الانفعالات السلبية وتأثيرها على الذات

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الانفعالات السلبية من الأمور المُكتسبة منذ مرحلة الطفولة، علماً أنَّ ما يتم اكتسابه يمكن أن يتمّ فقدانه، وأحياناً على نحو أسرع، يمكننا اكتساب أي عادة أو مهارة نعتبرها ضرورية، أو مرغوبة بالنسبة لنا، حيث يمكننا اكتساب طرق إيجابية وبنّاءة للتفكير بشأن الناس، والمال، وسائر العوامل من أجل القضاء على الأفكار السلبية التي تضع حدوداً على إمكانياتنا، وتعوق نجاحنا.

تعتمد الكثير من الأفكار والسلوكيات السلبية على المُسلّمات الخاطئة، حيث يمكن لفكرة سلبية حول أمر ما أو سلوك تِجاه شخص ما، أن ينقلب إلى النقيض تماماً بعد الاطلاع على معلومة واحدة جديدة، فنعرف فجأة أنَّ الفكرة التي حملناها بشأنا أنفسنا، أو بشأن شخص آخر لم يكن لها أساس من الصحة، ونتيجة لهذا يمكننا أن نغيّر تفكيرنا في الحال، فلا بدّ وأن ندرك هذه الإمكانية.

كيفية القضاء على الانفعالات السلبية:

لا تظهر الانفعالات السلبية، إلا إذا زودناها بما يناسبها من أفكار، فنحن نغذيها بالأفكار بشكل متواصل حول الأشياء التي تسبب لنا السوء.

لحسن الحظ أنَّ بوسعنا تغيير هذه الحالة، من خلال تطبيق قانون الانفعال، والذي ينص على أنَّ ” الانفعال الأقوى يتغلب على الانفعالات الأضعف ويهيمن عليه، وأياً كان الانفعال الذي تركز عليه، فسوف يتنامى ويصير هو الأقوى”.

معنى هذا أنَّه أياً كان الانفعال الذي نُنمّيه ونغذيه، فسوف ينمو ويهيمن في النهاية على تفكيرنا في هذا الشأن، فإذا قمنا بسحب طاقتنا العقلية بعيداً عن الشخص أو الموقف الذي يجلب لنا الغضب أو الحزن، عن طريق رفضنا للتفكير بشأنهما، ستكون النتيجة بأن يتلاشىى الانفعال المرتبط بهذا الموقف أو ذلك الشخص.

كيفية استخدام قانون الاستبدال في علاقاتنا:

لقد مررنا بهذه التجربة بالفعل عدة مرات، فخلال مرحلة الرشد أقام معظمنا علاقات صداقة مع نفس الجنس أو مع الجنس الآخر، ولا تستمر أغلب هذه العلاقات مع مضي الوقت، وحين تنتهي تلك العلاقات، غالباً ما نُصاب بالإحباط العاطفي أو جرح المشاعر، فنكون في حالة حزن، وغضب، وإحباط.

حيث تدوم تلك المشاعر لفترة من الوقت وبعد ذلك نتعافى منها، ونلتقي بشخص آخر، وننسى تدريجياً النهاية غير السعيدة في العلاقة الأولى، ويعد مرور شهور أو أعوام، نتأمّل الماضي أو حتى نلتقي حتى بالشخص الآخر الذي شعرنا بسببه بالحزن والبؤس، فلا نستطيع أن نتخيل كيف ارتبطنا عاطفياً به أو بها، فقد تلاشت المشاعر تماماً، ﻷنَّنا لم نقم بتغذيتها، وهذا مثال على عمل قوانين الاستبدال والمشاعر في حياتنا.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، رقم الطبعة 2007.علم النفس بين الشخصية والفكر، كامل عويضه.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: