنواع ذات الخصائص البنيوية المعينة، حيث يقول بوتنام أن الفرد يستطيع العمل بما هو يريد، فهو الوحيد لديه القدرة بتوجيه سلوكياته، ومع ذلك بعد فترة وجيزة من نشر بوتنام معنى النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس، لاحظ أن ما ينطبق على المعنى اللغوي يمتد إلى محتويات مواقفنا الافتراضية.

تايلر بيرج والنزعة الخارجية حول العقل في علم النفس

في الفردانية والعقلية مراجعة تجريبية في الفكر وهيئات أخرى وفي أماكن أخرى يجادل العالم تايلر بيرج بالنزعة الخارجية حول العقل في علم النفس، حيث يقوم عن النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس أنها تعبر عن الموقف الذي مفاده أن محتويات موقفنا على سبيل المثال المعتقدات والنوايا والقيم وما إلى ذلك تعتمد بشكل أساسي على معايير بيئاتنا الاجتماعية.

يلاحظ بيرج أنه على الرغم من أن النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس تعبر عن حالات جسدية وسلوكية هو نفسه ما يتعلق بالتفكير العقلاني، إلا أنه يفتقر إلى بعض أو ربما كل المواقف المنسوبة عادةً إلى أسباب المحتوى التي تحتوي على كلمة معينه، نظرًا لأن بعض هذه الكلمات تعبر عن جزء من مجتمعنا اللغوي وليس له، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للمريض أن يلتقط فكرة معينة مثلاً عند إصابته بالتهاب المفاصل.

لا يقصر تايلر بيرج نشاطه الخارجي على الأنواع الطبيعية في النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس أو حتى على الأنواع الاجتماعية الواضحة، بغض النظر عن حقيقة أن البعض قد يعانون من عدم اكتمال فهم المصطلحات، فإننا عادة نأخذ الخطاب بشكل حرفي، وفي مثل هذه المواقف لا يزال لدينا تحملنا المسؤولية عن الأعراف المجتمعية التي تحكم رموز اللغة، وفي ضوء ذلك نحافظ على معتقدات مجتمعاتنا المحلية وتعتبر حِجَة خارجية للعقول المنطقية.

مشاكل النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس

تتمثل مشاكل النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس من خلال ما يلي:

مشكلة الوصول المميز

من المعروف أن العالم رينيه ديكارت أصر على أنه لا يمكن أن يكون متأكدًا من أنه يمتلك جسدًا فقط إذا كان يعني فقط الحديث عن إحساس الفرد، أو ظاهره الواعي  ليقوم الفرد باستخدام الذهن، من وجهة النظر هذه فإن الوصول المميز المتمثل في المعرفة المسبقة إلى المحتوى الخاص بنا قد يبدو صحيحًا.

ومع ذلك قد لا تكون النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس قادرة على احترام هذه الحقيقة البديهية، حيث يتخيل بعض علماء النفس أن النظرية الخارجية لن تسمح بتمييز ما إذا كانت المحتويات تشير إلى الماء أو غيرها من اللغويات، ويرون في التحدي بإن المشكلة تكمن في أن الشخص سيكون لديه أفكار مختلفة تحت المفاتيح، لكن الشخص لن يكون قادرًا على مقارنة المواقف وملاحظة متى وأين حدثت الاختلافات.

رداً على ذلك يدعي تايلر بيرج وغيره في الظروف التمكينية للحصول على الماء مثلاً ولا يلزم معرفة المحتويات المرجعية، طالما تم استيفاء الشروط التمكينية، حيث يمكن معرفة محتويات الدرجة الأولى، حيث تؤدي هذه المعرفة من الدرجة الأولى إلى ظهور محتوياتنا العاكسة من الدرجة الثانية عنها، في الواقع فإن أفكارنا من الدرجة الأولى أي حول الأشياء تحدد تمامًا الأفكار من الدرجة الثانية المتعلقة بالتفكير العقلاني الخاص بجميع الأفكار.

على الرغم من أننا لا نستطيع التمييز بين محتويات الأفكار في النزعة الخارجية حول العقل في علم النفس، فإن القيام بذلك غير ضروري، على الرغم من أن التفاصيل تعتبر كبيرة ومعقدة، يتم تحديد محتوياتنا دائمًا حسب البيئة التي نتواجد فيها، مما يلغي إمكانية الخطأ فيها، على النقيض من ذلك يعترف تايلر بيرج وآخرين بأن المحتويات يتم تقسيمها إلى أفراد تدريجيًا من خلال كيف يلتزم الفرد بالأشياء.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: