النظرية العقلانية الانفعالية

اقرأ في هذا المقال


إنّ النظرية العقلانية الانفعالية مستمدة من الباحث ألبرت أليس الذي بدأ بممارسة العلاج النفسي عام 1943، سمّيت طريقته في الإرشاد العلاج العقلي الانفعالي، فقد بدأ أليس حياته العملية كمُتخصص في مجال العلاج الأُسري، ثم حول اهتمامه إلى التحليل النفسي لكنه ترك التحليل النفسي؛ لاعتقاده أنّه بطيء في تحقيق الأهداف وغير فعّال، ثم استخدم أسلوب أو طريقة السلوك الشَّرطي لمدة، لكنه في النهاية اقتنع بأن صلب المشكلة أو أصلها ليس بسبب السُّلوك نفسه ولكن بسبب أفكار الشخص عن الحادثة والسلوكيات المختلفة، طور طريقته التي عرفت بالعلاج العقلي الانفعالي التي تفترض أنّ الاضطرابات والمشكلات النفسية تنشأ عن أنماط خاطئة أو غير منطقية في التفكير.

النظرية العقلانية الانفعالية:

هي أسلوب أو نظرية من نظريات الإرشاد النفسي، تستخدم فنيّات معرفية وانفعالية لمساعدة العملاء “المسترشدين” في التغلب على ما لديهم من أفكار ومعتقدات خاطئة وغير عقلانية، التي يُصاحبها اضّطراب في السلوك والشخصية للفرد واستبدالها بأفكار ومعتقدات أكثر عقلانية، تساعده على التوافق مع المجتمع.
العقلانية: هو الأسلوب المُنسّق والمنطقي والمرن في التعامل مع الواقع.
اللاعقلانية: هو الأسلوب غير المنسّق وغير المنطقي والجامد في التعامل مع الواقع.
ملخص هذه النظرية أنّه إذا تعلم الفرد كيف يفكر بطريقة مختلفة عن الأشياء أو الجوانب التي تسبب الإزعاج أو الضيق، يمكن أن يتصرف بطريقة أكثر عقلانية.
عمل أليس على إدخال المنطق والعقل في الإرشاد النفسي، فقد سمى نظريته (العلاج النفسي العقلاني) كان ذلك في عام 1955، في عام 1961 زيد له مصطلح (الانفعالي)، في عام 1993 زيد له مصطلح ( السُّلوكي ) ليصبح مسمّاه ( العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي ( REBT )).
إنّ هذا الإرشاد العقلاني الانفعالي لا يقدّم علاجاً للعميل أو المسترشد، بل يقدم له جُرعة من المواعظ التي تعيده إلى الطريق المستقيم بعد ضلاله، فهو يمثِّل نوعاً من أنواع غسيل المخ، إضافةً إلى ذلك أنَّ هذه النظرية لا يصلح استخدامها في علاج المشكلات والاضطرابات العميقة، لا تصلح مع ضعاف العقول أيضاً.

النظرة للإنسان:

الأفكار غير العقلانية:

  • من الضروري أن يكون الشخص محبوباً من جميع المحيطين به.
  • يجب أن يكون الفرد على درجة كبيرة من الكفاءة والإنجاز ليصبح شخص ذو أهمية.
  • من المصيبة أن تسير الأُمور على غير ما يريده المرء لها.
  • تنتج التعاسة من ظروف خارجية لا يتحكم بها الفرد.
  • الأشياء الخطيرة والمخيفة تستحق الانشغال الكبير بها، لا بد من التوقع الدائم لها.
  • تفادي بعض المسؤوليات الشخصية والصعوبات أسهل من مواجهتها.
  • من الضروري أن يكون هناك من هو أقوى مني أستند عليه.
  • تأثير الماضي لا يمكن استبعاده.
  • هناك حل كامل ونموذجي لكل مشكلة ويجب إيجاده.
  • بعض الناس يتصرفون بشكل سيء شرير لذا فهم يستحقون العقاب.
  • على الفرد أن يحزن لما يصيب الآخرين من أحداث.

الأفكار التي لخصّها أليس:

  • يجب أن يكون أدائي ممتاز على الدوام وأن أكون محبوب من الجميع.
  • يجب أن يعاملني الآخرون برفق وعدل، إن لم يفعلوا ذلك فلن أتحمل سلوكهم وسيكونوا أشخاصاً سيئين.
  • يجب أن يتعامل العالم معي بشكل طيب، أن يمنحني كل شيء أريده فوراً وإلا فإنّه يصبح عالماً كريهاً غير جيد.

أهداف النظرية العقلانية الانفعالية:

يرى البعض هذه الطريقة أنّ الناس بشكل عام يملكون القدرة على أن يكونوا غير عقلانيين، فهم أيضا يملكون القدرة على أن يكونوا أكثر عقلانية.

  • مساعدة الناس لتعلم كيف يكونوا عقلانيين، تجنب سلوكيات دحض النفس، اكتساب فلسفة تتميز بالمرونة والواقعية في الحياة العملية.
  • الهدف الأساسي من العلاج العقلي الانفعالي هو الحد من نظرة المسترشد الدونية لنفسه، اكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة.
  • زيادة الاهتمام بالنفس.
  • زيادة الاهتمام بالمجتمع.
  • الاعتماد على النفس وتوجيهها.
  • التسامح.
  • المرونة.
  • تقبُّل مستوى مقبول من النظام.
  • الالتزام.
  • التفكير المنطقي العلمي.
  • تقبُّل النفس وتحمُّل المخاطر.

مسلّمات نظرية العلاج العقلاني الإنفعالي:

  • إنّ الإنسان يولد ولديه القدرة على التفكير العقلاني المستقيم وغير العقلاني، بمعنى أنّ الإنسان كائن عقلاني وغير عقلاني في آن واحد.
  • ترى النظرية العقلانية الانفعالية أنَّ أساليب تفكيرنا ومعتقداتنا اللاعقلانية، تكون بسبب اضطراباتنا النفسية.
  • إنّ الأفراد مُهيئون بيولوجياً على أنْ يُفكروا بطريقة ملتوية في مناسباتٍ عديدة، أنْ يَهزموا أنفسهم وأنْ يبالغوا في كلّ شي، أنْ يشعروا بالإثارة الشّديدة ويتصرّفوا بغرابة لأتفه الأسباب.
  • من المفترض وجود تفاعل بين تفكير الإنسان وانفعاله وسلوكه.

شارك المقالة: