علاقة الخيال بالإبداع عند طفل الروضة

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الخيال نمطاً من أنماط التفكير الترابطي، بمعنى أنَّه يتّصف بوجود الروابط بين الأفكار، ويوجد صلة وثيقة ما بين خيال طفل الروضة وإبداعه، ويعتمد إبداع الطفل على خياله بصورة رئيسية، حيث يُساهم خيال الطفل بشكل كبير في إبداعه، فنشاط الطفل الذهني يعمل على تنشيط عملية التصوُّر، وهو من النشاطات بالغة الأهمية في إغناء الإبداع، حيث تتفاعل القدرات الذهنية والانفعالية، وتعمل على زيادة تركيز انتباه الطفل، والتمكُّن من الإبداع.

ما علاقة الخيال بالإبداع عند طفل الروضة؟

يتميّز طفل الروضة بخياله الواسع، ومع ذلك يتطلب خياله التدريب؛ من أجل نموه وتطوّره، وينبغي على الأهل والمعلم تطوير مهارة طفل الروضة في التخيُّل، من خلال تشجيعه على ممارسة الألعاب المختلفة، تقمُّص الأدوار، ورواية القصص الخيالية، كما يُعدّ الرّسم من الأساليب اتي تُساهم بتحفيز خيال طفل الروضة الإبداعي.

ويتوجب على الأهل والمعلم رواية القصص المتنوعة، من أجل التأكيد على الاتجاهات الإبداعية عند الطفل، كما ينبغي أن يقدّموا له بعض الأنماط للسلوكات المبدعة من خلال القصة والحكايات، ويُساهم التخيُّل بمساعدة الطفل على إيجاد حلول للعقبات التي تُواجهه، وفي هذه الحالة يرتبط التخيّل بصورة وثيقة بعمليات التفكير الإبداعية، حيث يتطور في نطاق النشاطات المتنوعة، والمتوفرة في بيئة طفل الروضة.

يتعلّق خيال الطفل بإحساسه وإدراكه واسترجاعه للمعلومات، فعند قيام الطفل بالتخيُّل، فإنَّه يعمل على ترتيب أفكاره، لتشكيل فكرة أخرى جديدة، ويُعتبر الخيال من العوامل المهمة في عمليات التفكير، كما أنَّه يتطور بصورة تدريجية، وهو من النشاطات السيكولوجية والتي تتأثر بمستوى النمو للطفل ضمن نطاق البيئة التي يعيش فيها، فهو يعكس الواقع بطريقة إبداعية.

وتبرز المظاهر الأوليّة لمقدرة الطفل على التخيُّل في مرحلة الروضة، حيث يقوم الطفل بالانتقال بمُخيّلته بصورة تدريجية، من النشاطات السهلة إلى المعقّدة؛ وذلك بسبب عملية التفاعل اللفظي مع الأفراد المحيطين به، وكلّما كانت قدرات الطفل على التخيُّل أعمق، فإنَّ ذلك يدلُّ على امتلاك الطفل للقدرات الإبداعية الكبيرة.

تنمو مهارة الطفل على التخيُّل بصورة تدريجية، وفي مرحلة الروضة يتصف الخيال لدى الطفل بالمحدودية ضمن نطاق بيئته المحيطة، فقد يقوم الطفل بالكذب في بعض الأوقات، بحيث يتحدّث عن بعض المواقف الخيالية غير الموجودة، ويُعتبر هذا الأمر طبيعياً؛ وذلك لأنَّه يقوم بالتعبير عن انفعالاته أفكاره، ومحاولة القيام بإشباع رغباته واحتياجاته الداخلية، عن طريق قيامه بتخيُّل عالم مختلف عن الواقع.

المصدر: الألعاب التربوية وإنعكاساتها على تعلم الأطفال، د. رافدة الحريري- 2012طفل الروضة، د. طارق عبد الرؤوف، د. ربيع محمد- 2019دليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016العمل مع الأطفال الصغار، د. جودي هير- 2006


شارك المقالة: