اهتم بعض علماء النفس بالصدمة النفسية وتعريفها وتأثيرها على الحالة النفسية، أكثر وجهة نظر أهمية بهذا المفهوم كانت النظرية التحليلية، فلقد عرفهافرويد بأنها صدمة تنتج عن تجارب تم عيشها وتحمّل معها للحياة النفسية وخلال وقت قصير نسبي زيادة كبيرة جداً في الإثارة لدرجة أن تصفيتها أو إرسائها بوسائل التسوية المألوفة تنتهي بالفشل، ممّا يجد معها لا محال اضطرابات دائمة في قيام الطاقة الحيوية بوظائفها.
تعريف علماء النفس للصدمة النفسية:
كل التعاريف التي قامت بتناول تعريف الصدمة النفسية أكدت على وجود أحداث عنيف ينتج عنها ردود فعل الصدمة النفسية، فقدموا وصف للاضطرابات بعد الصدمة الناتجة عن هذه الأحداث.
- Bergeret:عرّف الصدمة النفسية بأنها تجارب خاصة بغياب الإسعافات في أجزاء الأنا والتي ينبغي أن تعمل على تجميع الاستشارات بغض النظر عن مصدرها داخلي أو خارجي والتي لا يمكن أن نتحكّم بها.
- N. Sillamy: تتكون الصدمة النفسية بسبب عناصر جديدة بصورة مفاجئة وغير منتظمة في حياة الشخص، الذي يعد وجوده كبير وبسببه يصل الفرد بشكل مؤقت إلى عدم التكيّف، يرتبط الأمر في أغلب الأحيان بإحباط أو فقدان شخص عزيز.
- Louis Croq: يستخدم لفظ الصدمة في علم النفس المرضي من أجل استعارة الأمراض الجراحية؛ ذلك لنحدد به ظاهرة تحطم المسار النفسي وفيض على النفسية، إذ تكون دفاعاتها منهكة من أثر المنبهات القوية والعنيفة الناتجة عن وضعيات الاعتداء، تكون غير قادرة على مواجهة هذا الاعتداء أو التحكم فيه سواء أنّها لا تملك الطاقة الضرورية، لهذا التحكّم أو أنّها أصبحت غير قادرة على تنظيم جهازها الدفاعي، أو أنّها في النهاية لم تتمكن من تحديد معنى الاعتداء بالنسبة لمعنى وجوده.
- منظمة الصحة العالمية: إنّ منظمة الصحة العالمية ترى أنّ الصدمة النفسية تنتج عن طريق الإجابة المؤقتة أو الدائمة لوضع أو حادث مجهد له خواص مهددة وكارثية، التي ينتج عنها أعراض واضحة للقلق أو اليأس عند أغلب الأفراد، فهناك عوامل تحتية كبعض سمات الشخصية أو سوابق من النوع العصابي بإمكانها أن تهيأ لقدوم الأعراض أو تطويرها خطورتها.
- الجمعية الأمريكية للطب النفسي: تعتبر كل شخص عاش أو شاهد أو واجه حادث أو العديد من الحوادث قد تعرض من خلالها لخطر الموت أو لإصابات خطرة أو وجد أشخاص قد قتلو أو تعرضوا للقتل أو التهديد أو هو قد هدد بالموت أو بجروح وإصابات خطيرة، التي تمس الكمال الجسدي والنفسي له.
