تطوير مهارات التوجيه في رياض الأطفال

اقرأ في هذا المقال


يقوم أطفال الروضة أحياناً بالعديد من التصرّفات التي تُحتّم على المعلم التدخّل بتقديم التوجيه المناسب لهذه الفئة من الأطفال، وتُعَدُّ عملية توجيه الأطفال من العمليّات المعقّدة.

تتطلّب عملية فهم سلوكيات الأطفال وتقديم التوجيه المناسب لهم معرفة شاملة لمراحل نمو الأطفال وتطوّرهم، كما يتطلّب من المعلم أن يكون قادراً على فهم واستيعاب سلوكيات كل طفل من الأطفال على حده.

أهداف توجيه سلوك طفل الروضة:

تقوم عملية توجيه الأطفال على قيام المعلم بأعمال مباشرة وأخرى غير مباشرة؛ وذلك من أجل تنمية أنماط سلوكيّة مناسبة لدى الأطفال، وتساعد عملية التوجيه في المحافظة على تقدير الذّات لدى الأطفال، كما أنها تساعد في عمليّة تعديل سلوك الطفل إلى أن يصل الطفل إلى مرحلة الضبط الداخلي وهو أحد أهداف عملية توجيه السلوك، حيث يقوم الطفل بتوجيه سلوكه لوحده دون أن يكون هناك أيّ رقابة خارجية.

كما يسعى معلم رياض الأطفال أثناء قيامه بعمليّة توجيه السلوك إلى تحقيق هدف آخر وهو مساعدة الطفل على اكتساب مهارة السلوك الاجتماعي وتعلُّمه، حيث يتضمّن هذا السلوك قيام الطفل بأعمال وأفعال إيجابية تعود بالنفع على الآخرين وتشجيع التعاون بين الأطفال.

ومن الأمثلة على أنماط السلوك الاجتماعي:

  • التعاون بين الأطفال خلال عمليّة اللعب.
  • أن يتقبّل الطفل مشاعر الأطفال الآخرين وإظهار ذلك التقبُّل والاهتمام.

دور المعلم في توجيه سلوك أطفال الروضة:

تتأثر سلوكات الأطفال داخل الغرفة الصفيّة بشخصية المعلم، حيث أن المعلم الذي يتميّز بالفاعليّة والنشاط يعمل على تشجيع الأطفال ويُظهِر لهم الاهتمام، بالإضافة إلى ابتعاده عن أسلوب إصدار الأوامر واعتماده لطريقة تقديم الاقتراحات، وهذه الطريقة تساعد في عمليّة تفاعل وتجاوب الأطفال بصورةٍ أسرع، وهذا يتطلّب من المعلم أن يتفاعل على نحو أكبر مع أطفال الروضة والاعتماد على نظام الأسئلة المفتوحة، وهذا يعمل على مساعدة الأطفال في إظهارهم للسلوك الإيجابي، كالاعتماد على أنفسهم واستخدام التعابير اللفظيّة المناسبة والمشاركة والتعاون فيما بينهم.

كما يتطلّب من معلم رياض الأطفال أن يكون قُدوة للأطفال في سلوكه الاجتماعي، بمعنى أن يكون سلوكه إيجابياً؛ وذلك لأن الأطفال يُقلّدون سلوك المعلم بشكل كبير، حيث أظهرت بعض الدراسات بأن المعلم غير المتعاون يتّصف أطفاله بالملل وكثرة الحركة، أمّا المعلم الذي يهتم بالأطفال ويرعاهم ويعمل على تعزيزهم فيتّصفون بتفاعلهم مع الآخرين ولا يجدون صعوبة في تعاملهم مع الآخرين.

كما أن للمعلم دور في تصرّفات الأطفال العدائيّة والتي يقصدون منها لفت انتباه الآخرين، وهذه التصرّفات تصدر من الأطفال عندما يُظهِر المعلم التّساهل في تصرّفاته داخل الغرفة الصفيّة، حيث يكون المعلم في هذه الحالة غير قادر على التعامل مع سلوكيات الأطفال العدائيّة، وفي هذه الحالة سوف يتشكّل لدى الأطفال انطباعاً بأن هذه السلوكات التي يقومون بها مسموحة.

المصدر: العمل مع الأطفال الصغار، د. جودي هير- 2006طفل الروضة، د. طارق عبد الرؤوف+ د. ربيع محمد- 2019دليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016


شارك المقالة: