دراسة الحالة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


دراسة الحالة في علم النفس:

تشير دراسة الحالة في علم النفس إلى استخدام نهج بحث وصفي للحصول على تحليل متعمق لشخص أو مجموعة أو ظاهرة، بحيث يجوز استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك المقابلات الشخصية، و الملاحظة المباشرة، والاختبارات النفسية، والسجلات الأرشيفية.

غالبًا ما تستخدم دراسة الحالة في علم النفس في الأبحاث السريرية لوصف الأحداث والظروف النادرة، والتي تتعارض مع المبادئ الراسخة في مجال علم النفس، وتعتبر دراسات الحالة بشكل عام تصميمًا لحالة واحدة، ولكن يمكن أيضًا أن تكون تصميمًا متعدد الحالات، حيث يكون التكرار بدلاً من أخذ العينات هو معيار الإدراج.

مثل المنهجيات البحثية الأخرى في علم النفس، يجب أن تنتج دراسة الحالة صالحة و موثوقة النتائج من أجل أن تكون مفيدة لتطوير البحوث المستقبل، وترتبط المزايا والعيوب المميزة بدراسة الحالة في علم النفس، وأحيانًا ما يتم الخلط بين دراسة  الحالة وطريقة الحالة، لكن الاثنين ليسا متماثلين.

دراسة الحالة في علم النفس هي تحقيقات متعمقة لشخص واحد أو مجموعة أو حدث أو مجتمع، وعادة، يتم جمع البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر وباستعمال عدة أساليب ووسائل مختلفة مثل الملاحظات والمقابلات والاختبارات، ونشأت طريقة دراسة الحالة في علم النفس في الطب السريري فغالبًا ما تقتصر دراسات الحالة على دراسة فرد معين.

دراسة الحالة ليست في حد ذاتها طريقة بحث، لكن الباحثين يختارون طرق جمع البيانات وتحليلها التي ستنتج مادة مناسبة لدراسات الحالة، والمعلومات هي في الأساس سيرة ذاتية وتتعلق بأحداث في الماضي للفرد أي بأثر رجعي، بالإضافة إلى الأحداث الهامة التي تحدث حاليًا في حياته اليومية.

وتستخدم دراسة الحالة على نطاق واسع في علم النفس وأشهرها كانت تلك التي قام بها سيغموند فرويد، بما في ذلك آنا وهانز الصغير، بحيث أجرى فرويد تحقيقات مفصلة للغاية في الحياة الخاصة لمرضاه في محاولة لفهمهم ومساعدتهم على التغلب على أمراضهم، حتى تاريخ الحالات اليوم هي واحدة من الطرق الرئيسية للتحقيق في علم النفس والطب النفسي غير الطبيعي.

يوضح هذا أن دراسة الحالة هي طريقة يجب ألا يستخدمها إلا طبيب نفساني أو معالج أو طبيب نفسي، أي شخص مؤهل مهني، وهناك مسألة أخلاقية تتعلق بالكفاءة، ويمكن فقط لشخص مؤهل لتشخيص وعلاج شخص إجراء دراسة حالة رسمية تتعلق بسلوك غير نمطي أي غير طبيعي أو تطور غير نمطي.

كيف يتم إجراء دراسة الحالة؟

يعني الإجراء المستخدم في دراسة الحالة أن الباحث يقدم وصفًا للسلوك، ويأتي هذا من المقابلات ومصادر أخرى، مثل الملاحظة، ويقوم العميل أيضًا بالإبلاغ عن تفاصيل الأحداث من وجهة نظره، ثم يكتب الباحث المعلومات من كلا المصدرين أعلاه كدراسة حالة، ويفسر المعلومات، وقد يستمر البحث أيضًا لفترة طويلة من الوقت، لذلك يمكن دراسة العمليات والتطورات فور حدوثها.

من بين مصادر البيانات التي من المحتمل أن يلجأ إليها علماء النفس والمرشد النفسي عند إجراء دراسة حالة، الملاحظات حول الروتين اليومي للشخص، والمقابلات غير المنظمة مع المشاركة نفسها ومع الأشخاص الذين يعرفونها، والمذكرات، والملاحظات الشخصية مثل الرسائل والصور الفوتوغرافية، والملاحظات أو وثيقة رسمية مثل ملاحظات الحالة، والملاحظات السريرية، وتقارير التقييم.

غالبًا ما تتضمن دراسة الحالة مجرد ملاحظة ما يحدث، أو إعادة بناء تاريخ الحالة لمشارك واحد أو مجموعة من الأفراد مثل فصل دراسي أو مجموعة اجتماعية معينة، أي أندراسة الحالة في علم النفس تمثل النهج الشخصي الذاتي للفرد.

تعد المقابلة أيضًا إجراء فعال للغاية في دراسة الحالة للحصول على معلومات حول الفرد، ويمكن استخدامها لجمع التعليقات من أصدقاء الشخص ووالديه وصاحب العمل وزملاء العمل المهني وغيرهم ممن لديهم معرفة جيدة بالشخص، وكذلك للحصول على الحقائق من الشخص نفسه، ومن المحتمل أن تكون معظم هذه المعلومات نوعية ولكن قد يقوم المرشد النفسي بجمع البيانات الرقمية أيضًا.

كيفية تحليل بيانات دراسة الحالة في علم النفس:

يمكن تحليل البيانات التي تم جمعها باستخدام نظريات مختلفة، على سبيل المثال نظرية الأساس، وتحليل الظواهر التفسيرية، وتفسير النص، مثل الترميز الموضوعي، وتستخدم جميع الأساليب المذكورة هنا فئات مسبقة في التحليل وهي إيديوغرافية في نهجها، أي أنها تركز على الحالة الفردية دون الرجوع إلى مجموعة المقارنة.

تفسير المعلومات في دراسة الحالة في علم النفس يعني أن الباحث النفسي يقرر ما يجب تضمينه أو استبعاده من هذه المعلومات، ويجب أن توضح دراسة الحالة الجيدة دائمًا المعلومات التي تمثل الوصف الواقعي الحقيقي وأيها استنتاج أو رأي الباحث النفسي.

قدرات دراسات الحالة في علم النفس:

  • توفر دراسة الحالة في علم النفس معلومات مفصلة غنية النوعية.
  • توفر دراسة الحالة في علم النفس نظرة ثاقبة لمزيد من البحث.
  • السماح بالتحقيق في المواقف غير العملية أو غير الأخلاقي.
  • تسمح دراسة الحالة في علم النفس للباحث بالتحقيق في الموضوع بتفاصيل أكثر بكثير مما يمكن أن يكون ممكنًا، إذا كانوا يحاولون التعامل مع عدد كبير من المشاركين في البحث النهج البدائي بهدف المتوسط.
  • غالبًا ما تلقي الضوء على جوانب التفكير والسلوك البشري التي قد تكون غير أخلاقية أو غير عملية للدراسة بطرق أخرى.
  • النظر في الجوانب القابلة للقياس للسلوك البشري نظرة ثاقبة على البعد الذاتي للتجربة وهو أمر مهم للغاية لعلماء النفس التحليليين والإنسانيين.
  • تستخدم دراسة الحالة في البحث الاستكشافي، ويمكنهم مساعدتنا في توليد أفكار جديدة ويمكن اختبارها بطرق أخرى، إنها طريقة مهمة لتوضيح النظريات ويمكن أن تساعد في إظهار كيفية ارتباط جوانب مختلفة من حياة الشخص ببعضها البعض.

حدود دراسة الحالة في علم النفس:

  • تفتقر إلى الدقة العلمية وتوفر القليل من الأساس لتعميم النتائج على السكان الأوسع.
  • قد يؤثر الشعور الشخصي للباحثين على دراسة الحالة الذي يتمثل في تحيز الباحث.
  • من الصعب التكرار في دراسة الحالة.
  • تستغرق الوقت الطويل وتعتبر مكلفة.
  • حجم البيانات، إلى جانب القيود الزمنية المعمول بها، أثرت على عمق التحليل الذي كان ممكنًا ضمن الموارد المتاحة.
  • نظرًا لأن دراسة الحالة تتعامل مع شخص أو حدث أو مجموعة واحدة فقط، فلا يمكننا أبدًا التأكد مما إذا كانت دراسة الحالة التي تم التحقيق فيها تمثل مجموعة أوسع من الحالات المماثلة، وهذا يعني أن الاستنتاجات المستخلصة من حالة معينة قد لا تكون قابلة للتحويل إلى إعدادات أخرى.
  • نظرًا لأن دراسة الحالة تستند إلى تحليل البيانات النوعية أي الوصفية، فإن الكثير يعتمد على التفسير الذي يضعه عالم النفس على المعلومات التي حصل عليها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسفعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس العام، هاني يحيى نصريالانسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم


شارك المقالة: