معلومات خاطئة عن الوحدة

اقرأ في هذا المقال


معظم الأشخاص يشعرون بالوحدة بين الحين والآخر، وهي تجربة إنسانية طبيعية، يمكن النظر للوحدة على أنها دعوة حتى يطمئن الفرد على نفسه، أو التفكير في حاجاته الاجتماعية الصحية، وأخذ خطوة لجعل التواصل أولوية، الوحدة يمكن كذلك أن تكون منبع للإبداع. الوحدة تكون مشكلة في حال استمرت، فإذا شعر الشخص أن علاقاته مع المحيطين به غير مُرضية لمدة طويلة من الوقت، عندها يمكن أن يكون الشخص قد دخل في الأضرار الصحية للوحدة مثل الاكتئاب وأمراض القلب.

معلومات خاطئة عن الوحدة

سبب الوحدة العزلة

هناك اختلاف بين العزلة والوحدة، إذ أن الوحدة هي غياب التواصل مع الناس، بمعنى أن ينتاب الشخص شعور بأنه ليس هناك من الموجودين حوله يستوعبه وأنه لم ينجح في إنشاء علاقات قوية مع الآخرين كما كان يطمح.

والعزلة قد تكون واحده من المسببات التي تتسبب في الإحساس بالوحدة، وأيضاً قد يشعر الفرد بهذا الشعور وهناك عدد كبير من الأشخاص موجودين حوله، كما قد يشعر بالفرح، وحتى هدوء البال، عندما يختلي بنفسه لمدة معينة.

الوحدة ليس لها فائدة

إن الوحدة صعبة، لكنها في العادة تكون إحساس لفترة معينة، ينبغي أن يتم رؤية الناحية الإيجابية، كما يتم يتم النظر إلى الناحية السلبية، فقد تكون تشير الوحدة إلى تحذير تنبه الفرد للبحث عن أصدقاء جدد، أو للحصول على طرق لتنمية العلاقات بالأشخاص المحيطين به.

الوحدة تتسبب في تدهور الصحة

هذا الجانب معقد، وعادةً ما يتم مشاهدة أرقام ونسب حول تأثير هذا الشعور على الصحة، لكن هناك عدد من الباحثين عملوا على مراجعة جميع الأبحاث التي تمت في هذا المجال، وتوصلوا إلى أن الوحدة قد ترفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية، وأن الأشخاص الذين يعيشون لوحدهم يعانون من زيادة ضغط الدم بنسب أعلى من غيرهم، ومتوسط العمر المتوقع أدنى مقارنة بغيرهم.

وقد يكون الأشخاص الذين يعيشون في عزلة ويشعرون بالحزن هم استعداد للإصابة بالأمراض، أو العكس، قد يحفز المرض وتراجع الحالة الصحية بعض الأشخاص إلى الانطواء عن المجتمع والعيش لوحدهم، وهذا يصدهم من الاختلاط مع الآخرين.

وأكدت الدراسات أن الوضع الصحي للأشخاص الموجودين لوحدهم سيء من غيرهم، لأن هذا الشعور أخذ الدافع على الاهتمام بصحتهم، وهذا يعني أن الانعزال قد تتسبب في تراجع الوضع الصحي كما أن الوضع الصحي المتراجع يتسبب في الإحساس بالوحدة، حيث يؤثر كل منه على الثاني.

معظم المسنين يشعرون بالوحدة

من الشائع أن هذا الشعور لدى المسنين أكبر انتشار منه لدى البالغين، وإنما تم عمل سلسلة من الأبحاث عن الإحساس بالوحدة في مختلف مراحل العمر، وتم الوصول إلى أن الإحساس بالوحدة يصل ذروته أيضاً في فترة البلوغ، كما أكدت أبحاث أخرى أن بين الخمسين والستين بالمية من المسنين لا يعانون من العزلة.

الوحدة والعزلة الاجتماعية لهما ذات المعنى

ولكن في الحقيقة لكل منها معنى مختلف عن الآخر، العزلة الاجتماعية هي وجود الشخص في مكان ما لوحده، أي بالمعنى المادي، أما الوحدة هي الإحساس النفسي بالانفصال عن الواقع وعدم الانتماء له، ويقصد بهذا أن التواجد مع أشخاص جسديًا لا يمنع من الإحساس بالوحدة.

سبب الوحدة التكنولوجيا

مما لا شك فيه أن العادات التقنية غير الصحية مثل التصفح المفرط من غير وعي خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبب في شعور الناس بالوحدة والبؤس، والحد من استعمال التكنولوجيا يمكن أن يكون نافع.

ومع هذا، يمكن أن تخلق التكنولوجيا روابط قوية، فهي تساعد الشخص في التعرف على أشخاص جدد وترتيب التجمعات والتواصل مع المعارف عن بعد، وهذا ينطبق بصورة خاصة على كبار السن والأشخاص الذين قد يكونون منعزلين نتيجة إعاقة أو طبيعة جغرافية؛ فتصبح التكنولوجيا أداة رئيسية للبقاء على تواصل والبحث عن الدعم الاجتماعي.

أشارت دراسة ما إلى أن استعمال الهاتف الذكي، يمكن أن يحد من الشعور بالوحدة إذا كان المستخدم يتواصل مع شخص آخر، وإنما يمكن أن يسبب التوتر إذا لم يكن كذلك.

الوحدة تشير على أن الشخص بحاجة إلى أصدقاء جدد

إذا كان الشخص قد انتقل للتو إلى مدينة جديدة أو لا يشعر أن لديه علاقات اجتماعية بالعدد الذي يريده، فقد يستفيد من خلق صداقات جديدة، لكن الأسلوب البديل للقضاء على هذا الشعور تتمثل في تقوية العلاقات الحالية، والجميع يمكن أن يستفيد من القيام بهذا.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: