خطوات يقوم بها الناجون من الصدمة تسهل رحلة علاجهم

اقرأ في هذا المقال


ضروري جداً أن يكون المتخصِّص الذي يقدم العلاجات مع الناجين على علم بالمستجدات الحديثة في طرق علاج الصدمات النفسية، حيث أحرزت العديد من الدراسات والقيام بالاستجابة للصدمة تقدم كبير، فالاستجابات التي تمَّ افتراضها في السابق أنها كانت مفيدة، مثلاً تشجيع الناجين على إعادة سرد تفاصيل تجربتهم، قد تحدث صدمات جديدة إذا تمّ استخدامها بعد وقت قصير من الحدث الصادم أو إذا استخدمت بطرق خاطئة أو من خلال معالج غير حساس للصدمة.

خطوات يمر الناجون من الصدمة تسهل رحلة علاجهم:

تمّ وصف العديد من الأمور الهامة التي تقوم بجعل الاستجابة للصدمات النفسية مستدامة وقوية، هذه الخطوات تحصل بمساعدة المعالج النفسي ذو الخبرة العالية، إلّا أنّه من المهم أن نذكرها هنا لجميع الناجين من الصدمة النفسية؛ حتى يسهّل عليهم توقّع ما سيمرون به أثناء رحلة علاجهم.

الحصول على دعم المختصين في علاج الصدمات:

غالباً ما تحدث الصدمة النفسية في الحالات بسبب العلاقات بأشخاص آخرين، في أغلب الحالات يكون لها مصاعب كثيرة على قدرة المصدومين في إدارة علاقاتهم، لذلك فالعمل على معالجة الصدمة ضمن إطار علاقة مضمونة ومع وجود ظل معالج مُتقن وذو خبرة، هو أفضل وسيلة حتى ينتقل الشخص من معايشة جروح الصدمة إلى المرحلة الأخيرة من العلاج وهي أخر المراحل وتسمّى دمج الصدمة.

تصميم روتين من الممارسات اليومية والحفاظ عليه:

لا يمكن حدوث الشفاء من خلال خط مستقيم من التقدّم بصورة مستمرة، فقد نشعرأنّ الأمور أصبحت أفضل، ثمّ يتم تعريضنا لمثيرات فتحدث أزمة جديدة؛ فالحياة تعمل على جلب الألم للجميع بالطبع، كما أنّ الناجين من الصدمات لديهم نقاط ضعف خاصة تبقى دائماً معهم، من غير الواقعي أن نتوقع استمرار التقدّم الذي تم تحقيقه بدون أن نحافظ على مجموعة من الممارسات الروتينية.
خلال العلاج الاحترافي، يتم تصميم خطّة الاستدامة بشكل فردي بعد أن يقوم بعمل تمهيدي أساسي من أجل الاتصال بالموارد الداخلية والشعور بالأمان، تتضمن الخطة غالباً الممارسات التي تقوم بمعالجة الجوانب المتعددة للحياة، التي تلعب دور مهم في الاستمتاع بالتساهل الذاتي أو الرعاية الذاتية أو الاستدامة الذاتية، أصبح استعمال مفهوم الرعاية الذاتية شائع في هذه الأيام لدرجة أنّ الناس يفهمون أنّه يعني التساهل الذاتي؛ لنتجنّب هذا الارتباك، يتم تقسيم الرعاية الذاتية إلى ثلاثة مستويات؛ هي الاستمتاع والرعاية الذاتية والاستدامة الذاتية.

خطة الاستدامة الفردية تكمل أي طريقة علاجية:

لا يمكن أن تكون خطّة الاستدامة الفردية مكان العلاج بل هي مكمل له، عن طريق توفير الصيانة الأساسية للأشخاص المصابون بالإجهاد أو الصدمة، بغض النظر عن النهج العلاجي؛ يقوم المعالج باستخدامه مع الشخص للتعامل على الصدمات، فإنّ خطة الاستدامة الفردية ضرورية من أجل توفير أساس للاستقرار، فقد يستمر العملاء في الاستفادة من العلاج في مجالات خبرة المستشار حتى في غياب خطة الاستدامة الفردية؛ لكن التقدم سيبقى محدودًا بسبب عدم وجود استراتيجية للتعامل مع العميل ككل.
يحتاج عمل المعالج مع الناجين من الصدمات؛ أن يقوم بتوسيع مهاراتهم بحيث يتجاوز ذلك مهارات الاستشارة التقليدية؛ ذلك من أجل تقديم خدمة حقيقية للعميل، من خلال التفكير خارج الصندوق، فإذا لم يفعلوا الناجين ذلك، فلن يكونوا قادرين على مساعدة الكثيرين الذين يظلون عالقين في أعراض الانسحاب حتى بعد مرور عدّة سنوات.

العناصر الأساسية لخطة الاستدامة الفردية:

  • يجب أن نحدِّد الصعوبات التي يواجهها الناجي في الحفاظ على ممارسات الرعاية الذاتية، كما يجب أن نبحث عن بدائل تساهم في تعزيز الحياة.
  • التعرّف على الضغوطات الخارجية والتنبيهات الداخلية، مع القيام بممارسات تقوم بتسهيل التنظيم الذاتي وأدوات وتقنيات التعلم لتقليل الضغوطات؛ الهدف هو التعرف على الحالات والعلاقات الأكثر شيوعاً، كذلك الإشارات المضمّنة التي تسبب صعوبة، ثم وضع استراتيجيات للحد من تأثيرها.
  • يجب أن نتّصل بالموارد الداخلية والخارجية التي تعمل على دعم المتانة النفسية المرنة، كذلك تحديد الأنشطة لتعزيز الوصول إلى الموارد،وإذا لم يتمكن الناجي من تحديد أي شيء، فيمكن مساعدته على إنشاء مساحة تخيّليَّة.
  • أن يتم كتابة اليوميات ومشاركتها مع شخص ثقة بالمشاركة مع المعالج، حيث تتساهم كتابة اليوميات بتقوية العلاقة المستمرة يومية بين الناجي ومعالجه، كما توفر للناجي إحساس بالاحتواء.
  • توافرالتعاطف الذاتي، ينبغي أن يمتلك الناجون من الصدمات لهذا التعاطف حتى يستطيعوا التعامل بصورة نشطة مع اضطراب ما بعد الصدمة.

المصدر: الصدمة النفسية، أحمد محمد عبد الخالقالصدمة النفسية، غدنان حب اللهالضغوط والأزمات النفسية،فاطمة النوايسةالطب النفسي المعاصر، أحمد عكاشة


شارك المقالة: