إنَّ زيادة ضغوط الحياة بشكل يومي وضعوطات العمل تصل بنا إلى حالة من التوتر المستمر، ينعكس هذا الأمر بشكل مباشر على الحالة الجسدية، كذلك يسبب آلام عضوية في مختلف أجزاء الجسم وخاصّة آلام الظهر.
يوجد اختلاف في أنواع آلام الظهر حسب اختلاف الأسباب، حيث تتراوح من الالتهابات بشكل خفيف بسبب الإجهاد إلى انتفاخ ثمّ انزلاق الغضاريف، بعد ذلك التهابات بكتيرية إلى الآلام الناتجة عن اضطرابات نفسية. يرى مستشار جراحة العظام والمفاصل زياد الهنداوي أنَّ أكثر هذه الأسباب هو المرتبط بالحالة النفسية للفرد مشيراً إلى العلاج بالطريقة النفسية.
كيف تؤثر الحالة النفسية على آلام الظهر؟
عندما تصبح الحالة النفسية أكثر سوء، فقد تؤدّي لحدوث العديد من المشاكل العضوية وخاصة آلام الظهر، فالحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً في حدوث الألم؛ ذلك بسبب وجود موصلات عصبية ما بين المخ والعمود الفقري، تتحكم بها مادتا السيروتونين والنورادرينالين، حيث تتغير نسب الإحساس بالألم حسب نسبة هذه المواد، مع وجود التوتر والاكتئاب تقل هذه المواد فيبدأ الشخص بالشعور بالآلام في الجسم وتحديداً الظهر.
هذا يفسِّر الأوجاع التي يشعر بها الأشخاص في عضلات الرَقبة والظهر عندما نكون في حالة من التوتر الشديد، فالتوتر يؤدّي إلى انقباض وتشنّج في العضلات، من الممكن أن تستمر هذه الأوجاع وتتزايد عند ازدياد التوتر العصبي، حيث يبدأ المريض يتألم عند وجود تأثير عاطفي ما، دون أي تحريض من الخارج، يؤدي ذلك إلى الحساسية العصبية الزائدة عن الحد، هذا يغطي على الإحساسات الواردة الأخرى وقد يزيد من تأثيرها.
رأت حركة (الظهر الصحي) الألمانية، أنّ الإجهاد النفسي يعمل على الإصابة بشدّ عضلي، الذي يمكن أن يظهر على شكل آلام في الظهر، كما أنَّ لآلام الظهر تأثير سلبيّ على الحالة النفسية للمريض، يعاني أكثر من نصف مرضى الاكتئاب من آلام جسدية منها آلام الظهر.
أهمية العلاج النفسي:
بما أنَّ الاضطرابات النفسية قد تؤدي لآلام في الظهر، فهناك إمكانية في التخلّص من هذه الآلام إذا تمّ علاج الحالة النفسية، لذلك يوجد أهمية لاستشارة طبيب نفسي بعد التحقق أولاً من أنّ آلام الظهر لا ترجع إلى أسباب عضوية، فالعلاج السلوكي يعمل على مساعدة المريض بالتدريب ليواجه التوتر العصبي بشكل أفضل، من ثمّ الحدّ من متاعب الظهر والحيلولة دون أن تصبح آلاماً مزمنة، كما أنّ للعلاج النفسي دور كبير في التخفيف من حدّة آلام الظهر المزمنة.
