تفسير نظرية الذات للطبيعة الانسانية

اقرأ في هذا المقال


أُعتبرت نظرية الذّات من أهم النّظريات في الإرشاد والعلاج النفسي، أيضاً تعتبر من النظريات المُتمركزة نحو المسترشد. تم تسمية هذه النظرية بأسماء متعدّدة مثل، النظرية الشخصية، النظرية غير المباشرة،. الشيء الذي جعل روجرز يتّجه إلى هذه النظرية ويقوم على تطويرها هو أنّه لم يقتنع أبداً بعلم الطب النفسي؛ ذلك لعدم اهتمامه بكل ما يدور في ذهن المسترشد من أفكار ومشاعر، أيضاً عدم الاهتمام بالخبرات التي مرّ بها.

تفسير نظريّة الذّات للطبيعة الانسانية

ينظر روجرز للإنسان نظرة تفاؤلية، حيث يهدف الإنسان بشكلٍ دائم إلى أن يكون أكثر فعالية في حياته العملية، فالخير والثقة العقلانية تتشكل من الطبيعة التي يتعايش معها. إنَّ أفضل وقت لتكوين علاقة جيدة بين الإنسان ومجتمعه هو الوقت الذي يكون فيه الشخص قادر على الاستفادة من طاقاته بحريّة وطلاقة. يركّز روجرعلى أهمية العمل العلاجي الإرشادي أكثر من النتائج المرجوّة من هذا العمل.

الإنسان

يعرَّف الإنسان بكل منظم يقوم بالتصرُّف بشكل كلي في الجانب الظاهري؛ من أجل تحقيق الذات وتحديد التصرُّفات والسلوكات الهادفة، أيضاً حتى يصل للنمو والتحرُّر من مقومات التطور لديه. إنّ الإنسان خيِّر في داخله ولا نحتاج للسيطرة عليه والتحكُّم فيه حتى يصبح خيّر.

الافتراضات التي تخص الإنسان

  • كل فرد يكون في محيط من الخبرة الذي يتغير باستمرار يتكون من جميع الخبرات التي حدثت معه، البعض من هذه الخبرات يكون متفق ومنسق مع الفرد، الحين الآخر يكون بعضها غير منسق، حيث يؤدي ذلك إلى تهديد الفرد وحدوث سوء في التوافق النفسي لديه.
  • إنَّ الكائنات الحية تستجيب لما حولها كما تدركها، ذلك حسب طرق منظّمة تنسجم مع الإدراك.
  • يميل كل فرد إلى تحقيق ذاته والمحافظة عليها ومحالة تعزيزها، فهو يقاوم التهديدات التي تحدث له، يحاول استغلال القدرات الداخلية إلى أقصى حد ممكن في سبيل الوصول إلى أهدافه.
  • إنَّ سلوك الفرد يعتبر من السلوكات الموجَّهة، يحدث ذلك من أجل الوصول إلى إشباع حاجاته وإدراكها، أيضاً يدرك أهمية كل حاجة من هذه الحاجات.
  • إنَّ مشاعر الفرد ترتبط بالسلوك الصادر عنه وتؤثر فيه حتى نفهم سلوك الفرد بشكل جيد، يجب أن نقوم بتفسيره من خلال الجانب المرجعي للفرد نفسه.
  • تعد الذات كينونة الفرد، تتشكل بسبب التفاعل بين الفرد وبيئته المحيطة، ثم تنمو بسبب النضج والتعلم، تصبح المركز الذي يقوم على جمع الخبرات التي مر بها الفرد.
  • أغلب الأشكال السلوكية التي يقوم الفرد على إصدارها تكون منسجمة مع النفس.
  • يحدث سوء التوافق للفرد عندما يقوم بإنكار أو تجاهل أو تشويه الخبرة التي تحدث له؛ لأنَّها لا تتطابق مع ذاته، بعد ذلك يقوم بإدراكها على أنّها خبرات مُهددة له، مما يسبب له التوتر والضغط، نتيجة لذلك يقوم الفرد باستخدام بعض حيل الدفاع؛ للابتعاد عن القلق والتوتر لكن استخدام هذه الحيل يؤدي إلى تشويه واقع الفرد ومدركاته، أي أنه يحدث تشويه في التطابق بين الذات والخبرة، مما ينتج عنه ظهور الاضطرابات النفسية.

مكوّنات بناء الشخصية

إنّ الذات تحاول المحافظة على السلوك وتماسكه، بحيث تقوم على تقبُّل الخبرات المُتفقة والمتناسقة معها، في حين أنَّها تنظر للخبرات غير المتجانسة على أنّها مصدر لتهديدها. إنّ نمو الأفكار التي تحتويها الذات تتغير أثناء تفاعلها مع الجانب الظاهري للفرد.

  • الكائن العضوي: يتضمّن جميع الجوانب الانفعالية والجسمية والعقلية للفرد.
  • المجال الظاهري: يتضمّن كافة الخبرات التي حصلت للفرد في السابق أو الخبرات التي حصل عليها من قبل الآخرين، أيضاً يركِّز على إطار الفرد المرجعي. حسب هذا المجال يتم تحديد السلوك الصادر من الفرد، هو المجال الذي يحيط الفرد الذي يدرك أهميّته؛ لأنّ الفرد يقوم باختيار استجابته على أساس ما يدرك، لا يقوم باختيار استجابته على أساس الواقع الذي أمامه.
  • الذات (النّفس): هي من أهم أجزاء شخصية الفرد، تتكون من سلسلة من الاستبصارات والقيم التي يشكّلها الفرد عن نفسه من تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها بما فيها من أشخاص يهمونه، تتكون الخبرة الذاتية التي تشكل فهم الذات لدى الفرد الذي يعتبره روجرز أساس بناء الشخصية. تعتبر الذّات من المُدركات والقيم التي تتشكل من التفاعلات، تحافظ الذات على تصرُّفات المسترشد الجيد وسلوكاته، تعتبر الذات في حالة تغيُّر مستمر؛ بسبب التفاعل المستمر مع الجانب الظاهري، فالفرد له أكثر من ذات.

شارك المقالة: