تشخيص وعلاج اضطراب الشخصية المازوخية

اقرأ في هذا المقال


يلقي صاحب هذه الشخصية الألم لنفسه وليس للآخر، لكن الخوف في إمكانية تسببه بأذى كبير لذاته وهو لفظ يطلق على من يلحق الضرر بنفسه، لكن حتى يُعرف الشخص بأنه مريض فلا بد أن يكون الألم حقيقي. أي مصحوب بفعل وليس مجرد تخيلات ورغبات تحقير للنفس وإيذائها مع الشعور بالمتعة واللذة الداخلية عند الممارسة بالرغم من الظهور بمظهر الشاكي، اضطراب يمارس المصاب به  السلوك القهري ويمثل دور الضحية المقهورة مما يشعره بالراحة.

مضاعفات الشخصية المازوخية وخطورة المازوخية؟

إن هذه الشخصية من الشخصيات التي لا بد من أنها ستؤذي ذاتها وسوف يتفاقم الأمر معها لأكثر من مجرد قبول الإهانة من قبل الآخرين، فاستمرار التعلق بصفات هذه الشخصية سيؤدي إلى:

  1. المضاعفات النفسية الشديدة مثل الاكتئاب الحاد والانزعاج العصبي.
  2. اضطرابات الحياة الاجتماعية.
  3. كثرة المشكلات المادية.
  4. التوجه لإدمان المخدرات والكحوليات.
  5. الكثير من الأعراض الجسدية مثل اضطراب دقات القلب وصعود ضغط الدم.

تشخيص اضطراب الشخصية المازوخية:

يشخص هذا النوع من الاضطراب عند وجود الصفات الآتية بالشخص:

1- يتعامل مع الأحداث الإيجابية بالاكتئاب والشعور بالندم أو تصرفات أخرى تؤدي ألى إحداث الألم له.

2- يجذب الغضب وسوء المعاملة من الآخرين ويشعر بالذنب بعد ذلك.

3- لا يقبل الخبرات الممتعة ويرفض إسعاد ذاته.

4- عاجز عن إنجاز مهماته الشخصية رغم امتلاك القدرة على إنجازها.

5- يرفض من يتعامل معه من الآخرين بصورة لطيفة.

6- يتورط في التضحية المبالغة بالنفس من دون طلب من الآخرين.

7- يجب ألا تكون السلوكيات السابقة هي نتيجة مشكلة حالية كالاعتداء الجسدي.

8- كما يجب ألا تكون السلوكيات السابقة تحدث فقط في أثناء نوبات الاكتئاب وإنما بصورة ثابتة.

9- ينتقي الأشخاص المواقف التي تسبب له الإحباط والفشل، أو سوء العاملة، على الرغم من توافر خيارات أخرى أفضل يمكن أن يتجنب بها ما سبق، يرفض محاولات الآخرين لمساعدته.

علاج اضطراب الشخصية المازوخية:

معالجة هذا النوع من الاضطراب تحتاج إلى سنوات من المعالجة، خصوصاً مع ارتباطه بمعتقدات الشخص وظروف عيشه ونمط سلوكه وهي خصائص لا تتغير بسرعة وتشمل المعالجة:

هناك عدة وسائل تستخدم في علاج هذه الشخصية وهي:
1- العلاج النفسي:

  • العلاج النفسي المعرفي: يساعد العلاج النفسي بأساليبه المختلفة وخاصة العلاج النفسي المعرفي على فهم الأنماط من الماضي، والتي قد تكون مدمرة للذات ومن خلال هذا الإدراك للماضي مع الطبيب يبدأ المصاب في اتخاذ خيارات واعية في حاضرة وإدراك محفزاته ويقوم العلاج السلوكي المعرفي على تعريف صاحب هذه الشخصية بمخاطر وسلبيات سلوكه وشخصيته على الأسرة بأكملها وعلى علاقاته الاجتماعية.
  • العلاج السلوكي الضبط الذاتي: قد يشمل التحكم في نمط الرغبة لدى المصاب وتعزيز المهارات الاجتماعية لديه.
  • العلاج النفسي الموجه نحو الاستبصار: وذلك من خلال الجلسات النفسية الفردية وفيها تدرس حالة المصاب وتاريخه المرضي والشخصي بالدقة للكشف عن الأسباب النفسية الكامنة وراء هذا السلوك وبالتالي يصبح من السهل على المصاب التحكم في هذا السلوك بشكل واعي.

2- العلاج بالدواء: لا يوجد حتى الآن علاج طبي لكن قد يلجأ الطبيب للتقليل من هرمون السيروتونين في حال أصيب الشخص المصاب بالاضطراب القلق واكتئاب على أثر تفكيره في بؤس حياته وآلامه وأحزانه.

3- العلاج الذاتي:

ويكون العلاج الذاتي فعالاً من خلال تطبيق ما يلي:

  • التحكم في القلق والأفكار التي تجبر صاحب هذه الشخصية على الخضوع والانصياع للآخرين.
  • تقبل الذات وتقليل النقد والتقليل منها، مع الاعتراف بنقاط القوة والتفوق على الآخرين.
  • تحمل مسؤولية العواطف والمشاعر والأفعال دون لوم الآخرين عليها.

كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية المازوخية:

  • هذه الشخصية هي اضطراب، ويتطلب من صاحب هذه الشخصية تلقي العلاج النفسي والسلوكي.
  • في حال كان الزوج أو الزوجة يعانوا من هذا الاضطراب، يتوجب عندها على الطرف الآخر استشارة طبيب مختص، للمساعدة في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة.
  • أن يقوم الأشخاص المقربين بتوعية المصاب ليدرك سلبيات الأفكار والسلوكيات الخاطئة التي يقدم عليها وأثرها على أسرته وعلى علاقاته الاجتماعية وسمعته وتشجيعه على زيارة الطبيب المختص، للسيطرة على بمشاعره وأفكاره، لأنها تتطور لاحقاً إلى شذوذ.
  • وفي حالة إصابة أحد الزوجين بهذا الاضطراب على الطرف الآخر التستر على حالته وعدم البوح بأي من أخبار سلوكه أمام الآخرين.

وأخيراً هناك من يعتقد بأن هذه الشخصية نوع من الهروب يمارسه المصاب لتقمص شخصيات تختلف أختلاف كلي عن شخصيته في الواقع.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية وتتخلص منها، إمتياز نادر، 2017الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمد حسن غانم، 2014


شارك المقالة: