الاتجاهات الساذجة

اقرأ في هذا المقال


لدى كلّ منّا اتجاه ونظرة من خلال التفكير بالأشياء، وتقييم الآخرين، ومن بين تلك الاتجاهات ما يمكن وصفه وتقييمه على أساس ملاحظتنا السطحية لسلوك الآخرين وتفسيره تفسيراً لا يقوم على استخدام المعايير.

كيفية إطلاق الأحكام على الآخرين:

ما نراه في الآخرين مبنيّ على استعدادتنا واتجاهاتنا ودوافعنا واهتماماتنا وتحيزاتنا، ومن خلال خبراتنا السابقة وتجاربنا العملية العميقة، حيث يمكننا أن نصدر أحكاماً على الطبيعة البشرية للآخرين بشكل موضوعي، يعتمد على الخبرات المتراكمة لا على المعرفة العلمية.

فالذي ندركه في الآخرين، ونطلق الأحكام بناء عليه، يعتمد بشكل كلّي على النوايا التي نضفيها على سلوكهم، أي أنّنا نُسقِط على الآخرين تفسيراتنا لسلوكهم ونواياهم، فلا يمكننا وصف سلوك طفولي طائش لدى صغير مثلاً بأنه سلبي، وبناء عليه نطلق أحكاماً.

أحكامنا تتأثر بالعديد من المؤشرات والدلائل السلوكية، أهمها الخصائص الجسمية والاستجابات الاجتماعية ،وتتضمن الخصائص الجسمية تعبيرات الوجه وحركة الجسم واليدين والملابس وخط اليد وطريقة التحدث، أمّا الاستجابات الاجتماعية فإنها تعكس دورنا الاجتماعي سواء كان واقعياً نتصوّره أو نمارسه.

ويمكن وصف المقابلة كأكثر وسيلة سطحية في الحكم على شخصية الآخرين، حيث تفتقر إلى الدقّة في إطلاق الأحكام على الآخرين، ولا تعتبر المقابلة أداة اختبار دقيقة، حيث أنه لا يمكننا اكتشاف الخصائص الأساسية للشخصية والأخلاق .

فالتفسيرات الساذجة للشخصية محكوم عليها بالفشل كونها سطحية وغير مبنيّة على أسس صحيحة، وبالتالي يكون وصف الآخرين وتقدير المواقف غير دقيق.

المصدر: الثقة والاعتزاز بالنفس، إبراهيم الفقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.مفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: