تاريخ جامعة تورنتو

اقرأ في هذا المقال


التاريخ المبكر لجامعة تورنتو:

لطالما كان تأسيس كلية استعمارية رغبة جون جريفز سيمكو، وهو أول نائب حاكم في كندا العليا ومؤسس يورك، العاصمة الاستعمارية. وكقائد عسكري تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد وقاتل في الحرب الثورية الأمريكية، حيث اعتقد سيمكو أن هناك حاجة إلى كلية، لمواجهة انتشار الجمهورية من الولايات المتحدة. وأوصت اللجنة التنفيذية في كندا العليا عام 1798 بإنشاء كلية في يورك.

وفي 15 مارس 1827، أصدر الملك جورج الرابع ميثاقًا ملكيًا رسميًا، يعلن منذ ذلك الوقت كلية واحدة، بأسلوب وامتيازات جامعة، لتعليم الشباب مبادئ الدين المسيحي، ولتعليمهم في مختلف فروع العلوم والأدب، للاستمرار إلى الأبد، ليتم تسميتها بكلية كينغز. حيث أن تورونتو هو الذي تولى منصبه كأول رئيس للكلية. وتم بناء مبنى مدرسة الإحياء اليوناني الأصلي المكون من ثلاثة طوابق في الموقع الحالي لـ (Queen’s Park).

تحت إشراف ستراشان، كانت (King’s College) مؤسسة دينية، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكنيسة إنجلترا والنخبة الاستعمارية البريطانية، والمعروفة باسم ميثاق العائلة. حيث عارض السياسيون الإصلاحيون سيطرة رجال الدين على المؤسسات الاستعمارية وحاربوا من أجل علمنة الكلية. وفي عام 1849، بعد نقاش مطول وساخن، صوتت الحكومة المسؤولة المنتخبة حديثًا في مقاطعة كندا، على إعادة تسمية (King’s College) باسم جامعة تورنتو، وقطعت علاقات المدرسة بالكنيسة. وبعد توقيع هذا القرار، استقال ستراشان الغاضب قبل عام من افتتاح كلية ترينيتي كمدرسة أنجليكانية خاصة.

وتم إنشاء الكلية الجامعية كفرع تعليمي غير طائفي لجامعة تورنتو. وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، أدى التهديد بفرض حصار الاتحاد على أمريكا الشمالية البريطانية إلى إنشاء فيلق البندقية الجامعي، والذي شهد معركة في مقاومة الغارات الفينية على حدود نياجرا في عام 1866. حيث كان الفيلق جزءًا من جيش الاحتياط بقيادة البروفيسور هنري كروفت.

جامعة تورنتو في عام 1878:

تأسست كلية العلوم العملية في عام 1878، وكانت مقدمة لكلية العلوم التطبيقية والهندسة، والتي أطلق عليها اسم (Skule) منذ أيامها الأولى. بينما افتتحت كلية الطب في عام 1843، وتم إجراء التدريس الطبي من قبل المدارس الخاصة من عام 1853 حتى عام 1887، عندما استوعبت الكلية مدرسة تورنتو للطب. وفي غضون ذلك، واصلت الجامعة إجراء الامتحانات ومنح الشهادات الطبية. كما افتتحت الجامعة كلية الحقوق عام 1887، وتلتها كلية طب الأسنان عام 1888، عندما أصبحت الكلية الملكية لجراحي الأسنان تابعة لها. وتم قبول النساء لأول مرة في الجامعة عام 1884.

دمر حريق مدمر عام 1890، الجزء الداخلي للكلية الجامعية، كما دمر 33,000 مجلد من المكتبة، ولكن الجامعة أعادت ترميم المبنى وتجديد مكتبته في غضون عامين. وعلى مدى العقدين التاليين، تم تشكيل نظام جامعي عندما رتبت الجامعة اتحادًا مع العديد من الكليات الكنسية، بما في ذلك (Strachan’s Trinity College) في عام 1904.

كما قامت الجامعة بتشغيل المعهد الملكي للموسيقى من 1896 إلى 1991، ومتحف أونتاريو الملكي من 1912 إلى 1968، وكلاهما لا يزال يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الجامعة كمؤسسات مستقلة. وتأسست مطبعة جامعة تورنتو في عام 1901، كأول دار نشر أكاديمية في كندا. كما كانت كلية الغابات، التي تأسست عام 1907، مع برنارد فيرنو عميدًا لها، أول كلية جامعية في كندا مكرسة لعلوم الغابات. وفي عام 1910، افتتحت كلية التربية مدرستها المختبرية، وهي مدارس جامعة تورنتو.

أثر الحروب العالمية على جامعة تورنتو:

أدت الحربان العالميتان الأولى والثانية، إلى تقليص بعض الأنشطة الجامعية، حيث تم تجنيد الطلاب الجامعيين والخريجين بشغف. وتم تعليق المسابقات الرياضية بين الكليات ومناظرات هارت هاوس، على الرغم من استمرار إقامة المعارض والألعاب البينية. كما اُفتتح مرصد ديفيد دنلاب في ريتشموند هيل في عام 1935، وتلاه معهد جامعة تورنتو لدراسات الفضاء في عام 1949.

كما افتتحت الجامعة حرمين جامعيين تابعين للجامعة في سكاربورو في عام 1964، وفي ميسيسوجا في عام 1967. وأصبحت المدارس التابعة السابقة للجامعة في كلية أونتاريو الزراعية وجليندون هول، مستقلة تمامًا عن جامعة تورنتو وأصبحت جزءًا من جامعة جيلف في عام 1964، وجامعة يورك في عام 1965، على التوالي. وبدءًا من الثمانينيات، أدت التخفيضات في التمويل الحكومي إلى جهود أكثر صرامة لجمع الأموال.

جامعة تورنتو منذ عام 2000:

في عام 2000، أعيد كين ييب تشون إلى منصبه كأستاذ في الجامعة، بعد أن أقام دعوى قضائية فاشلة ضد الجامعة بدعوى التمييز العنصري. وفي عام 2017، تم رفع دعوى حقوقية ضد الجامعة، من قبل أحد طلابها بزعم تأخير التحقيق في الاعتداء الجنسي والتجاهل لمخاوفهم. وفي 2018، برأت الجامعة أحد أساتذتها من مزاعم التمييز ومعاداة السامية في تحقيق داخلي، بعد تقديم شكوى من قبل أحد طلابها.

وكانت جامعة تورنتو أول جامعة كندية تحصل على منحة مالية أكبر من 1 مليار دولار في عام 2007. وفي 24 سبتمبر 2020، أعلنت الجامعة عن هبة بقيمة 250 مليون دولار لكلية الطب، من رجل الأعمال وفاعل الخير جيمس سي تيميرتي، وهو أكبر تبرع خيري منفرد في التاريخ الكندي. حيث حطم هذا الرقم القياسي السابق للمدرسة في عام 2019، عندما تبرع جيري شوارتز وهيذر رايسمان معًا بمبلغ 100 مليون دولار، لإنشاء مركز ابتكار وذكاء اصطناعي على مساحة 750 ألف قدم مربع.


شارك المقالة: