خرافات علم النفس الإرشادي

اقرأ في هذا المقال


علم النفس الإرشادي:

غالباً ما يُساء الفهم والغرض من علم النفس الإرشادي، لدى كثير من الناس تصور سلبي عنه وهناك العديد من الأساطير والوصمات المرتبطة بعملية الاستشارة النفسية الكاملة، يمكن أن تساعد الاستشارة في مجالات متعددة من الحياة بما في ذلك الأبوة والأمومة والانفصال والحزن والضغوط المالية وأهداف العافية والتوازن بين العمل والحياة وغير ذلك الكثير، هناك أساطير مفادها أن الأشخاص المجانين فقط هم من يطلبون المشورة، في حين أن الحقيقة هي أن المستشارين لا يستخدمون كلمة مجنون ويساعدون الناس بكل درجات القلق.

خرافات علم النفس الإرشادي:

في الغالب ما يكون الناس متضاربين جداً بشأن الاقتراب من محترف يناقش ويحلل مشاعرهم المؤذية والحزن والقلق، لذلك هناك شعور دائم بعدم الارتياح وعدم اليقين في أذهان الناس وتثور أسئلة مثل “هل يمكن أن يساعدني هذا المحترف حقاً؟” أو “هل ستكون مضيعة مؤلمة لوقتي؟” أو قد تقنع نفسك بأنني “ليس لدي فكرة حقًا عما سأقوله”؟ خاصة إذا لم يخضع للاستشارة أو العلاج من قبل، لكن الحقيقة هي أن الاستشارة النفسية هي واحدة من منتديات المساعدة التي يمكن أن تعفي الفرد من هذه الأعراض وتساعد على تعظيم إمكاناته وإجراء تغييرات إيجابية في حياته.

  • علم النفس الإرشادي مخصص للأشخاص الذين يعانون الجنون: إن ذلك غير صحيح فرؤية معالج النفس الإرشادي لا يعني أنّ الفرد مريض عقلياً أو مجنون، في الحياة يواجه الجميع تقريباً صعوبات وتحديات في مرحلة ما والقدرة على طلب المساعدة للتغلب على هذه التحديات هي علامة على القوة، كذلك تحمل المسؤولية لإعادة الحياة إلى المسار الصحيح.

  • طلب المشورة في علم النفس الإرشادي هو علامة ضعف: الحقيقة أن طلب المشورة هو في الواقع علامة على تحمل المسؤولية عن صحتنا، في الواقع يتطلب الأمر شجاعة لاستكشاف المشاعر الحساسة والتجارب المؤلمة، إنها الخطوة الأولى للفرد في حل الصعوبات التي يواجهها.
  • سوف يصلح معالج النفس الإرشادي جميع المشاكل: إنّ علم النفس الإرشادي ليس حل سريع لعلاج المشاكل، يتمثل دور المستشار في مساعدة الفرد على التفكير واستكشاف مشاعره وأفكاره ومخاوفه لفحص خياراته، كذلك مساعدته في تحقيق الأهداف التي حددها.

  • لا يستطيع المستشار أن يفهم إلا إذا كانت لديه تجارب مماثلة: يتم تدريب المستشارين على مراعاة الاختلافات الفردية واحترامها، بما في ذلك الاهتمامات والاحتياجات المحددة فيما يتعلق بالجنس والعرق والثقافة والدين والعمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي، يتمتع العديد من المستشارين الذين تم تدريبهم في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بتخصص كبير في علم النفس الإرشادي متعدد الثقافات مع مراعاة الثقافات المتنوعة في تلك البلدان، يتم تدريب المستشارين بشكل احترافي ومكثف على معالجة مجموعة متنوعة من أزمات وقضايا الحياة.
  • طلب الاستشارة يشير إلى أننا لا نملك ما يكفي من الإيمان بأن الله سوف يعتني بنا: في حين أن الصلاة والثقة الكاملة في الله مفيدة دائماً لحياتنا، فإن هذه الممارسات ليست هي الخيارات الوحيدة المتاحة لنا لفرز المشكلات، معظم الأشخاص الذين يطلبون المشورة هم أشخاص يعيشون حياة طبيعية جداً ويريدون إيجاد حلول لحياتهم والمشاكل التي يواجهونها، من المهم أن نضع في اعتبارنا أن كل شخص يعاني من مشاكل كبيرة في أوقات مختلفة من حياته، الاستشارة هي مجرد جزء طبيعي من عملية حل الأمور وتزويد الفرد بالأدوات والمهارات اللازمة للتعامل معها بفعالية.
  • يفترض الفرد أن هناك شيئ خاطئ يحدث إذا طلب الاستشارة: يتطلب الأمر شجاعة لاستدعاء المستشار، يساعد المستشارون الأشخاص على العمل في العديد من ظروف الحياة ويرحبون بجميع العملاء، يمتلك المستشارون مساحة غير قضائية يتم فيها تشجيع العملاء على أن يكونوا منفتحين وصادقين بشأن مواقفهم، حتى يتمكن المستشارون من اكتساب فهم كامل لما يجري وكيف يمكنهم تقديم المساعدة بشكل أفضل.

  • الرجال ليسوا على اتصال بمشاعرهم ولن يستفيدوا من علم النفس الإرشادي: يمكن لكل من الرجال والنساء الاستفادة من هذا الفرع، في حين أنه من الصحيح أن النساء يطلبن الاستشارة أكثر من الرجال، إلا أن عدد الرجال الذين يسعون للحصول على الخدمات قد ازداد خلال السنوات العشر الماضية، مما يشير إلى أنّ الرجال أصبحوا أكثر انفتاح على علم النفس الإرشادي وأهميته.
  • طلب المشورة علامة ضعف: طلب المشورة هو وسيلة لإدارة المشاكل بشكل استباقي، إذا كان الفرد يعاني من مشاكل تعيق قدرته على العمل يوماً بعد يوم، يمكن أن يعلِّم المستشار الفرد مهارات للتعامل مع الأوقات الصعبة، بالإضافة إلى ذلك يسعى بعض الأشخاص للحصول على خدمات استشارية لتحسين حياتهم الرائعة بالفعل، يمكن أن تساعد الاستشارة الأشخاص على تطوير المهارات التي ستساعدهم على التفوق في مجالات محددة مثل الرياضة والأعمال والقيادة.
  • سيحاول المستشارون تقديم الدواء: إنّ المستشارون المرخصون حاصلون على درجة الماجستير أو الدكتوراة في مجالات الصحة النفسية، حيث يقدمون المشورة المناسبة ولا يصفون الأدوية، يعمل المستشارون مع الأطباء النفسيين وهم أطباء، عند إنشاء خطط علاج تعاونية للعملاء الذين يتناولون الأدوية، يصف الأطباء النفسيون الأدوية لمعالجة الجوانب البيولوجية لإدارة الصحة العقلية، كما يعمل المستشارون مع العملاء لمعالجة الجوانب النفسية للصحة العقلية.
  • مشاكل الصحة العقلية ليست مشاكل حقيقية ولا يعتبر المستشارون أطباء مرموقين: يحمل مستشارو الصحة العقلية شهادات عليا متقدمة ويدرسون لسنوات تحت إشراف مستشار متمرس، بعد التخرج يتلقى المستشارون آلاف الساعات من الممارسة الخاضعة للإشراف قبل أن يصبحوا مرخصين ويعاملون العملاء بأنفسهم، مشاكل الصحة العقلية هي مشاكل حقيقية؛ حيث إنّ واحد من كل خمسة أمريكيين يعاني من مشاكل نفسية وواحد من كل 10 قاصرين يعاني من الاكتئاب، يمكن للمستشارين معالجة هذه المشاكل ومساعدة العملاء على إيجاد الراحة من المشكلات التي تثقلهم.

  • علم النفس الإرشادي هو حل سريع لجميع مشاكل الفرد: لا توجد حلول سريعة عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية، إن تقوية الدماغ من خلال الاستشارة يشبه تقوية الجسم من خلال التمارين، يستغرق الوقت والممارسة والصبر والمثابرة، كل شخص يدخل في الاستشارة هو فرد فريد لذلك لا توجد صيغة عامة لتحديد المدة التي سيستغرقها العميل قبل أن يشعر بالتحسن، يعد الالتزام تجاه النفس بالدخول في الاستشارة طريقة للتعرف على النفس ووجهات النظر للعالم، إضافة إلى ذلك يمكن أن نتعلم طرق لتحسين عملية اتخاذ القرار، التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من المشاعر الحماسية على أساس منتظم.
  • إذا ذهب الفرد إلى الاستشارة، فسيعرف الجميع ويحكمون على الفرد بشكل سلبي: يُظهر الذهاب إلى الاستشارة أنذ الفرد على استعداد للتعرف على نفسه وطرق تحسين حياته، يتطلب الأمر قوة للاتصال بمستشار لتحديد موعد، إنهم لا يحكمون على عملائهم، يجب العلم أن المستشارين قد سمعوا الكثير من قصص الحياة وهم يحافظون على السرية والاحترام لكل منها، يريد المستشارون تقليل وصمة العار المرتبطة بالتماس المشورة وخلق عالم يكون فيه طلب المشورة أمر شائع مثل البحث عن الراحة من نزلات البرد.

المصدر: علم النفس الإرشادي، احمد عبداللطيف أبو سعدعلم النفس الإرشادي، فاطمة راشد الدرمكيعلم النفس الإرشادي، عطالله فؤاد الخالديعلم النفس، هاني يحيى نصري


شارك المقالة: