تشخيص وعلاج اضطراب تشوه الجسم

اقرأ في هذا المقال


عندما يصاب الشخص باضطراب تشوّه الجسم فإنه يركز بشدة على مظهره وصورة جسمه وينظر في المرآة كثيرًا وينظم نفسه ويسعى للاطمئنان على نفسه ساعات كثيرة كل يوم. وهذه النقائص التي يتصورها والتصرفات الكثيرة التي يقوم بها تسبب له ضيقًا شديدًا وتؤثر على قدرته على العمل في حياته اليومية.

عوامل خطر اضطراب تشوه الجسم:

يبدأ هذا النوع من الاضطراب عادة في بداية سن المراهقة ويعمل على التأثير على كل من الذكور والإناث. وهناك أمور معينة تزيد من خطورة ظهور هذا الاضطراب أو تتسبب فيها بما في ذلك:

  • وجود أشخاص مقربين بالولادة مصابين بهذا الاضطراب.
  • الخبرات الحياتية السلبية مثل الإهمال في الطفولة.
  • صفات شخصية محددة مثل السعي للكمال.
  • الضغط المجتمعي أو توقعات الجمال.
  • الإصابة بمرض له علاقة بالصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب.

مضاعفات اضطراب تشوه الجسم:

تشمل المضاعفات التي قد تنجم عن اضطراب تشوه الجسم‎ أو عن ما يرتبط به على سبيل المثال ما يلي:

  • الاكتئاب الشديد أو غيره من الاضطرابات المزاجية.
  • الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
  • اضطرابات القلق والتي منها اضطراب الرهاب الاجتماعي.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب الشهية.
  • مشكلات صحية بسبب بعض السلوكيات.
  • الألم الجسدي أو خطورة التعرض للتشوهات نتيجة تكرار العمليات الجراحية.

الوقاية من اضطراب تشوه الجسم:

لا يوجد طريقة معينة للوقاية من الإصابة بهذا النوع من الاضطراب. ومع ذلك ولأن هذا الاضطراب الجسم يبدأ في سن المراهقة الأولى، فقد يكون تحديد الاضطراب بشكل مبكر والبدء في علاجه مفيدًا بعض الشيء. وقد يساعد علاج المداومة طويل المدى أيضًا في منع انتكاس الأعراض لهذا الاضطراب.

تشخيص اضطراب تشوه الجسم:

بعد إجراء تقييم طبي للمساعدة في استبعاد الحالات الطبية الأخرى، قد يقوم مزود الرعاية الأساسية الخاص بإحالة المصاب إلى اختصاصي الصحة العقلية لإجراء مزيد من التقييم. يعتمد تشخيص اهذا النوع من الاضطراب عادة على ما يلي:

  • تقييم نفسي لعوامل الخطر والأفكار والمشاعر والسلوكيات المتعلقة بالصور السلبية عن النفس.
  • السجل الشخصي والاجتماعي والأسري والطبي.
  • الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.

علاج اضطراب تشوه الجسم:

قد يمنع الخجل والحرج المصاب من مظهره من البحث عن علاج للاضطراب، غالبًا ما يشمل علاج هذا الاضطراب مزيجًا من العلاج السلوكي المعرفي والأدوية. ورُبما يلجأ المصاب إلى العديد من العمليات التجميلية محاوله لإصلاح النقص الذي يتصوره وبعدها قد يشعر المصاب بسعادة مؤقتة أو يقل شعوره بالضيق. ولكن غالبًا ما يعود الشعور بالقلق مرة أخرى ويستمر بالبحث عن طرق أخرى لإصلاح النقائص التي يتصورها.

يركز العلاج السلوكي المعرفي لهذا الاضطراب على:

  • مساعدة المصاب في معرفة مدى تأثير الأفكار السلبية عليه وردود الأفعال العاطفية والسلوكية على استمرار المشكلة طوال الوقت.
  • التغلب على الأفكار السلبية الذاتية حول تصور المصاب الجسدي وتعليمه طرق أكثر مرونة للتفكير.
  • تعلم طرق مختلفة للتعامل مع الرغبات أو الطقوس أيضًا للمساعدة في تقليل النظر للمرآة أو البحث عن الطمأنينة.
  • تعليم المصاب سلوكيات أخرى لتحسين الصحة العقلية، مثل معالجة الانعزال المجتمعي.
  • في بعض الحالات، قد تشتد أعراض الاضطراب للغاية لدرجة أن المصاب يحتاج إلى دخول مستشفى نفسية. بوجه عام لا يُنصح بإجراء ذلك إلا عندما يواجه المصاب الصعوبات في الالتزام بالمسؤوليات اليومية أو عندما يكون تحت خطر شديد يعرضه لإيذاء النفس.
  • الأدوية: لا يوجد أدوية معتمدة بشكل واضح من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمعالجة هذا الاضطراب. ولكن يُمكن للأدوية المستعملة في معالجة حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري، أن يكون لها دور فعال.

نمط الحياة والعلاج المنزلي لاضطراب تشوه الجسم:

يتطلب هذا الاضطراب العلاج من اختصاصي الصحة العقلية. لكن يمكن للمصاب القيام ببعض الأشياء لتزيد من فعالية خطة علاجه مثل:

  • الالتزام بخطة العلاج: عدم إهمال جلسات العلاج، حتى إذا لم يشعر المصاب بالرغبة في الذهاب. حتى إذا كان يشعر بصحة جيدة، فيجب الاستمرار في تناول الأدوية. إذا توقف فقد تعود إليه الأعراض فقد يصاب بأعراض تشبه الانسحاب عند التوقف عن تناول الدواء فجأة.
  • تعلم المزيد عن الاضطراب الذي يشكو المصاب منه: يمكن أن يساعد التعلم عن الاضطراب ويحفز على الالتزام بخطة العلاج.
  • الانتباه لمؤشرات التحذير: التعاون مع الطبيب أو المعالج للتعلم قد يكون سببًا في تحفيز الأعراض. ووضع خطة حتى يتعرف المصاب ماذا سيفعل إذا عادت الأعراض. والاتصال بالطبيب أو المعالج إذا لاحظ المصاب أي تغييرات في الأعراض أو في الشعور.
  • ممارسة الاستراتيجيات التي تعلمها: في المنزل ممارسة المصاب المهارات التي تعلمها أثناء العلاج بشكل روتيني حتى تصبح عادات قوية.
  • تجنب تعاطي المخدرات واحتساء المشروبات الكحولية: إن تناول الكحول والمخدرات يمكن أن يؤدي لتفاقم الأعراض أو تفاعلها مع الأدوية.
  • ممارسة الأنشطة البدنية: يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية والتمرين في إدارة العديد من الأعراض؛ مثل الاكتئاب والتوتر والقلق. ممارسة المشي والركض والسباحة والبستنة، أو ممارسة شكل آخر من أشكال الأنشطة البدنية التي يرغب بها المصاب. مع ذلك تجنب الإفراط في ممارسة الرياضة كوسيلة لإصلاح الخلل الذي يتصوره.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020علم النفس المرضي، 2016الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمدحسن غانم، 2014خلاصة الدليل التشخيصي والإحصائي، د. أنوار الحمادي، 2015


شارك المقالة: